حذر تيدروس أدهانوم جيبرييسوس مدير منظمة الصحة العالمية من التدهور الخطير في الوضع الإنساني بقطاع غزة، مؤكدًا أن 90% من السكان يواجهون صعوبة بالغة في الحصول على مياه صالحة للشرب، وسط تصاعد معدلات سوء التغذية القاتل، وخاصة بين الأطفال.

وفي مؤتمر صحفى، أكد المدير العام للمنظمة الأممية أن "ما يحدث في غزة مأساة إنسانية غير مسبوقة"، داعيًا إلى توفير الحماية لأطقم منظمة الصحة العالمية والوكالات التابعة للأمم المتحدة، التي تواصل العمل رغم المخاطر الشديدة.

كما انتقد بشدة أوامر الإخلاء الإسرائيلية التي طالت ما يقرب من 90% من مساحة قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات تعيق إيصال المساعدات الطبية والغذائية، وتزيد من معاناة المدنيين المحاصرين.

وأضاف: "نحن مصممون على البقاء في غزة، وسنواصل تقديم الدعم الطبي رغم الظروف القاتلة، لكننا نحتاج إلى ضمانات بالحماية، واحترام القوانين الدولية الإنسانية".

الجارديان: لماذا يسمح العالم بتجويع أطفال غزة عمداً؟

ونشرت صحيفة الجارديانم شهادة للجرّاح المتطوّع في مستشفى ناصر جنوب غزة نيك ماينارد، الذي تحدث عمّا سمّاه "التجويع المتعمّد" في القطاع، في مقال بعنوان "أشهد تجويعاً متعمداً لأطفال غزة، لماذا يسمح العالم بحدوث ذلك؟".

ويصوّر الطبيب حجم المأساة الإنسانية من داخل المستشفى: "مراهقون يعانون سوء التغذية، ورُضّع أصبحوا جلداً وعظماً، وجراحات تفشل ليس بسبب حدة الإصابة بل لأن المصاب يعاني من سوء تغذية شديد يمنعه من النجاة من العمليات".

ويشير الطبيب إلى وفاة أربعة أطفال رُضّع خلال الأسابيع الماضية بالمستشفى الذي يعمل فيه، بسبب الجوع، معتبراً أنّ "التجويع يستخدم كسلاح ضد شعب بأكمله بشكل متعمّد" في غزة.

ويقول الطبيب: "لا يوجد ما يكفي من الطعام في غزة. ولا نملك حليب أطفال تقريباً، وغالباً ما تعاني أمهاتهم من سوء التغذية الشديد الذي يمنعهن من الرضاعة الطبيعية. وعندما حاول زميل دوليّ إدخال حليب أطفال إلى غزة، صادرته السلطات الإسرائيلية".

ويُلخص الطبيب سياسة التجويع بنقطتين؛ تتمثلان بـ"منع دخول الغذاء إلى غزة، وترك المدنيين اليائسين بلا خيار سوى زيارة نقاط التوزيع العسكرية للحصول على بعض الإمدادات المحدودة"، متهماً بذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويوضح أن السلطات الإسرائيلية قلّصت مراكز توزيع المساعدات الإنسانية من 400 موقع في مايو/أيّار إلى 4 مناطق عسكرية، والتي يصفها بـ"الفخ المميت لمن يسعى للحصول على قوت يومه".

وينقل ملاحظة أطباء في قسم الطوارئ "عن نمط مُقلق للإصابات، حيث تتركّز في أجزاء مُحددة من الجسم كالرأس، والساقين، والأعضاء التناسلية، ما يُشير إلى استهداف مُتعمّد لتلك الأجزاء" على حد قوله.

ويختتم الطبيب بقوله إنّ "استمرار تواطؤ حكومة المملكة المتحدة في فظائع إسرائيل أمرٌ لا يُطاق"، مشيراً إلى أنّه "سيحكم التاريخ ليس فقط على مرتكبي هذه الجرائم، بل أيضاً على من وقفوا متفرجين" حسب تعبيره.