يشبّه الكاتب جمال كُنج ما يجري في غزة بجرائم النازية، ويرى أن المجازر المتواصلة تعكس تغوّل الاستعمار الإسرائيلي بدعم أمريكي غير مشروط، في ظل صمت دولي مشين.
يحمّل الكاتب واشنطن، بزعامة بايدن، مسؤولية المشاركة في هذه الفظائع، ليس فقط بالتواطؤ، بل بتمويل مشاريع تغطّي الحصار القاتل مثل "الرصيف العائم" و"المدينة الإنسانية".
يؤكد موقع ميدل إيست مونيتور أن الولايات المتحدة تبنّت مشروع الرصيف العائم على شواطئ غزة، موهِمةً العالم بأنها تسعى لتقديم المساعدات، بينما كانت تكرّس الحصار.
خُصص للرّصيف 320 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب، ليعمل لبضعة أيام قبل أن تبتلعه الأمواج، دون أن يُدخل غذاءً يُذكر، في وقت كان الموت جوعًا يحصد أرواح الأطفال.
ينتقد الكاتب إنشاء ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF)، والتي صُممت لتكون واجهة دعائية تخفف الضغط الدولي عن إسرائيل، لا لتقديم المساعدة الفعلية.
يشير إلى أن هذه المؤسسة لم توزع الغذاء، بل حولت المراكز إلى ساحات موت، حيث قُتل نحو 900 فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، وفق تقارير الأمم المتحدة.
يتّهم جمال كُنج إسرائيل بتحويل الغذاء والماء والدواء إلى أدوات قتل. يُلاحق الجنود الإسرائيليون الأطفال عند نقاط المياه، ويقصفون مراكز التوزيع، بينما يحتجزون القوافل التي تحوي مؤنًا كافية لإطعام سكان غزة لعدة أشهر، حسب تقارير الأونروا.
وفي مشهد أكثر بشاعة، أنشأت إسرائيل مشروع "المدينة الإنسانية" في رفح، الذي يهدف إلى تجميع أكثر من 600 ألف فلسطيني في مساحة محاطة بالأسوار، يُمنع الخروج منها.
يشبّه الكاتب هذا المشروع بمعسكرات الاعتقال النازية، منتقدًا الاستخدام التضليلي للغة، حيث تُسمى المجاعة "قيودًا على السعرات"، والمجازر "إجراءات أمنية"، والتطهير العرقي "هجرة طوعية".
يرى الكاتب أن واشنطن تتيح هذه الجرائم لأن اللوبي الإسرائيلي AIPAC يتحكّم بالسياسة الأمريكية. أوروبا من جهتها تُصدر تحذيرات رمزية، بينما تقدم بريطانيا نصائح "إنسانية" لإسرائيل حول كيفية إدارة الحرب.
أما الأنظمة العربية، فيصنفها إلى ثلاث فئات: مصر المشاركة في الحصار، الأردن والخليج الداعمان أمنيًا واقتصاديًا لإسرائيل، ودول أخرى تنفق على علاقاتها مع ترامب أكثر مما تقدم لغزة المحاصرة.
يختتم جمال كُنج مقاله بغضب عارم، قائلًا إن العالم يشهد بناء معسكر إبادة في غزة ويسميه "مدينة إنسانية".
يتساءل كيف كان العالم، وخاصة اليهود، سيتصرف لو وُصفت أوشفيتز بأنها "منتجع".
يرى أن هذه المهزلة اللغوية، والصمت الدولي، يُعيدان إنتاج الجرائم النازية بمعايير جديدة، لكنها بالأثر ذاته.
يشير الكاتب إلى أن ما يحدث لا يمكن تبريره أو تجاهله، وأن السكون العالمي لم يعد لا مبالاة، بل تواطؤ مباشر.
يرى في "المدينة الإنسانية" شهادة على انهيار الضمير الإنساني، وعلى قدرة إسرائيل على تحويل كل أدوات الإبادة إلى مشروعات "إغاثية" ظاهرًا، وجحيمٍ من الداخل.
https://www.middleeastmonitor.com/20250721-from-auschwitz-to-gazas-humanitarian-city/