أطلق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، ووزارة الصحة، تحذيرات هي الأقسى منذ بدء الحرب، مؤكدين أن قطاع غزة يقف على حافة إبادة جماعية شاملة، بفعل سياسة التجويع والحصار الإسرائيلي المتواصل منذ ما يزيد عن 140 يوماً، بعد إغلاق كافة المعابر بشكل كامل ومنع دخول الغذاء والدواء وحليب الأطفال والوقود، في مشهد يقترب من حدود الموت الجماعي.

وأكد المكتب الإعلامي في بيان صدر صباح الأحد، أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد ممارسة سياسة "القتل بالتجويع" ضد أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة، بينهم أكثر من مليون طفل، في إطار حرب إبادة جماعية ممنهجة، تستهدف الشعب الفلسطيني بأكمله. وقال البيان: "العالم يتفرج على ذبح غزة وقتلها جوعًا وقصفًا، دون أن يتحرك أو يتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية".

وأضاف البيان أن قطاع غزة يشهد "كارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ الحديث"، مشيرًا إلى أنّ المساعدات الإنسانية من الغذاء والدواء والوقود تُمنع بشكل كامل منذ مطلع مارس/ آذار، بينما يموت الأطفال يوميًا بسبب الجوع ونقص التغذية والدواء.

أرقام صادمة.. وموت الأطفال يتسارع
وزارة الصحة في غزة رسمت ملامح الكارثة بلغة الأرقام، حيث أعلنت أن أكثر من مليون طفل فلسطيني معرضون للموت الوشيك نتيجة الجوع، بينهم 71 طفلًا قضوا بالفعل بسبب سوء التغذية، في حين يواجه 600 ألف طفل دون العاشرة خطرًا مباشرًا على حياتهم، من بينهم 60 ألف رضيع حُرموا من حليب الأطفال لأشهر متتالية.

كما أشارت الوزارة إلى وجود 60 ألف سيدة حامل تعاني من نقص حاد في الغذاء، ما يعرض حياتهن وحياة الأجنة للخطر، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية، وانعدام الأدوية الأساسية، وتوقف غالبية المستشفيات عن العمل.

وتابعت: "أقسام الطوارئ في مستشفيات غزة تستقبل مئات الحالات يوميًا من أطفال وكبار سن في حالة إعياء شديد بسبب الجوع والإنهاك، بينما لا تتوفر الأدوية ولا المحاليل ولا حتى الكهرباء اللازمة لتشغيل الأجهزة الطبية"، مضيفة أن القطاع الصحي بات يئن تحت ضغط يفوق قدرته بأضعاف، ما يهدد بوقوع وفيات جماعية قادمة لا محالة.

مصائد الموت.. حين يتحول البحث عن الغذاء إلى مجزرة
وفي مؤشر خطير على تصعيد الاحتلال لحربه ضد المدنيين، كشفت وزارة الصحة أن أكثر من 900 فلسطيني استشهدوا، وأصيب نحو 6 آلاف آخرين أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات الغذائية، التي تحولت إلى "مصائد موت"، بفعل الاستهداف الإسرائيلي المباشر.

هذا الاستهداف الممنهج للمدنيين الذين يخرجون بحثًا عن كسرة خبز، زاد من تفاقم الأزمة داخل أقسام الطوارئ، التي بالكاد تستطيع استقبال المزيد من المصابين، في ظل النقص الفادح في المستلزمات الطبية، وعدم توفر القدرة على تقديم الإسعافات الضرورية.

الأسعار.. قفزات خيالية وجوع شامل
من جانب آخر، سجلت أسعار المواد الغذائية ارتفاعات غير مسبوقة بلغت 500% خلال أيام قليلة، حيث وصل سعر كيلو الطحين إلى 170 شيكلاً بزيادة 240%، فيما قفز سعر كيلو الأرز إلى 110 شواكل، مقارنة بأسعار لا تتجاوز 10 شواكل قبل الحرب، ما جعل غالبية السكان غير قادرين على شراء الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية.

وباتت المجاعة واقعًا يوميًا يعيشه أكثر من مليوني إنسان، في ظل انعدام الموارد، وغياب المساعدات، وعدم توفر أي مقومات للبقاء على قيد الحياة.

النداء الأخير: العالم مطالب بالتحرك الفوري
وفي ختام البيانات والتحذيرات، ناشدت كل من وزارة الصحة والمكتب الإعلامي، الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكل من يمتلك ذرة ضمير، إلى التدخل العاجل والفوري، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح المعابر، والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود دون قيد أو شرط.

وحذّرت الوزارة من أن "كل لحظة تمر دون تحرك دولي تعني مزيدًا من الأرواح التي تُزهق"، مؤكدة أن الصمت الدولي يرقى إلى مستوى التواطؤ، وأنه لا يوجد أي مبرر إنساني أو قانوني للصمت على واحدة من أفظع الجرائم ضد الإنسانية في القرن الحالي.


الفيديو:
https://www.facebook.com/reel/2188934564941335

https://www.facebook.com/reel/1081707326772531

https://www.facebook.com/reel/1621369768558511

https://www.facebook.com/reel/1496565737996820

https://www.facebook.com/watch/?v=2131872557313323
https://www.facebook.com/share/r/1B7AVLXW4E

https://www.facebook.com/share/v/1ABDzpB88f/
https://www.facebook.com/share/v/16rHUCFWvf