لليوم الـ651 على التوالي، تتواصل المجازر والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في قطاع غزة، وسط دعم عسكري وسياسي أميركي غير محدود، وصمت دولي خانق، وتواطؤ من المجتمع الدولي الذي فشل في وقف شلال الدم المستمر منذ 7 أكتوبر 2023.
وبينما تعيش غزة أسوأ كارثة إنسانية في تاريخها، تزداد وتيرة الاستهدافات الجوية والبرية وتتعاظم آثار النزوح والتجويع الممنهج، فيما تتعطل أي جهود لوقف إطلاق النار في ظل غياب أي ضغط حقيقي على دولة الاحتلال.
شهداء ومجازر.. والموت في كل الاتجاهات
بحسب مصادر طبية، ارتقى اليوم الجمعة 18 شهيدًا على الأقل، وأصيب العشرات في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مخيمات نزوح ومناطق سكنية متفرقة في قطاع غزة.
وفي واحدة من أبشع المجازر، استهدف طيران الاحتلال خيام نازحين في منطقة "المواصي" غرب مدينة خان يونس، ما أدى إلى استشهاد خمسة مواطنين بينهم ثلاث نساء وطفل، وإصابة نحو 20 آخرين. وعُرف من بين الشهداء: حسن العلمي، دينا سائد الخطيب، سارة العلمي، وسوزان أبو شهلا.
كما انتشلت فرق الدفاع المدني جثامين شهيدين من تحت أنقاض مدرسة "الحناوي" وسجن "أصداء" في الحي الياباني بخان يونس، بعد قصف مباشر من طيران الاحتلال.
وفي تصعيد آخر، قصفت طائرات مسيرة إسرائيلية من طراز "كواد كابتر" منازل مدنيين في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، وأسفر ذلك عن استشهاد طفلة وإصابة آخرين، نُقلوا إلى مجمع ناصر الطبي.
قصف الكنائس والمساجد.. لا استثناء لأحد
امتدت يد الاحتلال إلى استهداف الأماكن الدينية. فقد أصيب ستة مواطنين من أبناء الطائفة المسيحية في قصف مدفعي على كنيسة دير اللاتين في البلدة القديمة بمدينة غزة، بينهم إصابتان وُصفتا بالخطيرتين.
وفي الوقت ذاته، استهدفت غارات الاحتلال 5 منازل في منطقة الغباري بمدينة جباليا شمال القطاع، إضافة إلى استهداف عدد من المواطنين في شارع المغربي بحي الصبرة جنوب غزة.
قصف لا يتوقف.. والضحايا بالعشرات يوميًا
في إحصائية صادرة مساء أمس الخميس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 94 شهيدًا و367 إصابة إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة فقط، بينهم أطفال ونساء، ووجود عدد من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض في مناطق لا تستطيع الطواقم الطبية الوصول إليها بسبب الاستهداف المباشر لفرق الإسعاف والدفاع المدني.
وقد ارتقى 5 شهداء في منطقة الكرامة شمال غزة نتيجة قصف الاحتلال لمجموعة من المواطنين، فيما وصل شهيدان آخران لمجمع الشفاء الطبي نتيجة قصف مماثل قرب محطة "بهلول" شمال غرب المدينة.
حصيلة مروعة بعد 651 يومًا من الحرب
تشير أرقام وزارة الصحة إلى أن عدد الشهداء منذ بداية العدوان بلغ 58,667 شهيدًا، بينهم أكثر من 7,750 شهيدًا منذ فشل اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس 2025، وأكثر من 851 شهيدًا سقطوا منذ أن حول الاحتلال نقاط توزيع المساعدات إلى مصائد موت بداية من 27 مايو الماضي.
كما تجاوز عدد الجرحى 139,974 إصابة، فيما تم تسجيل أكثر من 11 ألف مفقود يُرجح أن أغلبهم استشهد تحت الأنقاض.
وقد استهدفت إسرائيل فرق الإنقاذ والمساعدات بشكل مباشر، حيث استشهد 1,582 من الطواقم الطبية، و115 من أفراد الدفاع المدني، و220 من عناصر الإغاثة، و754 من عناصر الشرطة ومرافقي المساعدات.
دمار شامل ومحو للهوية
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، دمرت آلة الحرب الإسرائيلية أكثر من 88% من مباني القطاع، بما فيها آلاف البيوت والمؤسسات التعليمية والصحية والدينية، بإجمالي خسائر مادية تزيد عن 62 مليار دولار.
كما دُمرت 149 مؤسسة تعليمية بشكل كلي و369 جزئيًا، إضافة إلى 828 مسجدًا دمرت كليًا، و167 مسجدًا جزئيًا، وتمت إزالة 19 مقبرة من أصل 60، في مشهد يعكس مسعى الاحتلال لمحو كل ما يمتّ للوجود الفلسطيني بصلة.
وتسيطر قوات الاحتلال حاليًا على نحو 77% من مساحة قطاع غزة، عبر الاجتياح المباشر أو فرض التهجير بالنار والقصف، مع استمرار فرض ما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" كغطاء مزيف للقتل تحت ستار الإغاثة.
شاهد:
https://x.com/PalinfoAr/status/1945911375064178838