شهدت محافظة السويداء، جنوب سوريا، فجر الجمعة 18 يوليو، تصعيدًا عسكريًا واسعًا بعد أن شنت العشائر العربية هجومًا غير مسبوق على مناطق عدة في المحافظة، وذلك عقب انسحاب مفاجئ للقوات الحكومية، وما تبعه من هجمات انتقامية طالت قرى البدو، ونُسبت إلى فصائل مسلحة تابعة للشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز.

الهجوم جاء بعد ساعات من إعلان العشائر "النفير العام"، كردّ مباشر على ما وصفته بـ"المجازر وأعمال التهجير القسري" التي نفذتها الفصائل بحق المدنيين البدو.

وأكدت مصادر محلية أن مقاتلين من العشائر، مدعومين بأرتال ضخمة من مختلف أنحاء سوريا، تمكنوا من السيطرة على عدد من القرى والمواقع العسكرية في ريف المحافظة، وسط أنباء عن توغلهم باتجاه مدينة السويداء.

 

قرى استراتيجية تسقط.. والمطار العسكري تحت السيطرة
وفقًا لناشطين، سيطر مقاتلو العشائر على بلدة الصورة الكبرى، وبلدة الثعلة ومطارها العسكري، بعد معارك عنيفة ضد الفصائل المسلحة في الريف الغربي للسويداء. كما دخلوا قرية المزرعة القريبة من المدينة، ونشروا مقاطع فيديو توثق سيطرتهم على قرية ليبين.

في المقابل، أكدت مصادر إعلامية مقربة من الفصائل الدرزية أن "مجموعات مسلحة تسللت إلى القرى الشمالية والغربية"، تزامنًا مع انقطاع شامل لشبكات الإنترنت والكهرباء في مناطق واسعة، للأيام الأربعة الأخيرة، مما فاقم الأوضاع الإنسانية بشكل خطير، وتسبب في خروج مشفى السويداء الوطني عن الخدمة.

 

خرق للتفاهمات وانهيار لمساعي التهدئة
وسائل إعلام محلية، بينها "السويداء 24"، أفادت بأن القوات العشائرية دخلت عبر الحواجز الحكومية من محور قرية الصورة الكبيرة على طريق دمشق – السويداء، وكذلك من جهة بلدة الثعلة، بواسطة عربات دفع رباعي ودراجات نارية، ونفذت قصفًا بقذائف الهاون على عدد من القرى. وأشارت الشبكة إلى أن المهاجمين أضرموا النيران في منازل فارغة، سبق تهجير سكانها.

وكانت الرئاسة السورية قد أعلنت، ليل الخميس، عن سحب الجيش من محافظة السويداء استجابةً لـ"الوساطة الأميركية والعربية" بهدف إتاحة الفرصة لجهود التهدئة.

 

غارات إسرائيلية وسط المعارك.. وتخوف من توسع رقعة الاشتباكات
وسط هذا التصعيد الداخلي، شنّ الطيران الإسرائيلي غارة جوية على محيط مدينة السويداء، في خطوة مفاجئة تزيد من تعقيد المشهد الميداني والسياسي في الجنوب السوري. ولم تُعرف بعد طبيعة الأهداف المستهدفة، أو ما إذا كانت متصلة بالاشتباكات الدائرة على الأرض.

مصادر من العشائر العربية أوضحت أن الآلاف من المقاتلين تحركوا في أرتال ضخمة من مختلف المحافظات السورية نحو السويداء، مشيرة إلى أن "التدخل جاء لحماية المدنيين من بطش الفصائل المسلحة، ولفرض معادلة ردع جديدة"، في وقت أعربت فيه منظمات حقوقية عن مخاوف من وقوع مجازر جماعية وعمليات انتقام متبادلة.


الفيديو:
https://x.com/ivarmm/status/1945980660457341130

https://x.com/majedalkhalda/status/1946069795805499540