لقي 9 أشخاص مصرعهم وأصيب 7 آخرين بينهم حالات خطرة، اثر حادث تصادم بين سيارة للنقل الثقيل وسيارة ميكروباص وتم نقل حالات الوفاة والمصابين لمستشفى اشمون العام وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.
أثارت تلك الحادثة المروّعة التي وقعت اليوم الجمعة، على الطريق الإقليمي سيارات ملاكي ونقل، حالاً من الغضب والقلق على منصات التواصل الاجتماعي، فالتصادم الذي جاء بعد سلسلة من الحوادث المتكررة خلال الأشهر الأخيرة، طرح تساؤلات ملحة حول مدى سلامة شبكة الطرق في البلاد ومدى التزام السائقين قوانين المرور وأسباب استمرار وقوع مثل هذه الكوارث على الرغم من إهدار المليارات على قطاع الطرق والكباري.
حوادث مروعة رغم صرف المليارات
من جهته أوضح أستاذ هندسة الطرق والمرور بجامعة القاهرة مجدي صلاح أن هناك كثيراً من الأسباب التي تؤدي إلى وقوع مثل هذه الحوادث المروّعة، من بينها عدم توفير طرق خدمة مخصصة لسيارات النقل الثقيل، باستثناء عدد قليل منها، مما يستدعي تخصيص مسارات خدمة لهذه المركبات، بخاصة على الطرق الدائرية.
وشرح صلاح في حديثه إلى أن التطوير الكبير الذي شهدته شبكة الطرق تسبب أيضاً في وقوع حوادث بشعة نتيجة لتوسيع الحارات من دون التركيز على تشديد الرقابة على تجاوز السرعة المحددة، إذ يلجأ كثير من السائقين إلى استخدام تطبيقات تساعدهم في تحديد مواقع الرادارات والكمائن، مما يتطلب تشديد القوانين على المخالفين والاعتماد على الكمائن المتحركة بدلاً من الثابتة.
ما ذكره أستاذ هندسة الطرق يتطابق مع ما طرحه عضو مجلس النواب المهندس محمد سعد الصمودي في طلب إحاطة سابق، إذ أكد أن تحسين كفاءة الطرق بصورة كبيرة خلال الأعوام الأخيرة كان يجب أن يقلّص عدد حوادث الطرق، إلا أن الإحصاءات تظهر أن التطور الإيجابي في هذا الصدد لم ينعكس بصورة فاعلة على تقليل الحوادث، بل ازداد.
وفي أكثر من مناسبة، تطرق أعضاء في مجلس النواب إلى هذه الأزمة، منها ما قدمه النائب محمد عبدالله زين الدين من طلب إحاطة على خلفية ارتفاع معدل الحوادث على الطرق السريعة بسبب سيارات النقل الثقيل، فأشار إلى أن تلك الحوادث أودت بحياة عدد كبير من الأشخاص ونجمت عنها إصابات خطرة.
واقترح النائب زين الدين مراجعة الإجراءات المتبعة على الطرق السريعة التي أنشأتها الدولة خلال الأعوام الماضية التي تمثل طفرة في قطاع الطرق، واتخاذ تدابير صارمة للحد من تكرار حوادث النقل الثقيل، من بينها تركيب محددات سرعة في سيارات النقل والحافلات، ومنع سير تلك المركبات خلال النهار على الطرق السريعة إلا في المسارات المخصصة لها التي لا تستخدمها السيارات الملاكي.
وعلى رغم مناقشة عدد من طلبات الإحاطة في البرلمان أخيراً تطالب بوضع حد للحوادث التي تسببها سيارات النقل الثقيل، لم تتخذ بعد إجراءات رادعة، وكانت النائبة صفاء جابر عيادة تقدمت بطلب إحاطة سابق طالبت فيه بمنع سير عربات النقل الثقيل والحافلات على الطرق السريعة في المحافظات خلال أوقات محددة بسبب الحوادث المتكررة، ومن بينها حادثة الطريق الدائري الأوسطي نتيجة اصطدام سيارتي نقل ثقيل بعدد من السيارات الملاكي.
5 آلاف قتيل وأكثر من 76 ألف مصاب في حوادث الطرق والقطارات بـ2024
وارتفعت أعداد المصابين في تلك الحوادث بنسبة 7.5%، مسجلة 76362 مصابًا، فيما جاءت أعداد القتلى في حوادث الطرق والقطارات في مصر خلال العام الماضي 5260 قتيلًا، بحسب بيانات أصدرها مؤخرا الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وبحسب التقرير، مثّلت فئة الأطفال تحت 15 عامًا النسبة الأعلى من المتوفين في حوادث الطرق، بإجمالي 1219 ضحية، فيما سجلت فئة الأطفال دون الخامسة أقل عدد وفيات، بإجمالي 218 حالة. وعلى مستوى المحافظات، تصدرت القاهرة قائمة الوفيات بإجمالي 766 ضحية، فيما جاءت السويس كأقل عدد للوفيات في المحافظات مسجلة ستة ضحايا.
وبشكل عام، انخفض معدل قسوة حوادث السيارات خلال 2024، (المقدر تبعًا لنسبة عدد المتوفين لكل 100 مصاب) إلى 6.9 مقابل 8.3 عام 2023، أي بانخفاض قدره 16.9%.
وبخصوص القطارات، ارتفعت حوادثها بنسبة 21.5% في 2024 عن العام الأسبق، بإجمالي 220 حادثًا مقابل 181 في 2023، أسفرت عن مقتل 57 شخصًا وإصابة 104، فيما انخفض معدل قسوة حوادث القطارات في 2024 إلى 54.8 متوفي لكل 100 مصاب، مقابل 103.9 متوفى لكل 100 مصاب في 2023، وبينما أسفرت تلك الحوادث عن 727 متوفيًا و324 مصابًا، كان ضحاياها من العاملين بالهيئة خمسة أشخاص توفوا، و225 مصابًا.
أنفقت وزارة النقل في الفترة ما بين 2014-2024، تريليوني جنيه على خطتها الشاملة لتطوير وتحديث عناصر منظومة النقل، التي استهدفت بالأساس، توفير شبكات ووسائل النقل المختلفة لخدمة متطلبات التنمية الشاملة والمشروعات القومية الكبرى، عبر سياسات كان على رأسها توفير أعلى معدلات السلامة والأمان على شبكات وسائل النقل، بحسب بيان لـ«النقل»، مطلع يوليو الماضي.