في مقال رأي نشره موقع ميدل إيست آي، تندد الكاتبة لينة الصفين بتجاهل المجازر المستمرة بحق سكان غزة في ظل تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران. ترى أن الهجوم الإسرائيلي على القطاع لم يتباطأ أو يتوقف، بل يتواصل بوتيرة وحشية وسط تجاهل إعلامي عالمي متعمد. فبينما تتصدر أخبار تبادل الضربات بين إسرائيل وطهران العناوين، يُختزل القتل في غزة إلى أرقام عابرة أو يُمحى تمامًا من السردية.

في يوم واحد فقط، بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، قُتل 71 فلسطينيًا. في اليوم الذي سبقه قُتل 50، وقبل ذلك بيومين 200 آخرون. لا يزال القصف يستهدف المدنيين في منازلهم، والمخيمات، ومراكز توزيع المساعدات. يُقتل الأطفال والنساء والعائلات كاملة، بينما يتحول سكان القطاع إلى "أشباح"، على حد وصف الكاتب مقداد جميل، يطاردهم الجوع والخوف والاستنزاف النفسي والجسدي.

المقال يستعرض وقائع مؤلمة: مقتل الصحفي الفلسطيني أمين حمدان مع أسرته، استشهاد مسعف وابنه في قصف على مخيم النصيرات، قتل أطفال أثناء جمع الحطب، وطفل يصرخ "لا يوجد طعام" بعد سرقة كيس دقيق انتزعه من بين أنياب المجاعة. مراكز المساعدات التي تديرها مؤسسة "غزة الإنسانية" المدعومة أمريكيًا تحولت إلى أفخاخ موت، أسفرت عن مقتل أكثر من 450 فلسطينيًا.

ترى الكاتبة أن هناك تواطؤًا إعلاميًا وأخلاقيًا في محو رواية الضحايا الفلسطينيين. تندد بخطاب "الحياد الزائف"، مشيرة إلى أن الأطفال في غزة يعيشون دون غذاء أو دواء أو أمل، وقد أصبحت المجاعة سلاحًا مُمنهجًا. تشير أيضًا إلى أن غزة تضم الآن أكبر عدد من مبتوري الأطراف من الأطفال في التاريخ الحديث، وأن معدلات سوء التغذية ارتفعت بشكل كارثي.

أما عن الصمت الدولي، فتصفه الصفين بأنه نابع من عنصرية دفينة تعتبر موت الفلسطينيين أمرًا اعتياديًا لا يستدعي الانتباه. تقول إن إسرائيل تواصل قصف مناطق تأوي نازحين بلا مأوى في خيام، وتقصفها بأسلحة أمريكية في مشهد مأساوي يعكس "السادية المؤسسية" – بحسب تعبيرها.

تُبرز الكاتبة أيضًا استغلال إسرائيل لصراعها مع إيران لصرف الأنظار عن غزة، حيث استثمرت ذلك لإعادة تأهيل صورتها أمام العالم، رغم أنها قتلت مئات الإيرانيين، بينهم أطفال وفنانين وشعراء. بينما تستمر في استخدام سردية "الضحية" بعد تعرضها للقصف، فإنها تواصل إبادة شعب بأكمله دون مساءلة.

لا أحد يتحدث عن التهدئة في غزة، ولا توجد وساطات نشطة. السلطة الفلسطينية مغيبة، والشعب محبط حد الاستسلام. الدعوات للمقاطعة أو الانتفاضات الشعبية تبدو أثرًا من الماضي. في هذا السياق، تناشد الكاتبة القارئ ألا ينصرف عن غزة، وألا يسمح بمرور هذه اللحظة دون توثيقها والحديث عنها ومواجهة محاولات طمسها.

في الختام، تطالب الصفين بإنهاء التطبيع مع القتل الجماعي، مؤكدة أن أقل ما يمكن فعله هو الاستمرار في الحديث عن غزة، ونقل رواياتها، والضغط من أجل العدالة. ترى أن الصمت مشاركة في الجريمة، وأن كسر هذا الصمت هو أول خطوة في مسار كفاح الفلسطينيين نحو الاعتراف بحقهم في الحياة.

https://www.middleeasteye.net/opinion/dont-be-distracted-israels-war-iran-we-must-keep-talking-about-gaza