دوّى انفجار مروّع أمس الأحد داخل كنيسة مار إلياس بحي الدويلعة في العاصمة دمشق، موقعًا عشرات القتلى والجرحى من أبناء الطائفة المسيحية.

وأكدت وزارة الصحة السورية أن حصيلة الهجوم بلغت حتى لحظة إعداد هذا التقرير 22 قتيلاً و63 جريحاً، فيما أعلنت وزارة الداخلية السورية أن الهجوم نُفذ بواسطة انتحاري تابع لتنظيم "داعش"، اقتحم الكنيسة أثناء تواجد المصلين، وأطلق النار بشكل عشوائي قبل أن يفجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء نور الدين البابا، إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن "المنفذ كان بمفرده"، مشيرًا إلى أن "الهدف من العملية هو تقويض الاستقرار، وضرب صورة الدولة أمام مواطنيها، وبث الرعب بين مكونات المجتمع السوري". وأضاف: "ستتم محاسبة كل من شارك أو حرّض أو موّل هذا العمل الجبان".
 

روايات من قلب المجزرة
   فيما تحدث شهود عيان عن لحظات الرعب الأولى، قال لورانس معماري، أحد الناجين: "كنا مجتمعين للصلاة عند الساعة السادسة، وبعد ربع ساعة دخل شخصان مسلحان وأطلقا النار وهم يصرخون بعبارات مليئة بالكراهية. دقائق قليلة فصلت بيننا وبين المجزرة".

شاهد آخر يُدعى جورج، يسكن بجوار الكنيسة، قال: "رأيت الضحايا مرميين داخل الكنيسة، المقاعد مكسورة، الزجاج متناثر، والدماء في كل مكان، لا كلمات تصف هذا الرعب".
 

الاستجابة الفورية ومحاولات الإنقاذ
   فرق الدفاع المدني والإسعاف هرعت إلى موقع التفجير فور وقوعه، حيث تم نقل الضحايا إلى مشافي المجتهد والمواساة والفرنسي، وأوضح مدير الطوارئ بدمشق، الدكتور حسن الحسان، أن العمل جارٍ على "تجميع الأشلاء والقطع البشرية، وجمع الأدلة المادية التي قد تساعد في تحديد هوية الجناة أو الشبكة المرتبطة بهم".
 

الفاعل معروف والهدف واضح
   وجّهت السلطات السورية أصابع الاتهام مباشرة إلى تنظيم "داعش"، خاصة بعد تهديداته الأخيرة للحكومة السورية بسبب ما وصفه التنظيم بـ"التقارب مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن".

وكانت "داعش" قد تبنّى في الشهر الماضي تفجيرًا بسيارة مفخخة استهدف مركزًا أمنيًا في مدينة الميادين، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.
 

إدانات واسعة... محلية ودولية
   وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، وصف الهجوم بأنه "ضد قيم المواطنة والتعايش"، وأكّد أن الدولة "لن تتراجع عن التزامها بحماية جميع السوريين".

وزارة الخارجية السورية قالت إن "الاعتداء محاولة يائسة من فلول الإرهاب لضرب التعايش الوطني"، ودعت المجتمع الدولي إلى الوقوف بوجه تلك التنظيمات.

المبعوث الأممي غير بيدرسون دان الهجوم، مطالبًا بتحقيق شامل، ومؤكدًا أهمية "الوحدة في وجه الإرهاب".

السفارة الألمانية في دمشق كتبت: "دعواتنا مع الضحايا... نشيد باستجابة الأجهزة الأمنية".

المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية، توماس برّاك، عبّر عن "تعاطف بلاده مع عائلات الضحايا"، ودعا إلى "جهود جماعية لمحاربة الإرهاب".

رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، قال إن بلاده مستعدة "للتعاون مع سورية في مواجهة أي تهديد يزعزع استقرارها".
 

شاهد:
https://x.com/Sana__gov/status/1936826347474612520
https://x.com/Sana__gov/status/1936912960804290979
https://x.com/Sana__gov/status/1936900814041162092