شهد امتحان اللغة العربية للعام الدراسي 2024-2025 تسريبًا واضحًا للأسئلة عبر جروبات الغش الإلكتروني، وسط تساؤلات حادة عن كفاءة الإجراءات الأمنية التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم.

فمع انطلاق لجنة امتحان مادة العربي في تمام التاسعة صباح اليوم، لم تمضِ سوى 30 دقيقة حتى بدأت جروبات شهيرة على تطبيق "تيليجرام" في نشر صور قيل إنها من كراسة الأسئلة، تتضمن أجزاء من فقرات القراءة والنصوص، تلتها تداولات لإجابات نموذجية قيل إنها أُعدت بالتعاون مع مدرسين متخصصين.

ورغم التصريحات المتكررة من وزارة التربية والتعليم بشأن تأمين لجان الامتحانات على مدار الساعة، بدءًا من طباعة الأسئلة وحتى توزيع المظاريف، إلا أن واقعة اليوم أعادت إلى الأذهان وقائع مشابهة خلال السنوات الماضية، ما دفع مراقبين للتساؤل: هل توجد شبكات منظمة لتسريب الامتحانات من داخل اللجان؟ أم أن هناك ثغرات تقنية تُستغل لاختراق النظام؟

 

تحقيق عاجل ومطاردة إلكترونية
الوزارة لم تتأخر في الرد، إذ أعلنت في بيان رسمي بدء تحقيق عاجل بالتنسيق مع غرفة العمليات المركزية وجهات أمنية مختصة، لتتبع مصدر التسريب وتحديد المسؤولين عنه، سواء من داخل المنظومة التعليمية أو خارجها.

وأكدت أن جميع لجان امتحانات اللغة العربية تسلّمت المظاريف في التوقيت المحدد، مع تفعيل بروتوكولات تأمين صارمة، إلا أن التسريب – بحسب مختصين – ربما تم باستخدام وسائل تقنية متقدمة مثل الهواتف الذكية المخفية، أو نظارات التجسس، او تسريب من داخل وزارة التربية والتعليم نفسها.

 

تساؤلات وشكوك
الواقعة فتحت الباب أمام موجة من التساؤلات حول مدى جاهزية وزارة التربية والتعليم للتعامل مع تطور وسائل الغش، لا سيما مع استمرار الاعتماد على الوسائل التقليدية للتفتيش والمراقبة، في ظل تزايد قدرة شبكات الغش الإلكتروني على تجاوز هذه الحواجز.

كما أبدى أولياء أمور استياءهم الشديد من الحادثة، معتبرين أن استمرار هذه التسريبات يضرب مبدأ تكافؤ الفرص ويُفقد الامتحانات مصداقيتها، خاصة في ظل ضغط الأعصاب الذي يعيشه مئات الآلاف من الطلاب خلال فترة الامتحانات المصيرية.

 

مشهد من داخل اللجان
في المقابل، شهدت لجان الثانوية العامة صباح اليوم توافدًا كبيرًا من الطلاب والطالبات، الذين أدّوا امتحان اللغة العربية لمدة ثلاث ساعات، وسط إجراءات تنظيمية مشددة، تشمل التفتيش الإلكتروني ومنع دخول الهواتف المحمولة أو أي أجهزة إلكترونية داخل اللجان.

ورغم ذلك، رُصدت بعض المخالفات في أكثر من محافظة، من بينها محاولات غش باستخدام سماعات لاسلكية، وهو ما تم التعامل معه وفقًا للضوابط القانونية، بحسب تصريحات مسؤولي وزارة التعليم.

 

توزيع درجات اللغة العربية
وبحسب المواصفات المعتمدة من المركز القومي للامتحانات، فإن امتحان اللغة العربية يتضمن 55 سؤالًا، منها 4 أسئلة مقالية و51 سؤال اختيار من متعدد، بإجمالي درجات يصل إلى 80 درجة، موزعة بواقع 70 درجة للأسئلة الموضوعية و10 درجات للمقالي.

 

أزمة تتكرر كل عام
تُعد واقعة اليوم امتدادًا لسلسلة من الأزمات التي رافقت امتحانات الثانوية العامة خلال الأعوام الأخيرة، والتي تراوحت بين التسريبات الكاملة وتداول أجزاء من الأسئلة والإجابات.