واصلت إسرائيل وإيران تبادل الضربات لليوم الثالث على التوالي، في ظل عملية “الأسد الصاعد“، التي بدأتها تل أبيب فجر يوم الجمعة الفائت، حيث استهدفت مواقع عسكرية ونووية إيرانية متعددة وحساسة، إضافة إلى اغتيال أكثر من 20 قائداً وعالما نووياً، في حين بدأت طهران مساء الجمعة بإرسال طائرات مسيرة وتوجيه صواريخ بالستية.
وأدت موجات من الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل إلى مقتل 10 أشخاص على الأقل، ليل السبت/الأحد، وفق خدمة الإسعاف الاسرائيلية، بعد أن دفعت صفارات الإنذار ملايين الأشخاص ليهرعوا إلى الملاجئ.
يأتي ذلك وسط دعوات دولية للتهدئة، في وقت تشير المعطيات إلى نية الطرفين باستمرار الحرب بينهما في ظل توتر يهيمن على الإقليم من تبعات هذه العملية في حال تطورها.
التصعيد الإيراني الإسرائيلي.. ماذا بعد؟
ووصف المحلل السياسي ياسر الزعاترة بالمؤلمة للصهاينة، متسائلا ماذا بعد؟
وتحدث عن أن "يديعوت" وصفتها بأنها "أصعب ليلة منذ بداية الحرب"، ووصفت القصف بـ"القاتل".
وتابع، "إسرائيل اليوم" تحدّت عن صاروخ خلّف "دمارا لم يُرَ مثله في الجبهة الداخلية الإسرائيلية منذ وقت طويل". ثم نشرت إحصائية بـ"10 قتلى و154 جريحا في ضربات صاروخية"، فيما كان عدد الجرجى حسب "يديعوت" (200).
ولفت، أيّا تكن التفاصيل، فقد كان القصف قويّا و"قاتلا" بالفعل، ولولا القدرات الكبيرة لمنظومات الدفاع الصهيونية والأمريكية، لكان المشهد أسوأ عليهم بكثير.
وأكد أن المهم في المشهد هو الوضع التالي، فما يجري يشير إلى أن جولات قادمة من القصف المتبادل ما زالت قادمة، وفيما يمكن القول إن قوة النيران الإسرائيلية مع فعالية المضادات تمنحها تفوّقا، إلا أن طبيعة "الكيان" من حيث قدرته على احتمال الخسائر والدمار، تكسر ذلك التفوّق.
واسترسل أن جديد المشهد هو نفي ترامب علاقته بالهجوم الإسرائيلي، وتبعا لذلك خوفه من التورّط، وتهديده لإيران بردّ قويّ إذا استهدفت مصالح أمريكية، وصولا إلى قوله "يمكننا بسهولة التوصل إلى اتفاق بين إيران وإسرائيل، وإنهاء هذا الصراع الدموي!".
ولفت ما يبدو واضحا حتى الآن هو أن "الكيان" لا يريد التوقّف لأن لديه بنك أهداف يحتاج لأيام طويلة، وربما لأسابيع، وعلى إيران تبعا لذلك أن تردّ بقوّة أكبر للجم عدوانه، وهو ما يفتح الباب على تصعيد يفسّر تهديد ترامب آنف الذكر.
وبين أنه في الأثناء ما زالت غزة تقاوم بعد 20 شهرا، وتمّ الإعلان رسميا هذا الصباح عن مقتل ضابط وإصابة آخر في "خان يونس".
واختتم تدوينته من غزة كان "الطوفان"، وفي 7 أكتوبر بدأ سُعار "الكيان" بعد أن أدرك أن وجوده على هذه الأرض لن يعمّر طويلا، في ظل شعب يملك هذا القدر من الإيمان والعزيمة. وقد قلنا مرارا إن "المسعور" لا يدير حربا برؤية صائبة، وإن كان قادرا على إحداث الكثير من الإبادة والتدمير الذي يرتدّ عليه كوارث في دعايته وما يُسمّى "شرعية وجوده".
https://x.com/YZaatreh/status/1934155926954520964
الدول العربية تحت التأثير
علق الكاتب أحمد الصفدي، الباحث في الشؤون الإسرائيليّة، على التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل خلال الساعات الماضية.
وقال: “علينا أنْ نفهم أنّه لا توجد دولة عربية خارج إطار العاصفة الراهنة، والجميع يتأثر بالكل، فالهدوء يتأثر به الجميع، والحروب تؤثر على المنطقة بأكملها.”
ليلة بالملاجئ
وأضاف:” الإسرائيليون كان يومهم صعبًا، ليلتهم كانت في الملاجئ، كلّما خرجوا منها عادوا لها بعد دوي صافرات الإنذار من جديد عبر ست وجبات من الصواريخ الدسمة الإيرانية، مضيفًا: “سبعة ملايين إسرائيلي قضوا ليلتهم بالملاجئ، والآن يتحضرون لضربة قاسية هذه الليلة.”
وتابع المُحلل قائلاً إنّ: “مشاهد الداخل الإسرائيلية والتدمير الذي تعرضوا له بالأمس تشبه مشاهد في جباليا وجنين ومخيمات عدة، حيث منازل كثيرة دُمرت، ومبانٍ ضخمة يصل عدد طوابقها إلى 32 طابقًا، ونحو 300 أسرة إسرائيلية باتت في العراء ورعب مستمر ومحاصرة داخل الأنقاض، وهي صورة مصغرة لما تشهده غزة.”
نتنياهو تحت الأرض
وعن مكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال: “بالقدس تحت الأرض، يريد أنْ يرسل رسائل تطمين للداخل الإسرائيليّ لكن تحت الأرض، وليس لديه مصداقية أمام الشعب الإسرائيلي بينما يختبئ تحت الأرض ويطلب منهم الشجاعة.”
وفي ختام حديثه أشار إلى أنّ أكسجين حكومة اليمين المتطرفة هو فتح جبهات حربية في مناطق مختلفة من المنطقة، قائلاً: “بقاؤه في الحكومة هو فتح جبهات حربية لأنّها السبيل الوحيد لتوحيد المعارضة واليمين”.
إيران قد تكون الطرف الأقوى
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد "فايز الدويري": إن امتلاك إيران ما وصفه بـ"الصبر الإستراتيجي" يمنحها أفضلية على المدى الطويل في المواجهة الحالية مع الكيان الإسرائيلي، مشيرا إلى أن طول أمد الحرب قد يُحدث تحولا في ميزان الردع لمصلحة طهران.
وأضاف الدويري في تحليل عسكري ان إيران، التي تعرضت لهجمات استهدفت قادتها ومنشآتها النووية، تسعى لاستعادة توازن الردع عبر رد مدروس ومتدرج، وهي تملك من أدوات القوة ما يتيح لها التحكم بإيقاع التصعيد، إذا ما أُحسن توظيف هذه الأدوات وفق تكتيكات زمنية ومكانية متكاملة.
وأوضح أن الصواريخ الباليستية والفرط صوتية، إلى جانب الطائرات المسيرة، يجب أن تستخدم بتزامن دقيق لإحداث حالة من الإغراق الدفاعي، مشيرا إلى أن منظومات الدفاع الصهيونية رغم الدعم الأميركي لم تستطع صد سوى 75% من الموجة الأولى التي أطلقتها إيران، حيث أصابت نحو 50 صاروخا أهدافها داخل "إسرائيل".