أفاد الجيش الإسرائيلي بإطلاق دفعة سادسة من الصواريخ الإيرانية صوب إسرائيل فجر السبت، أدت إلى إصابة 10 أشخاص، في حين حقق النفط ارتفاعاً بنحو 7 في المئة، منذ شنت إسرائيل هجوماً ضد أهداف إيرانية في الساعات الأولى من الجمعة، وغالباً ما نشاهد صعوداً حاداً للأسعار العالمية للنفط كلما تصاعدت التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
كما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن طهران فعّلت أنظمة الدفاع الجوي في أصفهان وسط البلاد وكرمنشاه غربا بهدف صد الهجمات الإسرائيلية المتواصلة بمناطق متفرقة.
وفي وقت سابق الجمعة، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية ببدء ما سمته "الرد الإيراني الساحق" بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية صوب إسرائيل، كما تحدثت مواقع إسرائيلية عما سمته "حدثا خطيرا جدا في تل أبيب عقب سقوط صاروخ إيراني".
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بمقتل إسرائيلية جراء سقوط صاروخ إيراني وسط إسرائيل، كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة 70 ووقوع دمار "غير مسبوق" في منطقة تل أبيب الكبرى.
ثم أفاد الإسعاف الإسرائيلي لاحقا بمقتل إسرائيليين آخرين وإصابة آخرين إثر سقوط صاروخ في مدينة ريشون ليتسيون جنوبي تل أبيب.
وفي وقت سابق، أفادت وكالة تسنيم الإيرانية بأسر قائدة طائرة إسرائيلية في عملية استهداف مقاتلة إسرائيلية، لكن متحدثا باسم الجيش الإسرائيلي نفى إسقاط مقاتلة واعتقال الطيار.
وكان الجيش الإسرائيلي قال إن عشرات المقاتلات نفذت ضربة افتتاحية في قلب إيران فجر الجمعة، في حين أكدت وسائل إعلام إيرانية مقتل علماء ذرة وقادة عسكريين منهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي ورئيس هيئة الأركان محمد باقري.
سقوط صاروخ إيراني قرب منزل مسؤول أمني إسرائيلي رفيع سابق
في أعقاب الضربة الصاروخية المباشرة التي استهدفت صباح السبت مبنى سكنياً في مدينة ريشون لتسيون في تل أبيب، التي أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين، كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن مسؤولاً أمنياً سابقاً رفيع المستوى كان يسكن على بُعد أمتار قليلة من موقع سقوط الصاروخ.
وبحسب الصحيفة، فإن المسؤول الذي شغل سابقاً منصب رئيس جهاز أمني مركزي ويشغل حالياً منصب المدير التنفيذي لإحدى أكبر شركات الطاقة في إسرائيل، لم يُصب بأذى هو أو أفراد عائلته، رغم سقوط الصاروخ على بُعد نحو 250 متراً فقط من منزله.
يأتي ذلك، في ظل تحذيرات متكررة من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وعلى رأسها جهاز الأمن العام (الشاباك)، الذي كشف العام الماضي عن 22 حالة تجسس وتخريب مرتبطة بإيران داخل إسرائيل، شملت تجنيد إسرائيليين لجمع معلومات استخباراتية، من بينها بيانات عن مسؤولين أمنيين كبار وأماكن إقامتهم.
تأثثير الحرب على النفط
حسب بيانات منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، تنتج إيران نحو 3.3 مليون برميل يومياً في حين تصل صادراتها من الخام الأسود والوقود إلى 2 مليون برميل يومياً، مما يجعلها من أهم الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط.
وبلغ إنتاج أوبك من النفط في نهاية مايو الماضي 26.75 مليون برميل يومياً بارتفاع بلغ نحو 150 ألف برميل يومياً الشهر السابق، وفقاً لمسح أجرته وكالة أنباء رويترز. وتوضح هذه الأرقام مدى الأهمية التي تتمتع بها إيران بالنسبة للمعروض العالمي من النفط.
وقال محمد حسن زيدان، كبير المحللين الاستراتيجيين لأسواق المال لدى شركة كافيو للوساطة المالية: "من المتوقع على المدى القصير ارتفاع حاد في أسعار النفط مدفوعاً بعامل الخوف، لكن التأثير الحقيقي يكون في حالة تحول التوترات الحالية إلى صدام إقليمي أوسع نطاقاً".
وأضاف: "في هذه الحالة سوف نجد أننا نتحدث عن تهديد فعلي لإمدادات النفط من دول الخليج، خاصة عبر مضيق هرمز الذي يمر من خلاله نحو 20 في المئة من إمدادات النفط على مستوى العالم".
ومن الطبيعي أن تؤثر حصة إيران من إنتاج أوبك في المعروض العالمي للنفط. في حال غياب هذه الحصة عن الأسواق يتراجع المعروض، ومن ثم ترتفع الأسعار.
وارتفعت العقود الآجلة للنفط الأمريكي الجمعة الماضية إلى 73.51 دولار للبرميل مقابل الإغلاق اليومي الماضي الذي سجل 70.27 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الجاري عند 70.78 دولار للبرميل مقابل أدنى المستويات الذي سجل 78.45 دولار للبرميل.
كما ارتفعت عقود خام برنت إلى 74.74 دولار للبرميل في ذات الفترة، مقابل الإغلاق المسجل في جلسة التداول السابقة عند 70.27 دولار للبرميل، وفقاً للرسم البياني الحي لموقع tradingview.com.
فيما يلي بعض أسوأ السيناريوهات المحتملة في حال خروج الأمور عن السيطرة:
1. انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر
رغم نفي واشنطن الرسمي مشاركتها في الهجمات، إلا أن إيران تعتقد أن القوات الأمريكية وافقت ضمناً، أو دعمت على الأقل، الضربات الإسرائيلية.
وفي حال قررت إيران الرد، فقد تستهدف قوات أمريكية في الشرق الأوسط، مثل معسكرات القوات الخاصة في العراق، والقواعد العسكرية في الخليج، أو البعثات الدبلوماسية. ورغم تراجع قوة "حماس" و"حزب الله"، إلا أن الجماعات المدعومة من طهران في العراق ما تزال قوية ومسلحة.
2. جرّ دول الخليج إلى الصراع
إذا عجزت إيران عن إلحاق ضرر مباشر بالأهداف العسكرية الإسرائيلية المحصّنة، فقد توجّه صواريخها نحو "أهداف لينة" في الخليج، لا سيما الدول التي تتهمها طهران بدعم أعدائها على مر السنين.
لكن هذه الدول تستضيف قواعد جوية أمريكية. وإذا تعرّضت لهجوم، فقد تطلب هي الأخرى تدخلاً عسكرياً أمريكياً مباشراً للدفاع عنها، إلى جانب الدفاع عن إسرائيل.
3. سقوط النظام الإيراني وخلق فراغ خطير
ماذا لو نجحت إسرائيل في تحقيق هدفها طويل الأمد المتمثل في إسقاط النظام الثوري الإسلامي في إيران؟
رئيس الوزراء الإسرائيلي أوضح في تصريحاته الأخيرة أن الهدف لا يقتصر على تحجيم التهديد النووي والصاروخي، بل يتضمّن تغيير النظام أيضاً.
وقد يبدو سقوط النظام الإيراني مرحباً به لدى بعض الأطراف في المنطقة، خاصة داخل إسرائيل، لكن يبقى السؤال: ما هو شكل الفراغ السياسي الذي قد يخلفه ذلك؟ وهل سيخلق فوضى داخلية أو صراعاً جديداً على السلطة؟