في تطور مفاجئ، أعلنت الولايات المتحدة عن وقف ضرباتها ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، مقابل توقف الجماعة عن استهداف السفن الأميركية في المنطقة، وهي خطوة يقول محللون إنها تعكس تحركا أميركيا بمعزل عن إسرائيل في بعض الملفات الإقليمية، فيما أكدت المقاومة اليمنية أن اتفاق وقف إطلاق النار مع الأمريكيين لا يشمل إسرائيل بأي شكل من الأشكال.

وتعليق على ذلك قال المحلل السياسي سعيد زياد سعيد زياد قال "من خلال مسارعة ترامب للذهاب إلى التسوية مع الحوثيين، يمكن أن نستطلع استراتيجيته في مسألة المفاوضات النووية الإيرانية، وكيف أنه قادر على الذهاب إلى أبعد تنازل سياسي ممكن، يحول دون التورط في حرب مع إيران.

وتابع في تغريدات له "المؤشر الأهم الذي يجب قراءته لفهم سياقات الصفقة اليمنية الأمريكية هو الموقف الإسرائيلي الذي يعبر عن صدمة جماعية، ويعتبرها الصفعة الثالثة من حليفه الأمريكي خلال شهر، وتخلٍّ واضح عن سحق الحوثيين، وإيقاف هجماتهم".

وأوضح بمعنى، فشل الادارة الأمريكية في تحقيق أهداف العمليات العسكرية، دفعها لفك الارتباط مع الكيان، بدون إنذار مسبق حتى.

الصحفي بلال نزار نوه  "سخرت صحيفة "معاريف" العبرية من وعود وتهديدات الرئيس الأميركي ترامب التي أطلقها قبل أيام بتدمير صنعاء، مشيرةً إلى أن ما حدث اليوم جاء على النقيض تمامًا من تلك التهديدات، إذ أعلن وقف إطلاق النار وخضع لشروط أنصار الله بوقف استهداف اليمن، رغم استمرار تهديداتهم لنا".

[https://x.com/BelalNezar/status/1919863601461854305]

 

إسرائيل باتت وحيدة ضد الحوثيين

ووفقًا للباحث الدكتور لقاء مكي، ستكون إسرائيل وحيدة لأول مرة في مواجهة الحوثيين الذين تعجز عن صد صواريخهم وتواجه مشكلة استخبارية معهم، كما أنها ستكون مضطرة لضربهم كلما أطلقوا صاروخًا أو مسيرة عليها تفعيلاً لعقيدتها الأمنية، وهو أمر كانت تقوم به أميركا قبل هذا الاتفاق.

وأوضح أن الاتفاق لا يمثل انتصارًا لترامب الذي لم ينجح في إعادة الملاحة بشكل عام وإنما الملاحة الأميركية فقط، ولا للحوثيين الذين قدموا تنازلاً باستثنائهم سفن واشنطن من أي هجمات بما فيها المتجهة لإسرائيل أو القادمة منها.

كما أن مكي لا يعتقد أن الاتفاق يعني فراقًا بين الولايات المتحدة وإسرائيل لأن المصلحة الأمنية الإسرائيلية "لا تزال تمثل أولوية أميركية"، لكنه "يعكس طريقة مختلفة في التعامل مع نتنياهو المطالب بالتعامل مع ترامب كما يتعامل موظف مع رئيسه".

لكن كلا الطرفين حقق أهدافًا من هذا الاتفاق، حسب مكي، لأن الولايات المتحدة خرجت من مأزق الضربات العسكرية التي لم تحقق ما أعلنه ترامب في السابق، والحوثيون أيضًا تخلصوا من هذه الضربات التي أضرت بهم كثيرًا، واحتفطوا بحقهم في توجيه ضربات لإسرائيل مع ضمان عدم رد الولايات المتحدة على هذه الضربات.

لذلك، يعتقد مكي أن إسرائيل ستواجه أزمة في التعامل مع الحوثيين بعد هذا الاتفاق لأنهم لن يوقفوا هجماتهم على الأرجح حتى يحافظوا على مصداقية انحيازهم لفلسطين، ولأن الولايات المتحدة لن تتدخل مجددا لردعهم وقد تسحب حاملة طائراتها من المنطقة.

ونشر الصحفي نصر الدين عامر "الرئيس المشاط: أبلغنا الأمريكي بشكل غير مباشر أن استمرار التصعيد سيؤثر على زيارة ترامب للمنطقة ولا شيء غير هذا ابلغناهم به".

ونوه في تغريدة أن مشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى" أبلغنا الأمريكي بشكل غير مباشر أن استمرار التصعيد سيؤثر على زيارة المجرم ترامب للمنطقة، ولا شيء غير هذا ابلغناهم به".

وأشار أن المشاط في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إلى أنه إذا أراد المجرم ترامب وقف عدوانه وتعويض ما خلفه فهذا راجع إليه.

[https://x.com/Nasr_Amer1/status/1919864224169525471]

أما الكاتب والباحث دكتور صريح صالح القاز فأشار إلى أن إعلان أمريكا الذي يظهر وكأنه تخلي منها عن إسرائيل هو تكتيكي، لأن إسرائيل جزء لا يتجزأ من أمريكا، وكأنها الولاية الأمريكية الحادية والخمسون. 

وتابع لولا الدعم الأمريكي، عسكريًا وسياسيًا، لما استمرت إسرائيل في غطرستها وانتهاكاتها.

وأردف لذا فإن مثل هذا الإعلان الأمريكي التصالحي مع اليمن، في أحسن الأحوال، لا يختلف كثيرًا أو هو شبيه بإعلانات السعودية وما يُسمى بالتحالف العربي من تصريحات تصالحية تُطلق بين فترة وأخرى حسب الحاجة، على أن يظل الحال نارًا تحت الرماد. 

[https://x.com/sareehalgaz/status/1919856612581191833]

وخلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الكندي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التوصل لاتفاق مع الحوثيين يقضي بتوقفهم عن استهداف السفن في البحر الأحمر مقابل توقف سلاح الجو الأميركي عن مهاجمة الجماعة.