أفاد موقع ميدل إيست آي أن قرار الولايات المتحدة بوقف المساعدات الخارجية لليمن أدى إلى تدهور أوضاع آلاف الأسر النازحة، ودفع الأطفال إلى التسول والعمل القسري في الأسواق. في مخيم عشوائي بمحافظة تعز الجبلية، يعيش أحمد غالب، في الستينيات من عمره، مع زوجته وأطفاله الأربعة، بعد أن فر من منزله في عام 2018. يعتمد غالب بالكامل على المساعدات الإنسانية لتأمين أساسيات الحياة.

قال غالب: "كنت أعمل في المزارع والأسواق، لكن في النزوح لا توجد فرص عمل، والمساعدات هي مصدرنا الوحيد". وأوضح أن منظمات إنسانية زوّدته سابقًا بالمأوى، وخزانات المياه، وسلال غذائية، ومساعدات نقدية، لكن هذا الدعم انقطع مؤخرًا.

أوقفت الولايات المتحدة، في يناير، المساعدات الخارجية لليمن لمدة 90 يومًا، ما أدّى إلى إلغاء برامج حيوية مثل المساعدات النقدية وتوزيع المواد الغذائية. وتعتمد أكثر من 19.5 مليون يمني، منهم 4.5 مليون نازح، على هذه المساعدات، حسب الأمم المتحدة. مولت واشنطن في العام الماضي 33.8% من خطة الاستجابة الإنسانية لليمن، بما يعادل أكثر من 795 مليون دولار.

وأوضح غالب: "المساعدات النقدية خففت كثيرًا من معاناتي، اشتريت بها الطعام والدواء. لا أحد يساعدنا سواهم".

وأضاف: "اضطررنا لإرسال أطفالنا إلى الأسواق للتسول أو العمل. أحيانًا أذهب بنفسي لأطلب بقايا الطعام من المطاعم، فالاختيار بين التسول والموت جوعًا صعب".

طفل نازح يبلغ من العمر عشرة أعوام، يُدعى محمد عبد الله، كان بدأ الدراسة ويحلم بأن يصبح معلمًا، لكنه اضطر إلى ترك المدرسة والذهاب للعمل في مزارع القات مقابل 1500 ريال يمني في اليوم (أقل من دولار واحد)، وهو مبلغ لا يكفي سوى لوجبة واحدة لعائلته المكونة من سبعة أفراد. يجمع الطفل أيضًا الأكياس البلاستيكية لبيعها لمعامل التدوير. قال: "أفضل العمل على التسول، لكن إذا لم أجد عملًا، أضطر للتسول".

أبدت والدة محمد قلقها الشديد: "عندما يذهب إلى السوق يتعرض للإهانات أحيانًا لأنه يتسول. نحن نخسر كرامتنا للبقاء على قيد الحياة. نحتاج فقط إلى سلة غذائية شهريًا لنحفظ كرامتنا ونمنع أطفالنا من التسول".

أكّد عامل إنساني طلب عدم الكشف عن هويته أنه يتلقى يوميًا عشرات الاتصالات من مستفيدين يسألون عن موعد عودة المساعدات. قال: "أحيانًا أغلق هاتفي بسبب الضغط. الوضع مأساوي، عائلات تعيش على وجبة واحدة فقط في اليوم، وأطفال يتعلمون التسول بدلًا من التعليم".

وأوضح أن قطع التمويل الأمريكي أثّر أيضًا على العاملين في المجال الإنساني الذين فقدوا وظائفهم. "التأثير لا يطال المستفيدين فقط، بل شملنا نحن أيضًا. إذا استمر هذا الوضع، سيكون العام القادم أسوأ".

حذّرت منظمة العفو الدولية من أن تقليص المساعدات سيُعرض ملايين اليمنيين لخطر الجوع وسوء التغذية. وذكرت ديالا حيدر، الباحثة في الشأن اليمني لدى المنظمة، أن "هذه الخطوة غير المسؤولة ستُفاقم الأزمة، ما لم تُستأنف المساعدات فورًا وبشكل كافٍ".

اختتم غالب حديثه بالقول: "حزننا الحقيقي ليس على أنفسنا، بل على أطفالنا. نشاهد جيلاً يتعلم التسول والعمل الشاق، بدلًا من التعلم والنهوض بمستقبلهم".

https://www.middleeasteye.net/news/us-aid-cuts-push-yemeni-children-begging