في أحدث بياناته السياسية، كشف المجلس الأوروبي عن تجاهل متعمد للواقع في غزة. في 20 مارس، أعرب المجلس عن "قلقه العميق" إزاء التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، لكنه تجنب ذكر إسرائيل تمامًا.
تحدث البيان عن انهيار وقف إطلاق النار في غزة وما تسبب فيه من خسائر مدنية فادحة، لكنه لم يشر إلى الطرف المسؤول عن القصف. وفي الوقت الذي تنقل فيه وسائل الإعلام العالمية أخبار المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك استهداف المخيمات والمطابخ الإغاثية، فإن الاتحاد الأوروبي لا يزال صامتًا.
في المقابل، واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية نقل تهديدات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالاستيلاء على المزيد من الأراضي في غزة ما لم تطلق حماس سراح الأسرى الإسرائيليين. ومع ذلك، فإن القصف الإسرائيلي المستمر يجعل من المستحيل تقريبًا عودة هؤلاء الأسرى أحياء. يبدو أن نتنياهو أكثر اهتمامًا بتوسيع الاحتلال والبقاء في السلطة من أي شيء آخر.
التواطؤ الأوروبي في إبادة الفلسطينيين
وفقًا لمنظمة العفو الدولية، فإن رفض الاتحاد الأوروبي تسمية إسرائيل كمسؤولة عن المجازر في غزة يُعد دعمًا ضمنيًا للإبادة الجماعية. فبعد 17 شهرًا من الحرب الإسرائيلية على غزة، لا يزال الاتحاد الأوروبي يرفض إدانة الضربات الجوية التي تقتل العائلات بأكملها واستنكار منع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى الفلسطينيين والاعتراف بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل.
المفارقة الكبرى هي أن بعض دول الاتحاد الأوروبي تزود إسرائيل بالأسلحة، فيما ترفض أخرى تنفيذ مذكرات التوقيف الدولية بحق نتنياهو ويوآف جالانت الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
وفي الوقت نفسه، يعرض الاتحاد الأوروبي المساهمة في إعادة إعمار غزة، رغم أنه يسمح لإسرائيل بتدميرها مرارًا وتكرارًا. هذه الحلقة المفرغة من التدمير وإعادة الإعمار تكلف المليارات، ولكنها تعكس تواطؤ الاتحاد الأوروبي مع الاحتلال، حيث يختبئ خلف خطاب "الحياد" لتبرير دعم غير مباشر للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.
هذا هو بالضبط ما يبدو عليه النسيان المفروض من الاتحاد الأوروبي: تعامٍ متعمد عن الجرائم، دعم غير مباشر للمعتدي، وإبقاء الفلسطينيين عالقين في حلقة لا نهاية لها من المعاناة.
https://www.middleeastmonitor.com/20250327-what-eu-enforced-oblivion-looks-like/