استعرض الباحث والمتخصص بالسوشيال ميديا خالد صافي تغريدات أقرب إلى ورقة بحثية موزعة على إكس وحسابه  @KhaledSafi يجيب فيها عن مجموعة من الأسئلة "هل مسلسل "معاوية" ينقل التاريخ بأمانة أم يعيد كتابته برؤية مشوهة؟.. كيف أنفق 100 مليون دولار ووقع في كل هذه الأخطاء الفادحة؟.. لماذا مُنع في بعض الدول وأثار الجدل دينيًا وتاريخيًا؟.. هل يقارن بمسلسل "عمر" أم أنه مجرد دراما مُوجهة؟".

وبين أبرز ما تناوله..  المغالطات التاريخية في مسلسل "معاوية"

وقال إنه رغم الميزانية الضخمة، وقع المسلسل في أخطاء تاريخية فادحة، أبرزها:

  1. إظهار معاوية بن أبي سفيان كضحية منذ البداية، مع التركيز على مظلوميته فقط، دون الإشارة إلى طبيعة الصراع السياسي والديني في تلك الفترة.
  2. إسقاط أحداث وقائع مهمة، مثل دور أهل الشام في الصراع بين الصحابة، وتحريف أسباب النزاع بين معاوية وعلي رضي الله عنهما.
  3. إظهار الصحابة بطريقة غير لائقة، حيث ظهر علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكأنه زعيم حرب فقط، بينما تم تصوير عمرو بن العاص رضي الله عنه بأسلوب مخادع، مما يتناقض مع سيرته الحقيقية.
  4. تحريف موقف الحسن بن علي، حيث تم تهميش دوره الحقيقي في الصلح مع معاوية، رغم أنه كان مفتاح استقرار الأمة بعد الفتنة.

هل المسلسل يقدم رواية تاريخية دقيقة أم أنه محاولة لإعادة تشكيل التاريخ وفق رؤية معينة؟ 🤔
 

الأخطاء الفنية واللغوية في المسلسل
   
وعن الأخطاء الفنية العدية كشف  خال صافي أنه رغم 100 مليون دولار انفقتها السعودية من محتججزي الريتز على المسلسل وما يسمى ب"الإنتاج الضخم"، وقع العمل في أخطاء فنية واضحة، منها:
 

  • العري والمشاهد الفاضحة: تجرأ المسلسل على سيرة الصحابي وكاتب الوحي معاوية رضي الله عنه وأظهره عاري الصدر في حوار مع جارية في الحمام، كما أظهر الصحابية هند بنت عتبة بملابس لا تليق بصحابية بايعت النبي ﷺ ناهيك أن الملابس نفسها عصرية ولا تنتمي لتلك الفترة الزمنية.
  • الأزياء والأسلحة: تم استخدام خوذات وأزياء من العصر المملوكي، بينما تدور الأحداث في القرن السابع الميلادي!
  • اللغة والحوار: جاءت الحوارات بأسلوب ركيك وغير معبر عن العصر، حيث تم استخدام كلمات ومصطلحات حديثة.
  • الموسيقى التصويرية: لم تكن مناسبة للحقبة الإسلامية، بل بدت وكأنها موسيقى لأفلام ملحمية غربية.
  • الإخراج والمونتاج: بعض المشاهد القتالية بدت غير واقعية، على عكس مسلسل "عمر" الذي قدم مشاهد قتالية متقنة تاريخيًا.

https://x.com/KhaledSafi/status/1899572318479036722

وأضاف أن المسلسل يعتمد على رؤية درامية للصراع التاريخي، لكنه أثار موجة انتقادات واسعة حول دقته التاريخية، أسلوب السرد، تجسيد الصحابة، والأداء الفني، ومشاهد العري لصحابة وصحابيات.
 

إثارة الجدل
وعن فلسفة إعلامية ودعائية تتعلق ب"إثارة الجدل كوسيلة للترويج" قال خالد صافي إنه: "سلاح ذو حدين!"؛ وأوضح أنه "في عالم الإعلام وصناعة الترفيه، أصبحت إثارة الجدل استراتيجية مقصودة تستخدمها بعض شركات الإنتاج لجذب الانتباه، حيث تعتمد على قاعدة "أي دعاية هي دعاية جيدة".

وأجاب عن لماذا تلجأ الشركات إلى هذه الاستراتيجية؟

  1. التريند السريع: عندما يصبح العمل حديث الناس، سواء بالمدح أو النقد، فإنه يحقق انتشارًا واسعًا.
  2. الفضول الجماهيري: الانتقادات تدفع الجمهور إلى مشاهدة العمل ليحكم بنفسه.
  3. التفاعل على السوشيال ميديا: كل منشور، تعليق، أو نقاش يزيد من رواج المنتج.


وعن هل الجدل دائمًا مفيد؟ أوضح

  • إذا كان الجدل سطحيًا أو مفتعلًا، فقد يؤدي إلى تراجع مصداقية الشركة.
  • إذا كان الجدل يسيء للهوية الثقافية أو التاريخية، فقد يخلق موجة مقاطعة بدلًا من النجاح.
  • إذا خيّب المنتج التوقعات، فالنقد سيتحول إلى كارثة إعلامية.

لكن هل كان الجدل إيجابيًا لصناع المسلسل؟

نعم، من ناحية الترويج؛ الجدل جعل المسلسل حديث الساعة، مما دفع الكثيرين لمشاهدته بدافع الفضول.
في عصر وسائل التواصل، الانتقادات والجدل تزيد المشاهدات، لا العكس.

لكن التأثير قد يكون سلبيًا على المدى البعيد:

إذا شعر الجمهور أن المسلسل يفتقد إلى الدقة التاريخية أو ينحاز لرؤية معينة، فقد يخسر مصداقيته، قد يتسبب ذلك في مقارنته بأعمال تاريخية أكثر احترافية مما يسلط الضوء على نقاط ضعفه.

يخلص خال صىافي إلى أنه سواء كان الجدل مخططًا أم طبيعيًا، فإن صناع "معاوية" استفادوا منه لجعل العمل في الصدارة.  مضيفا "يبقى السؤال: هل سيصمد المسلسل أمام اختبارات النقد والمشاهدة، أم أنه مجرد "تريند مؤقت"؟".

وترك إجابة "هل يستحق مسلسل "معاوية" وقتك الثمين في رمضان؟" إلى كل قارئ ولكنه أبان أن الاجابة مرتبطة بـ:

  • هل تبحث عن محتوى دقيق تاريخيًا؟
  • هل تريد عملاً يخلو من الإثارة المفتعلة والجدل الموجه؟
  • هل وقتك في رمضان أثمن من أن يُهدر على عمل قد يكون مليئًا بالأخطاء والمغالطات؟

وأضاف أنه بعد استعراض الجدل الديني، التاريخي، والفني حول المسلسل، يتضح أنه ليس عملاً مرجعيًا يمكن الاعتماد عليه لفهم تاريخ هذه الحقبة، بل هو رؤية درامية قد تكون منحازة أو مجتزأة.

في المقابل، هناك أعمال تاريخية أكثر دقة مثل مسلسل عمر، الذي تم إنتاجه بمراجعة علماء متخصصين، وقدم صورة متزنة دون إثارة مفتعلة.

رمضان هو شهر الروحانية والعبادة، فهل يستحق الجدل المصطنع أن يسرق منك لحظاتك الثمينة؟

وأكد أنه ليس كل ما يتصدر "التريند" يستحق المشاهدة.. وأن الأعمال التي تبقى خالدة هي التي تحترم عقل المشاهد، وليس التي تثير الجدل فقط!.
https://x.com/KhaledSafi/status/1899572372342009903