في ظل اعتياده على ممارسة الكذب وقول البهتان صرح عبد الفتاح السيسي، «بحس أن المصريين قلقانين وده أمر جيد، لأن الأحداث اللى جنب مننا تدعو للقلق»، ومضى في إفكه قائلاً "إنه طالما الشعب المصري متماسك وعلى قلب رجل واحد، أي تحدي بفضل الله هنقدر نتجاوزه وزي ما انتوا شايفين العالم مش بس المنطقة بتدور فيها أحداث متسارعة ومتناقضة أحيانًا".

وتابع السيسى كذبه خلال لقائه مع أعضاء هيئة التدريس بالأكاديمية العسكرية المصرية والطلبة المستجدين وأسرهم وعدد من دارسى الدورات المدنية: «تعاملنا مع كل القضايا والتحديات بحسابات دقيقة جدًا وبتريث وصبر كبير جدًا، عزائي الوحيد إن شعب مصر ودي مش مجاملة والله هو اللى مخلي الأمور رغم قساوتها وظروفها الصعبة نقدر نجابهها، بيكم أنتم المصريين وقبلنا الله سبحانه وتعالي اللى مطلع علينا وشايف بندير الأمور إزاي، بنسعي للتهدئة وإيقاف إطلاق النار ومنع المنازعات وعمل كل ما يمكن لتهدئة وإيقاف الصراعات والاقتتال والحروب».
 

ردود الفعل
وأثارت هذه التصريحات كالعادة غضب النشطاء على السوشيال ميديا، فكتب تايجر : "حسابات دقيقة في إفقارنا عن عمد دائمًا تحب تتكلم قصاد ناس ساكتة محدش يرد عليك".
https://x.com/Tiger14568/status/1900122057116942802

وقالت دعاء "القزم المتعاص".
https://x.com/DoaaKayan/status/1900128862110904334

وأشار ماك : "كل ده مع الحسابات الدقيقة ،ماذا لو لم تكن دقيقة !!! #استحمار".
https://x.com/Mak777513927/status/1900127563043004585

وأكد إيثيروم مصر : "محدش بيصدقك يا كداب".
https://x.com/EthEgy1/status/1900124436759548262
 

لماذا يخاطب السيسي المدنيين أمام العسكريين؟
يعتمد السيسي على المؤسسة العسكرية كقاعدة دعم وحيدة في ظل انعدام أي حاضنة سياسية أو شعبية قوية له، بينما يهمِّش باقي أطياف المجتمع، خشية أن تتحول إلى قوى معارضة قادرة على إحداث تغيير حقيقي.

ومن جهته يرى الاقتصادي مراد علي، أن اهتمام #السيسي المفرط بالمؤسسة العسكرية، وعقده لقاءات دورية مع قادتها وزياراته المتكررة للمؤسسات التابعة لها، مقابل ندرة لقاءاته مع باقي فئات الشعب، ليس أمرًا عشوائيًا أو غير مقصود، بل ينبع من وجهة نظري لعدة أسباب استراتيجية وسياسية وأمنية، أبرزها:

 

  1. ضمان الولاء المطلق من الجيش
    يدرك السيسي أن بقاءه في السلطة مرهونٌ بولاء #الجيش. فمنذ وصوله إلى الحكم، اعتمد على المؤسسة العسكرية كركيزة أساسية لحكمه، ومنحها الامتيازات الاقتصادية والسياسية لضمان ولائها، ولذلك فهو يعمل على تعزيز الروابط مع القيادات العسكرية بشكل مستمر، ليضمن عدم ظهور أي انشقاقات أو تهديدات داخلية من المؤسسة التي أوصلته إلى الحكم.
     
  2. الخوف من أي تحرك داخل المؤسسة العسكرية
    التاريخ المصري يشهد بأن معظم التغيرات السياسية الكبرى حدثت من داخل #الجيش نفسه، سواء في ثورة 1952، أو عزل الرئيس محمد نجيب، أو اغتيال الرئيس السادات، أو حتى الإطاحة بالرئيس مبارك ثم بالرئيس محمد مرسي.
    و يدرك#السيسي ذلك جيدًا، لذا فهو يسعى إلى إبقاء #الجيش تحت سيطرته التامة، ومراقبة قياداته، وتحصين نفسه ضد أي محاولات انقلابية عبر الزيارات واللقاءات المستمرة، مما يعزز شعوره بالأمان داخل المؤسسة العسكرية.
     
  3. تحويل الجيش إلى نخبة اقتصادية مستفيدة من النظام
    لم يكتفِ السيسي بإبقاء #الجيش مؤسسة عسكرية، بل حوَّله إلى قوة اقتصادية ضخمة تسيطر على مشاريع البنية التحتية، والطرق، والإسكان، والصناعات الغذائية، وحتى التعليم والصحة.
    وهذه الشبكة الاقتصادية المعقدة جعلت القيادات العسكرية أكثر ارتباطًا بمصالح النظام، وبالتالي فإن لقاءاته المتكررة مع العسكريين هي إدارة مستمرة لهذا النفوذ الاقتصادي، لضمان استمرار ولائهم له وعدم خروج أي طرف عن الخط المرسوم.
     
  4. خلق طبقة حاكمة بديلة عن النخب المدنية
    في العادة، يكون للحكام تحالفات مدنية مع رجال الأعمال، والمثقفين، والأكاديميين، والقضاة، والزعامات الدينية، لكن #السيسي هدم كل هذه الطبقات التقليدية واستبدلها بنخبة عسكرية.
    لذلك، فإن لقاءاته المتكررة مع قيادات #الجيش_المصري  تأتي ضمن إستراتيجية خلق "طبقة حاكمة" جديدة، يكون فيها القرار السياسي والاقتصادي بيد القيادات العسكرية بدلاً من السياسيين التقليديين.
     
  5. تهميش القوى المدنية وإضعافها
    في المقابل، نجد السيسي يتجنب التواصل المنتظم مع باقي فئات المجتمع، وخاصة المعارضة السياسية، والنقابات، والعمال، والمثقفين، وحتى رجال الأعمال، وذلك لأن وجودهم يمثل تهديدًا لحكمه، أو لأن مطالبهم تتعارض مع سياساته السلطوية.
    ولذا فإن قلة لقاءاته بهذه الفئات تعكس إستراتيجية التهميش المتعمدة، حيث يسعى إلى إفراغ المجال السياسي من أي بدائل مدنية، وتركيز السلطة بالكامل في يد العسكريين.
     
  6. إدارة الأزمات الداخلية والخارجية من خلال الجيش
    في أوقات الأزمات، يعتمد #السيسي على #الجيش لإدارة الملفات الحساسة، سواء في الأزمات الاقتصادية، أو النزاعات الإقليمية مثل ملف سد النهضة، أو حتى ضبط الأمن الداخلي.
    لذا، فإن لقاءاته المستمرة بقيادات الجيش تأتي ضمن آلية صنع القرار الفعلية، حيث باتت المؤسسة العسكرية هي الذراع التنفيذي الأول في البلاد.
     
  7. استعراض القوة وإرسال رسائل للداخل والخارج
    الظهور المتكرر للسيسي وسط العسكريين يرسل رسالة مزدوجة:
    للداخل: أنه يحكم بدعم الجيش الكامل، وبالتالي فإن أي محاولة لمعارضته ستُواجَه بالقوة.
    للخارج: أن نظامه مستقر، وأن الجيش متماسك خلفه، مما يقلل احتمالات أي اضطرابات قد تؤثر على المصالح الإقليمية والدولية.