في تحول مثير للأحداث، ظهر رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى كأحد أبرز الشخصيات الفاعلة في ملف إعادة إعمار غزة، بعد أن قدم رؤية تفصيلية لخطة إعادة البناء، محورها إقامة بنية تحتية متكاملة باستثمارات ضخمة، وهو ما اعتبره البعض محاولة لخلق واقع جديد يخدم أهدافًا سياسية واقتصادية.

ورغم أن الخطة الرسمية لإعادة الإعمار جاءت عبر حكومة السيسي، فإن طلعت مصطفى كان أول من كشف عن تفاصيلها، متحدثًا عن تخصيص 27 مليار دولار لمشاريع الإسكان والخدمات خلال ثلاث سنوات، ومشاركة أكثر من 40 شركة مقاولات.
 

صفقة بديلة لصفقة القرن
طرح مصطفى خطته كبديل لمقترحات إدارة ترامب بشأن غزة، حيث أكد أن المشروع يهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين دون الحاجة إلى تهجيرهم، وهو موقف يتقاطع مع الموقف الرسمي المصري الرافض لتهجير السكان.
ومع ذلك، فإن المشروع يثير تساؤلات حول أهدافه الحقيقية، خاصة مع ارتفاع تكلفة الخطة الحكومية المصرية إلى 53 مليار دولار، موزعة على مرحلتين.
 

رحلة صعود وهبوط.. والعودة أقوى من السابق
   يُعد هشام طلعت مصطفى أحد أكثر رجال الأعمال المصريين إثارة للجدل. فمن ابن أحد أقطاب العقارات، إلى عضو بارز في الحزب الوطني، وصولًا إلى السجن بتهمة التحريض على القتل، ثم العفو الرئاسي من السيسي وعودته بقوة إلى الساحة الاقتصادية.

في عام 2008، أُلقي القبض عليه بتهمة التحريض على قتل المغنية اللبنانية سوزان تميم، وصدر ضده حكم بالإعدام، قبل أن يتم تخفيفه إلى السجن 15 عامًا. وفي عام 2017، حصل على عفو رئاسي، ليعود سريعًا إلى المشهد الاقتصادي، ويدير استثمارات بمليارات الدولارات.
 

إمبراطور العقارات.. وعلاقاته المتشعبة
   منذ خروجه من السجن، أصبح هشام طلعت مصطفى لاعبًا رئيسيًا في مشروعات الحكومة بما في ذلك العاصمة الإدارية الجديدة ومشاريع الإسكان الفاخر، حيث حصلت مجموعته على أراضٍ بمساحات ضخمة في صفقات مثيرة للجدل.

كما أصبح لاعبًا محوريًا في مشروع تطوير مدينة "رأس الحكمة"، التي تم بيعها للإمارات وكذلك مشروع "ساوث ميد" على الساحل الشمالي، الذي تم تسويقه باعتباره أكبر استثمار سياحي في تاريخ مصر.
 

النفوذ والامتيازات.. تساؤلات حول المستقبل
   رغم سجله الجنائي، تم إعادة تأهيل هشام طلعت مصطفى سياسيًا واقتصاديًا، ليصبح أحد أقوى رجال الأعمال في مصر.
ويطرح ذلك تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين السلطة ورجال الأعمال، ومدى تأثير النفوذ السياسي في إعادة تشكيل الخريطة الاقتصادية.

في ظل التداخل بين المصالح الاقتصادية والسياسية، تظل قصة هشام طلعت مصطفى نموذجًا لرجال الأعمال الذين نجحوا في إعادة بناء نفوذهم، حتى بعد إدانتهم بجرائم خطيرة، وهو ما يفتح الباب أمام نقاشات أوسع حول معايير العدالة وتوزيع الثروة في مصر.
 

شاهد الفيديوهات

هشام طلعت مصطفى يكشف تفاصيل خطة بديلة لإعادة إعمار غزة في ٣ سنوات
https://www.youtube.com/watch?v=2JKrtguyRbs

هشام طلعت مصطفى: الحل لمسألة غزة في ٣ ورقات أهو.. هنعمل إعادة اعمار والناس ترجع لبيوتها
https://www.youtube.com/watch?v=5pg4GwmE-G0

الحكم على هشام طلعت ومحسن السكرى
https://www.youtube.com/watch?v=sd3QK8QoMko
https://www.facebook.com/almawkef.almasry/posts/3201435293289679
https://www.facebook.com/matsda2sh/posts/615880004066221