اشتباكات عنيفة في الساحل السوري وسط تحركات عسكرية مكثفة
الاثنين 10 مارس 2025 09:30 م
تشهد مناطق الساحل السوري، وخاصة في محافظتي اللاذقية وطرطوس، تصاعدًا في حدة التوتر الأمني وسط مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة موالية للنظام السابق. وتسببت الاشتباكات في موجة نزوح داخلي واسعة النطاق، وسط تحركات عسكرية مكثفة لضبط الأوضاع الأمنية المتدهورة.
اشتباكات عنيفة في اللاذقية وطرطوس
اندلعت معارك عنيفة بين قوات الجيش السوري ومسلحين من فلول النظام السابق في عدة مناطق من الساحل السوري. ففي اللاذقية، هاجمت مجموعات مسلحة مقر الشركة السورية للمحروقات (سادكوب) قرب مرفأ اللاذقية، ما أدى إلى اشتباكات استمرت ساعات دون ورود معلومات دقيقة عن عدد الضحايا.
كما شهدت منطقة الحفة بريف اللاذقية مواجهات دامية، حيث قتل ثلاثة من عناصر الأمن العام، في حين لقي عنصر أمني مصرعه في هجوم على دورية قرب مدينة بانياس بريف طرطوس. ولم تقتصر الأحداث على الداخل السوري، إذ امتدت المواجهات إلى المناطق الحدودية مع لبنان، حيث سُمعت أصوات قذائف مدفعية على مقربة من الحدود.
تعزيزات أمنية وانتشار الحواجز العسكرية
في محاولة لاحتواء الأزمة، أرسلت وزارة الدفاع السورية تعزيزات عسكرية كبيرة من إدلب إلى اللاذقية، كما عززت وزارة الداخلية قواتها في ريف طرطوس، خصوصًا في منطقة القدموس. وشهدت الطرق الرئيسية المؤدية إلى القرى العلوية انتشارًا مكثفًا للحواجز العسكرية، حيث يتم التدقيق في هوية العسكريين وانتماءاتهم وسط تقارير عن انتهاكات بحق المدنيين.
نزوح داخلي وغياب الخدمات الأساسية
مع تصاعد الاشتباكات، شهدت مدن الساحل السوري موجات نزوح كبيرة، حيث غادرت العائلات المناطق الريفية باتجاه مراكز المدن في اللاذقية وطرطوس. وخلت بعض القرى ذات الغالبية العلوية من سكانها.
ويعيش سكان الساحل السوري أوضاعًا إنسانية متردية، حيث تعاني العديد من المناطق من انقطاع الكهرباء والمياه ونقص حاد في المواد الغذائية، ما زاد من صعوبة الحياة اليومية.
هجمات على مستشفيات ومرافق صحية
تعرضت ستة مستشفيات في ريفي اللاذقية وطرطوس لهجمات مسلحة، وفق بيان صادر عن وزارة الصحة السورية. وأسفرت الهجمات عن مقتل عدد من الكوادر الطبية، بينما تشير مصادر محلية إلى أن العدد قد يصل إلى 14 شخصًا.
وبحسب الطبيب محمد النحاس، فإن "مجموعات مسلحة سيطرت على مستشفى النور بالكامل، وتمكنت من دخول بعض طوابق مستشفى جبلة الوطني". أما في بانياس، فقد وقعت اشتباكات عنيفة في محيط المستشفى، بينما تعرض مستشفى الجامعة في اللاذقية لإطلاق نار كثيف، مما أعاق وصول سيارات الإسعاف إليه.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، العقيد حسن عبد الغني، إن الأوضاع في منطقة الساحل السوري باتت تحت السيطرة الكاملة، عقب إفشال هجمات فلول النظام المخلوع الذي بدأ الخميس الماضي. ودعا عبد الغني الأهالي الذين توجهوا لمؤازرة الأمن العام والجيش إلى العودة إلى مناطقهم، مؤكداً أن الأوضاع أصبحت تحت السيطرة. وحثّ الوحدات القتالية على الالتزام بتوجيهات الرئيس أحمد الشرع وتعليمات القادة العسكريين والأمنيين لضبط العمليات على الأرض وضمان تنفيذ المهام بدقة وانضباط.
حزب الله ينفي التدخل في أحداث الساحل السوري
وسط تصاعد حدة الصراع، انتشرت أنباء حول تورط حزب الله اللبناني في الأحداث، إلا أن الحزب نفى في بيان رسمي أي تدخل له في الاشتباكات الدائرة. وأكد البيان أن "بعض الجهات تحاول الزج باسم حزب الله في الأزمة السورية"، مشددًا على أن الحزب ليس طرفًا في النزاع.
اجتماع أمني لدول الجوار في الأردن
على وقع التوترات في الساحل السوري، اجتمع مسؤولون أمنيون وعسكريون من دول الجوار في العاصمة الأردنية عمّان لمناقشة التطورات الأمنية في سوريا. وضم الاجتماع ممثلين عن الأردن وتركيا والعراق ولبنان، إضافة إلى وفد سوري، حيث تم البحث في سبل مواجهة الإرهاب، وتهريب المخدرات والسلاح، وضمان أمن الحدود.
وتشير التحليلات إلى أن الاجتماع قد يسفر عن تفاهمات أمنية غير معلنة، خاصة بين تركيا وسوريا، فيما تسعى دول مثل الأردن والعراق لتعزيز أمن حدودها من دون الانخراط في دعم مباشر لحكومة دمشق.