بعد نحو العامين من الحرب في السودان، ظهر أذرع الإعلام المحلي بصوت عال ينسبون إرجاع 6 مصريين من أصل 7 مصريين كانت تحتجزهم مليشيا الدعم السريع في العاصمة السودانية (سبق أن هدد بهم محمد حمان دقلو قائد المليشيا في أكتوبر الماضي ضمن تهديدات عديدة لمصر) أنها بناءاً على توجيهات السيسى قالوا إنها كانت "باتخاذ كافة الإجراءات التنفيذية اللازمة لاستعادة المصريين المختطفين من قبل ميلشيا الدعم السريع، تمكنت الأجهزة المعنية في مصر بالتنسيق مع نظيرتها بجمهورية السودان من تحرير المصريين المختطفين"!

وعلى نحو هذه المشاركة الدقيقة تساءل مراقبون عن موقف مصر من الجوانب السياسية الأقرب مشاركة من الجوانب العسكرية (إن صحت) مع الجيش في السودان حيث تنديد الإمارات بالدعوى التي أقامتها السودان في محكمة العدل الدولية واتهمت فيها حكومة السودان أبوظبي بدعم القتل والمجازر في السودان بتوفير الدعم المادي والعسكري لمليشيا حمدان دقلو وحمدوك.

وتنامت الأسئلة بعدما جر وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش السيسي إلى جانب أبوظبي مذكرا له أن الحرب الإماراتية مع الإخوان المسلمين الذين سبق للسيسي أن أزهق أرواح المئات منهم منذ 2013 وإلى اليوم وعلى رأسهم الرئيس الشهيد محمد مرسي.

فادعى أنور قرقاش بعد رفع السودان دعوى ضد الإمارات في محكمة العدل الدولية أن "الأولوية في السودان يجب أن تكون وقف إطلاق النار في هذه الحرب العبثية والتصدي للكارثة الإنسانية"
وعبر @AnwarGargash ارتدى قرقاش ثياب الواعظين، وكتب، "الأولوية في السودان الشقيق يجب أن تكون وقف إطلاق النار في هذه الحرب العبثية المدمرة والتصدي للكارثة الإنسانية الهائلة، ولكن الجيش وشركاءه من الإخوان المسلمين من بقايا النظام السابق، يواصلون مناوراتهم الإعلامية الهزيلة لتبرير رفضهم للسلام وللمسار السياسي، بينما يوفرون الحماية".
https://x.com/AnwarGargash/status/1897699855109157075

وكتب د. مراد علي @mouradaly، الذي سبق وأن كان مستشارا إعلاميا بحكومة الرئيس الشهيد د. محمد مرسي، "أقامت #السودان دعوى ضد #الإمارات أمام محكمة العدل الدولية تتهمها بالتواطؤ  في "إبادة جماعية" في غرب دارفور.. والسؤال الأهم، ما موقف النظام في #مصر و(...) #السيسي من تدخل الإمارات وهل يقبل بمحاولات زعزعة استقرار السودان؟ وهل يرى في ذلك تهديد للأمن القومي المصري؟.. وهل لدى مصر أي خطة لوقف هذا التهديد الإماراتي؟".
https://x.com/mouradaly/status/1897737818241196049

وفي أول رد من مسؤول إماراتي على دعوى السودان ضد الإمارات في محكمة العدل الدولية في بيان إلى وكالة "فرانس برس" إن الشكوى الأخيرة "ليست أكثر من حيلة دعائية خبيثة تهدف إلى تحويل الانتباه عن التواطؤ الراسخ للقوات المسلحة السودانية في الفظائع الواسعة النطاق التي لا تزال تدمرالسودان وشعبه.

وأعلنت محكمة العدل الدولية، عن رفع السودان قضية ضد دولة الإمارات، متهماً إياها بتسليح قوات الدعم السريع وانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية، فيما يتعلق بالهجمات في ولاية غرب دارفور.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إماراتي قوله: إن دعوى السودان أمام المحكمة تفتقر إلى أي أساس قانوني أو واقعي، زاعما للوكالة أن "الادعاءات التي قدمها ممثل القوات المسلحة السودانية أمام محكمة العدل تمثل محاولة لصرف الانتباه عن هذه الحرب الكارثية، مضيفاً أن بلاده ستسعى لردّ هذا الطلب الذي لا أساس له، على الفور..".

إلا أن السودانيون وعبر إكس وجهوا رسالة واضحة لقرقاش و"المطلع الإماراتي" وقال @a__hamoudi: "وش دخلك في السودان وأولوياته؟؟؟..".

وكرر أحمد مصطفى @AhmedEl30012403 السؤال "و ما دخلك انت ودولتك ف ايقاف الحرب ولم يطلب رأيك ف هذا .عليكم مواجه مصيركم المحتوم امام محكمة العدل الدولية واثبتوا عدم تورطكم ان استطعتم.. ليعرف كل العالم وبالاخص الاسلامي دور الاماراتي التخريبي ف الدول الاسلامية و سرقه ثرواتها".
https://x.com/AhmedEl30012403/status/1897772048568492469

وذكرت هيفاء @ho0pe_511 كيف عرضت الإمارات دفع مليارات لجنوب افريقيا لتسحب الشكوى التي أقامتها ضد "إسرائيل" في محكمة العدل الدولية .

وفي بيان لمحكمة العدل الدولية قالت إن السودان اتهم قوات الدعم السريع بارتكاب “إبادة جماعية وقتل وسرقة ممتلكات واغتصاب وتهجير قسري وتعد على ممتلكات الغير وتخريب ممتلكات عامة وانتهاك حقوق الإنسان”.

وقالت الحكومة السودانية إن “جميع هذه الأعمال ارتُكبت وأعان عليها دعم مباشر قدمته الإمارات إلى قوات الدعم السريع المتمردة والميليشيات المرتبطة بها”.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد خلاف على دمج القوات في أبريل 2023، وأشاعت الدمار في البلاد ونشرت الجوع والمرض وعرضت البلاد لخطر الانقسام واجتذبت العديد من القوى الأجنبية.

ومحكمة العدل الدولية هي أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة تفصل في النزاعات بين الدول وانتهاكات المعاهدات الدولية. والسودان والإمارات من الدول الموقعة على اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948.

وتعمل مليشيا الدعم السريع وبعض المتحالفين معها على إنشاء حكومة موازية لتلك الموالية للجيش،  في خطوة أعلنت رفضها مصر والسعودية وقطر.
https://x.com/CIJ_ICJ/status/1897662824278622487