أثارت الصحفية الصهيونية سمدار بيري، خبيرة الشؤون العربية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، جدلًا واسعًا بتناولها الساخر لتعاطي العالم العربي مع شهر رمضان، وتقديمها رؤية نقدية للوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في المنطقة خلال هذا الشهر.
الدراما الرمضانية,, غياب الاحتلال الصهيوني عن المشهد
تشير بيري إلى أنها قامت بفحص المحتوى الدرامي للمسلسلات التي ستُعرض على الشاشات العربية في موسم رمضان المقبل، مشيرةً إلى غياب أي عمل يتناول الاحتلال الصهيوني أو قضية التجسس ضد الاحتلال.
هذا الغياب، من وجهة نظرها، يعكس تركيز الإنتاج الدرامي العربي على قضايا داخلية واجتماعية، بعيدًا عن الصراع مع إسرائيل، رغم استمرار الأحداث الساخنة في المنطقة.
رمضان بين غزة والمسجد الأقصى.. مخاوف من تصعيد محتمل
ومع بداية رمضان، تسلط بيري الضوء على مدينتين ترى أنهما ستكونان محور الاهتمام العالمي: غزة والقدس، متوقعةً تصاعد التوترات الأمنية فيهما، وتنقل عن "أصدقائها في العالم العربي" قناعتهم بأن هذا الشهر لن يمر دون حدوث أزمات جديدة مع إسرائيل، مما يعكس حالة الترقب الحذرة تجاه التطورات الميدانية.
المساعدات الإنسانية.. تضامن عربي مع غزة وسط أزمات اقتصادية
وفي سياق متصل، تشير الصحفية الإسرائيلية إلى أن بعض الدول العربية والإسلامية قررت تخصيص مواردها لدعم سكان غزة خلال رمضان.
فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرر إلغاء موائد الرحمن في تركيا وتحويلها لدعم غزة، بينما تعمل مصر والأردن على إرسال شاحنات محملة بالمساعدات الغذائية إلى القطاع.
أما دول الخليج، فقد التزمت بتقديم الفوانيس الرمضانية والملابس الجديدة وألعاب الأطفال لسكان غزة.
الفقر في العالم العربي.. أزمة متفاقمة
ترى بيري أن رمضان هذا العام يتزامن مع أوضاع اقتصادية كارثية في معظم الدول العربية، واصفةً الفقر المدقع بأنه سمة مشتركة بين الدول الـ22 في العالم العربي، سواء كانت ملكيات أم جمهوريات، حيث يعاني لبنان، سوريا، مصر، الأردن، تونس، العراق، والدول الإسلامية في أفريقيا من أزمات اقتصادية خانقة.
حتى إيران، رغم ثرواتها، تعيش ظروفًا اقتصادية صعبة، بحسب زعمها.
وتضيف أن الطبقة المتوسطة في العالم العربي آخذة في الاختفاء، ليبقى المجتمع مقسمًا بين الأغنياء المرتبطين بالسلطة والمصالح الأجنبية، والفقراء الذين يعانون من أعباء معيشية قاسية.
كما تطرقت إلى التأثيرات السلبية للهجرة الداخلية، خاصة في مصر، حيث اضطر كثيرون للعودة إلى قراهم بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة في المدن، رغم أن مستوى الجهل يبقى مرتفعًا في المناطق الريفية، وفقًا لرأيها.
نمط الحياة في رمضان.. العمل القليل والطعام الكثير
بأسلوب تهكمي، تتناول بيري طبيعة الحياة اليومية في رمضان، مشيرةً إلى أن النصائح الإعلامية حول عدم الإفراط في تناول الطعام تتكرر كل عام، لكنها لا تجد صدى لدى كثير من الصائمين الذين ينتهي بهم الحال إلى زيادة الوزن بمعدل 3-4 كيلو خلال الشهر الكريم.
كما تسلط الضوء على تغيير أنماط العمل في العالم العربي خلال رمضان، حيث تعتمد معظم الحكومات نظام "الدوام المرن"، والذي يبدأ من التاسعة صباحًا وينتهي عند الثانية ظهرًا، وهو ما تعتبره انعكاسًا لحالة الخمول العام. وتضيف أن الشوارع تشهد ازدحامًا كثيفًا قبيل الإفطار، وبعدها تجتمع العائلات أمام شاشات التلفزيون لمتابعة المسلسلات، التي – وفقًا لرأيها – ستغيب عنها الإشارة إلى إسرائيل هذا العام.

