بعد مذكرة مصرية سودانية بشأن سد النهضة.. عبدالتواب بركات: السيسي تواطأ مع إثيوبيا لفرض الأمر الواقع
الخميس 27 فبراير 2025 11:00 م
مع إعلان وزير الري في حكومة السيسي أن مصر طلبت الحصول على تفاصيل دقيقة حول إجراءات الأمان الخاصة بسد النهضة، لحماية 150 مليون مواطن في مصر والسودان، ولكنها لم تتلق معلومات حتى الآن.
وانتقد بيان عن وزارة الري بحكومة المنقلب إقحام قضايا سد النهضة على جدول أعمال لقاء بين دول مبادرة حوض النيل (7 دول بينها إثيوبيا) مما قد يؤدي إلى تعقيد العلاقات بين الدول المعنية، ويؤكد هذا الموقف رغبة مصر في إيجاد حل عادل وشامل لقضايا المياه التي تهم جميع دول حوض النيل".
وقال الخبير المصري في شؤون الزراعة والري، د.عبد التواب بركات، في تصريحات صحفية لقناة وطن الثلاثاء 25 فبراير، إنه سبق أن أشار إلى أن السيسي تواطأ مع إثيوبيا في فرض الأمر الواقع على مياه النيل، وأنه قبل 10 سنوات وتحديدًا في 2015، أضاع والجيش الذي شارك والسودان في عدة مناورات ضمت اسم النيل ومنها صقور النيل لم تفعل شيئًا للحفاظ على حصة مصر التاريخية في مياه النيل وحقوقها فيه.
وأكد أن النيل الأزرق تحول من رافد لمصر بنحو 85% من حصتها في المياه إلى بحيرة إثيوبية تمنع وتمنح في مياهه كما تشاء.
وأشار إلى مجموعة وحقائق تاريخية وأنه منذ 2011 عندما بدأت أديس أبابا في البدء بأعمال بناء السد، تعامل المجلس العسكري في أول قرارات بهذا الشأن بندب وفد للمفاوضات مع إثيوبيا، في حين كان يجب أن ترفض مبدئيًا التفاوض على حق مصر التاريخي باتفاقيات معروفة في وقت كان هناك متسع من الوقت للتعامل الفعلي مع خطر يهدد بقاء المصريين، وألا يوقف المجلس العسكري برئاسة طنطاوي مبادئ القانون الدولي للتحكيم في الأمم المتحدة وهذا كان تنازلاً من المجلس العسكري.
وأكد أنه بجهود الرئيس د.محمد مرسي (رحمه الله) حصلت مصر في 2014 على قرار بوقف بناء سد النهضة وتمويله، ولكن السيسي قفز على القرار الدولي الذي من شأنه وقف بناء سد النهضة وذهب إلى مفاوضات الخرطوم 2015.
وأشار إلى أن اللجنة الدولية أعلنت أن الدراسات لا تكفي، إلا أن قفزة السيسي على القرار باتفاق 2015، أضاع حقوق مصر في مياه النيل في اتفاق لم ينص على حجم الملء لسد النهضة، وأعطى الاتفاق 15 شهرًا لكي تجهز إثيوبيا تقريرًا عن تأثير سد النهضة على مصر، إلا أن السيسي قفز على هذا الشرط مجددًا، ومع انتهاء المهلة ذهب السيسي في اليوم نفسه ليعلن مفاوضات مع إثيوبيا.
ومع اتجاه مصر والسودان للتفاوض على سلامة الإنشاءات وسلامة السد وتأثير السد على مصر والسودان، شدد بركات على أن إثيوبيا بات تحكمها في سد النهضة حقًا حصريًا، وبات النيل الأزرق بحيرة إثيوبية داخلية، والنيل الأزرق يمثل 85% من مياه مصر الإستراتيجية، بعدما أسست سدًا يستوعب حجمه 75 مليار م مكعب.
وكرر الخبير الزراعي ومستشار وزير التموين الأسبق، باسم عودة، أن "المعطيات التي تعامل بها النظام المصري يكشف أن النظام متواطئ في فرض إثيوبيا للأمر الواقع بعدما استمر السيسي في العلاقات المصرية الإثيوبية ضمن أعلى مستوى من الرضا"!
وذكر أن تساهل السيسي مع إثيوبيا بشأن سد النهضة يذكره المصريون؛ فعندما قصّرت أديس أبابا في الالتزام بالمنصوص عليه في 2015، دعى السيسي آبي أحمد إلى القسم (قول والله) معتبرًا أنه استخفاف باتخاذ إثيوبيا سياسة الأمر الواقع، وأن ذلك كان له تداعيات خطيرة على مصر.
وأضاف أن تأثير استحواذ إثيوبيا على سد النهضة كان له أيضًا تأثير على أوروبا التي زادت إليها الهجرة غير الشرعية، وكان أوْلى بالسيسي والجيش أن يطبقوا دستور 2012 الذي أكد التزام مؤسسات الدولة بما فيها الرئاسة والجيش المصري بالحفاظ على نهر النيل من الاعتداء عليه.
الدور الأمريكي
وبينما يواصل السيسي وعصابته سياسة النعامة، محاولاً استمالة الرئيس الأمريكي ترامب للمساعدة في أزمة سد النهضة دون فائدة، زار وزراء المياه في دول حوض النيل (إثيوبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا والسودان وجنوب السودان) سد النهضة الإثيوبي، وقاموا بجولة تفقد للسد برفقة وزير المياه والطاقة الإثيوبي هبتامو إيتيفا، ومدير مشروع السد كيفلي هورو، بُعيد مشاركتهم في اجتماع وزاري عقد في أديس أبابا، بينما اكتفت سلطة الانقلاب فى مصر باعتراضها على الزيارة.
واعتبر عبدالتواب بركات أن مناشدات السيسي لترامب هو لعب خارج الملعب، وأن من أبرز الدلائل تحوّل سعر كيلو الأرز من 1 جنيه للكيلو إلى 30 جنيهًا للكيلو، مضيفًا أن إنفاق 900 مليار جنيه على تبطين الترع وتنقية مياه الصرف ومياه البحر مشاريع لن تحل أزمة السد، ولن توجد البديل الأمثل لنقص المياه، فضلاً عن التداعيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على مصر .
ومما يذكره الخبير المصري على (إكس) أنه "انتهت المسرحية وأُسدل الستار، بعد إعلان إثيوبيا الانتهاء من بناء سد النهضة الذي أصبح أمرًا واقعًا، ومصر تخطر مجلس الأمن بانتهاء مسارات التفاوض حول سد النهضة بعد 13 عامًا، بعد أن تبين للجميع أن المفاوضات كانت غطاء لإثيوبيا لإكمال السد، على العموم الجميع كان يعرف أن الجنرال كان بيمثل مع إثيوبيا، وخان العيش والملح والرز والسكر، ولن ننسى الجنود المعلومين والممثلين السنيدة للممثل الكبير، حسام المغازي، ومحمد عبد العاطي، وسامح شكري".