في تطور يشبه أحداث أفلام الأكشن، شهدت محافظة أسيوط، سلسلة من الاشتباكات العنيفة التي استمرت ثلاثة أيام، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى على حد سواء.

ما يجعل هذه الأحداث أكثر إيلامًا هو التساؤلات التي يثيرها الوضع الأمني والسياسي في المنطقة، إذ تُثار تساؤلات حول كيفية استخدام النظام لبعض العناصر الإجرامية لخدمته ثم قلبها عليه خارج إطار القانون، خاصةً مع استمرار الشخصيات المثيرة للجدل مثل إبراهيم العرجاني والبلطجي صبري نخنوخ في التمتع بسلطات كبيرة تحت غطاء من النظام في عهد السيسي.
 

خلفية الأحداث في أسيوط
   
بدأت الأحداث في قرية العفادرة التابعة لمركز ساحل سليم، حيث اشتعلت فتيل الأزمة بعد نزاع طويل الأمد بين عائلتين على أرض ذات قيمة استراتيجية.
سرعان ما تحولت هذه الخلافات المحلية إلى مواجهة مسلحة بعدما تدخلت قوى الأمن لاحتواء ما وصفته وزارة الداخلية بأنه محاولة للسيطرة على بؤرة إجرامية خطيرة متورطة في تجارة المخدرات والأسلحة.

اندلعت الاشتباكات يوم السبت عقب صراع دموي بين عائلتين بسبب نزاع على أرض واسعة.
تصاعدت التوترات حتى تدخلت قوات الأمن لتأمين الوضع، فيما حاول زعيم إحدى العائلات، محمد محسوب -الهارب منذ عام 2004 والمتهم في ما يقارب 1200 قضية- الاستيلاء على قطعة أرض خاصة، مما أشعل فتيل المواجهات.

استُدعيت تعزيزات من وحدات "بلاك كوبرا" والقوات الخاصة، لتحولت ساحة المواجهة إلى معركة شوارع حامية استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك الرشاشات والقذائف المضادة للدروع، مما أدى إلى تدمير جزء من البنية التحتية للقرية.

أسفرت الاشتباكات عن مقتل 8 من عناصر العصابة، بينهم محمد محسوب الذي كان يقود شبكة إجرامية متورطة في تجارة المخدرات والأسلحة وفرض الإتاوات على أصحاب الأعمال، إلى جانب وفاة ضابط من قوات الشرطة وإصابة 6 آخرين.
كما سُجلت إصابات بين المدنيين، وأسفرت الاشتباكات عن تدمير العديد من المنازل.

وأعلنت وزارة الداخلية عن ضبط كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر، تضمنت 73 بندقية آلية، و11 بندقية خرطوش، و62 قطعة سلاح محلي الصنع، إلى جانب كميات كبيرة من المخدرات التي كانت العصابة تخطط لتوزيعها في المنطقة.
 

النظام والعلاقة المعقدة مع المجرمين:
تثير الأحداث في أسيوط تساؤلات جادة حول العلاقة بين القوى الأمنية وبعض العناصر الإجرامية، ما يبرز نمطًا معقدًا يتضمن استخدام بعض المجرمين كأدوات لتحقيق مصالح معينة قبل أن يتم استبعادهم عندما تشكل تهديدًا للنظام مثل: 

 

  • استخدام المجرمين كأدوات سياسية:
    تشير تحليلات عديدة إلى أن النظام يقوم بتوظيف شخصيات إجرامية في مواقع استراتيجية لخدمة مصالحه، ومن ثم يقوم بحمايتهم رغم سجلهم الجنائي الواسع، مثل إبراهيم العرجاني الذي يُعرف بتجارة الأسلحة والمخدرات وكان معتقلاً خلال فترة مبارك الذي خطف عدد كبير من رجال الشرطة.
    وفي ذات السياق، يبرز البلطجي صبري نخنوخ كرمز آخر للفساد والابتزاز، حيث يقال إنه لا يزال يحظى بامتيازات كبيرة رغم تورطه في جرائم مشابهة.
  • حماية الشخصيات الإجرامية تحت غطاء النظام:
    يواجه النظام انتقادات شديدة بسبب ما يثيره من تناقض في تطبيق القانون؛ إذ يبدو أن بعض هؤلاء المجرمين يتمتعون بحماية خاصة تحت غطاء النظام في عهد السيسي.
    هذه الحماية الممنوحة تجعل من الصعب القبض على شخصيات مثل إبراهيم العرجاني وصبري نخنوخ، مما يعكس ثغرات في تطبيق العدالة وربما ولاءات خفية تتجاوز نطاق القانون.

https://www.facebook.com/watch/?v=1995019761022152
https://x.com/Palestiine10/status/1891611464265298381
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=930786299205977&id=100068238454501