نظمت الحركة المدنية الديمقراطية يومًا تضامنيًا غير مسبوق مع سجناء الرأي، حيث شهدت الفعالية حضورًا بارزًا لأهالي المعتقلين السياسيين ونشطاء حقوقيين طالبوا بإنهاء معاناة ذويهم المعتقلين في سجون السيسي، ويعد هذا الحدث الأول من نوعه منذ سنوات، حيث لم يسبق أن تمكن السياسيون من عقد مؤتمر صحافي بهذا الشكل بعيدًا عن الدوائر الرسمية.

 

ملف المعتقلين بين التجاهل الرسمي والصوت المعارض

ظل ملف المعتقلين السياسيين لسنوات طويلة موضوعًا محصورًا بين أروقة النظام، عبر لجان شكلها بنفسه، مثل لجنة العفو الرئاسي ومجلس أمناء الحوار الوطني، أو مناقشات محدودة بين الحقوقيين والمعارضين الذين اكتفوا بإصدار بيانات شجب وإدانة. إلا أن المؤتمر التضامني الأخير، بمشاركة أهالي المعتقلين، كشف عن حجم المأساة الإنسانية التي تعيشها الأسر المصرية التي تواجه يوميًا معاناة قاسية بسبب غياب أحبائهم وراء القضبان.

 

صرخات الأمهات والزوجات.. شهادات من قلب المعاناة

ليلى سويف، الأكاديمية ووالدة الناشط البارز علاء عبد الفتاح، ألقت كلمة مؤثرة خلال المؤتمر، أكدت فيها استمرارها في الإضراب عن الطعام تضامنًا مع ابنها الذي دخل في إضراب مستمر لأكثر من 135 يومًا. وأوضحت أن حياة أبنائها متوقفة منذ أكثر من عشر سنوات، حيث يقبع علاء في السجن، بينما تعيش شقيقتاه، منى وسناء، ظروفًا صعبة نتيجة لهذا الوضع. وأكدت سويف أنها مستعدة لدفع أي ثمن من أجل حرية ابنها، متمنية السيناريو الأفضل الذي يشمل إطلاق سراحه ولمّ شمل الأسرة.

أما رفيدة حمدي، زوجة الناشط محمد عادل، فتحدثت عن معاناة أسر السجناء، خاصة النساء اللواتي يتحملن مسؤوليات مرهقة، مشيرة إلى الانتهاكات التي تعرض لها زوجها، من منع الدراسة إلى نقله بين سجون عدة، كان أسوأها سجن جمصة شديد الحراسة 2، قبل نقله مؤخرًا. وأكدت أن زوجها أنهى مدة عقوبته القانونية ورغم ذلك لم يحصل على الإفراج، مؤكدة استمرار مطالباتها بالعفو الرئاسي.

سلوى رشيد، زوجة الناشط العمالي شادي محمد، سلطت الضوء على تغريب زوجها من سجن العاشر إلى سجن برج العرب، الذي وصفته بأنه من أسوأ السجون. وكشفت عن دخول زوجها في إضراب عن الطعام منذ 6 فبراير، احتجاجًا على ظروف اعتقاله. وأشارت إلى المفارقة في اعتقاله لمجرد تعليقه لافتة تدعم القضية الفلسطينية، رغم التصريحات الرسمية المتضامنة مع فلسطين.

كما تحدثت ندى مغيث، زوجة رسام الكاريكاتير أشرف عمر، مؤكدة أن الاعتقالات تجاوزت الخلافات السياسية، لتصبح قمعًا ممنهجًا ضد أسر السجناء، حيث يتم التضييق على أهاليهم ومنعهم حتى من التعبير عن معاناتهم.

 

إضرابات ومطالب بالإفراج العاجل

يواصل العديد من المعتقلين إضراباتهم عن الطعام كخطوة أخيرة للاحتجاج على أوضاعهم. من بينهم شادي محمد، المحتجز على ذمة القضية رقم 1644 لسنة 2024، والذي بدأ إضرابه اعتراضًا على ظروف اعتقاله. كذلك تستمر التحركات القانونية من قبل أسر المعتقلين، مثل والدة سامي الجندي، التي ناشدت الجهات الرسمية التدخل لإنهاء حبسه الاحتياطي منذ أكتوبر 2023 على خلفية المظاهرات الداعمة لفلسطين، مشيرة إلى عدم احترام السلطات للقوانين رغم تأكيدها العلني على التزامها بها.