العصف بالحريات وقمع الإعلام بمصر.. تجديد حبس الصحفي أحمد سراج بسبب مقابلة صحفية
الثلاثاء 11 فبراير 2025 08:00 م
في تطور جديد يسلط الضوء على قمع الحريات الصحافية في مصر، قررت نيابة أمن الدولة العليا، تجديد حبس الصحافي والمذيع أحمد سراج لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وذلك على خلفية إجرائه حوارًا مصورًا مع ندى مغيث، زوجة رسام الكاريكاتير المحبوس احتياطيًا أشرف عمر، حيث تناول الحوار تفاصيل اعتقال زوجها والانتهاكات التي تعرض لها.
حبس تعسفي دون أدلة
استمعت النيابة في جلسة التحقيق إلى أقوال أحمد سراج، الذي أعرب عن استيائه من استمرار حبسه احتياطيًا رغم عدم وجود مبررات قانونية لذلك. وأشار سراج إلى تاريخه المهني الحافل، حيث أصدر أكثر من 22 كتابًا تتناول قضايا عدة، بينها مكافحة الإرهاب، وقد ترجمت بعض مؤلفاته إلى اللغات الإنجليزية واليونانية. وتساءل سراج عن كيفية توجيه اتهامات له تتعلق بالإرهاب دون أدلة واضحة.
من جانبها، دفعت هيئة الدفاع عن الصحافي المعتقل، والتي يترأسها المحامي الحقوقي ناصر أمين، بانتفاء مبررات الحبس الاحتياطي، مطالبةً بإخلاء سبيل موكلها بأي ضمان تراه النيابة، سواء كفالة مالية أو تدابير احترازية. إلا أن النيابة رفضت الطلب وأمرت بتمديد حبسه.
إخلاء سبيل ندى مغيث واستمرار احتجاز سراج
كانت نيابة أمن الدولة قد حققت أيضًا مع ندى مغيث، وقررت إخلاء سبيلها بكفالة مالية قدرها 5000 جنيه مصري على ذمة التحقيقات، وذلك بعد أن وُجهت إليها اتهامات بنشر أخبار ومعلومات كاذبة حول اعتقال زوجها وملابسات احتجازه، وتوجيه اتهامات إلى السلطات الأمنية والقضائية دون أدلة.
في المقابل، جددت النيابة حبس الصحافي أحمد سراج، موجهةً له اتهامات خطيرة، منها "الانضمام إلى جماعة إرهابية مع علمه بأغراضها، ونشر أخبار وبيانات كاذبة، والإساءة إلى مؤسسات الدولة التنفيذية والقضائية، وممارسة مهنة الصحافة دون تصريح رسمي من المجلس الأعلى للصحافة".
شهادة صادمة حول الاعتقال
أثناء التحقيقات، كشفت ندى مغيث عن وجود مقاطع فيديو توثق لحظة اعتقال زوجها من مقر سكنهما، والتي سجلتها كاميرات المراقبة في العقار. وأوضحت أن المقاطع تُظهر تعرض زوجها للإهانات والاعتداء الجسدي من قبل قوات الأمن، قبل أن تصادر السلطات الأمنية التسجيلات، ما اعتبرته دليلًا واضحًا على الانتهاكات التي تعرض لها زوجها.
وأضافت مغيث أن جهات التحقيق تعمدت تجاهل الأدلة التي تثبت براءة زوجها، وجددت حبسه دون إجراء تحقيقات جدية.
تفاصيل الاعتقال
في 16 يناير 2025، ظهرت ندى مغيث والصحافي أحمد سراج في مقر نيابة أمن الدولة العليا، بعد اعتقالهما على خلفية حوار الفيديو الذي نُشر على منصة "ذات مصر"، وتم اعتقال سراج من مقر المنصة ظهر يوم 15 يناير، بينما تم القبض على مغيث من منزلها في صباح اليوم التالي، وأفادت التقارير بأن عملية القبض تمت عبر قوة أمنية أبلغتهما بأنهما مطلوبان للتحقيق أمام نيابة أمن الدولة العليا.