لليوم الثامن على التوالي، تواصلت أزمة انقطاع المياه بعدة مناطق في مدينة أسوان بعد عدة محاولات لإعادة توصيل المياه دون جدوى، وسط غضب من الأهالي الذين اضطروا لشراء مياه معدنية لتلبية احتياجاتهم فيما غادر البعض المنازل.
معاناة 3000 أسرة
أهالي المناطق المتضررة أكدوا انقطاع المياه منذ 8 أيام متواصلة، ما اضطر البعض لمغادرة مساكنهم والتوجه للمبيت لدى أقاربهم في مناطق أخرى واشترى آخرون المياه المعدنية.
عبدالله مصطفى من أهالي منطقة المحمودية أكد أن آلاف الأسر عاشت في معاناة بسبب انقطاع المياه وعدم كفاية فناطيس المياه لاحتياجات المواطنين، لافتًا إلى أن منطقة المميز وحدها تضم نحو 3000 أسرة وكل أسرة أقل عدد أفراد بها 3 أفراد، ومن بين هؤلاء كبار السن والأطفال والمرضى.
وطالب بضرورة الاستعانة بالخبرات من الفنيين لمواجهة تكرار مشكلة انقطاع مياه الشرب في أسوان، مع ضرورة تدريب فرق الصيانة بالشركة باستمرار لمواجهة هذه الأزمات المتكررة، خاصة أننا في محافظة سياحية وبداية الموسم السياحي، وفقًا لـ"المصري اليوم".
وتعجّب أحمد كمال، من منطقة الصداقة، مما حدث بقوله: «لا يعقل أن يحدث في بلد النيل والسد العالي»، متابعًا: «اضطررنا إلى شراء المياه المعدنية لاستخدامها في الشرب في ظل التزاحم الشديد على فناطيس المياه التي دفعت بها الشركة، وليس من المعقول عند حدوث كل أزمة الاستعانة بفرق صيانة من خارج المحافظة ولابد من توافر فرق صيانة ومهندسين مدربين على أعلى مستوى لمنع تكرار هذه الأمور".
بيان عاجل
تقدم عضو مجلس النواب عن محافظة أسوان جابر أبو خليل، اليوم الاثنين، ببيان عاجل إلى رئيس وزراء السيسي، الدكتور مصطفى مدبولي، بشأن انقطاع مياه الشرب عن مدينة أسوان لليوم الثامن على التوالي، بسبب تهالك البنى التحتية في المحافظة، وتكرار انفجارات خطوط مياه الشرب والصرف الصحي في جنوبي المدينة. وقال أبو خليل، في بيانه، إن أسوان مدينة سياحية، وبمثابة عاصمة لصعيد مصر، ومن غير المقبول أن يترك الأهالي منازلهم إلى أماكن أخرى بسبب عدم توافر مياه الشرب، مطالبًا الحكومة بسرعة التحرك من أجل إنهاء معاناة المواطنين والعمل على إصلاح خطوط المياه المتهالكة.
بدورها، قالت النائبة عن المحافظة ريهام عبد النبي، في بيان عاجل، إن أسوان تعاني من العطش وهي مدينة النيل والسد العالي، داعية إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق بالتعاون مع البرلمان للتعرف إلى الأسباب الحقيقية للأزمة، واتخاذ حلول عاجلة لإنهائها، بما في ذلك توفير المخصصات المالية المطلوبة لتحسين البنية التحتية بالمحافظة. من جهته، قال وزير الشؤون النيابية محمود فوزي إن خزانات مياه الشرب في أسوان تحتاج إلى صيانة دورية سنويًا، والتي يجب أن تحصل في فصل الشتاء حيث يقل استهلاك المياه من الأهالي، متعهدًا بالانتهاء من جميع عمليات الصيانة في أقرب وقت ممكن، وعودة مياه الشرب إلى المنازل، وفقًا لـ"العربي الجديد".
وفي 26 أغسطس الماضي، قطع أهالي قرية عزبة رحيل التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم طريق بحيرة قارون السياحي، احتجاجًا على استمرار انقطاع المياه الصالحة للشرب عن منازل القرية منذ عام كامل، وتفاقم معاناتهم اليومية بحثًا عن بدائل لتلبية احتياجاتهم الأساسية من المياه. وخلال الآونة الأخيرة، تفاقمت أزمة انقطاع المياه عن مدن وقرى مصرية كثيرة، لا سيما في محافظات الصعيد جنوبًا، بحجة أعمال إصلاح محطات مياه الشرب وصيانتها، الأمر الذي يجبر الأهالي على شراء المياه بأسعار مرتفعة، وتحمل كلفة نقلها وتخزينها.
وحسب الإحصائيات الرسمية، تعتمد مصر على مياه نهر النيل بنسبة 97%، وتعاني عجزًا قدره 54 مليار متر مكعب سنويًا، إذ تبلغ احتياجاتها الفعلية من المياه نحو 114 مليار متر مكعب، مقابل 60 مليار متر مكعب سنويًا من الموارد المتاحة. وأطلقت وزارة الموارد المائية والري حملة قومية بعنوان "على القد"، تطالب فيها المواطنين بالعمل على خفض استهلاكهم اليومي من المياه بنسبة تراوح بين 30% و40%، في إطار المحافظة على الموارد المتاحة للدولة من المياه العذبة، خصوصًا مع ثبات حصة البلاد من مياه نهر النيل بواقع 55.5 مليار متر مكعب سنويًا.

