كشفت تقارير إعلامية ومسؤولون ألمان أن منفذ عملية الدهس في سوق لهدايا عيد الميلاد بمدينة ماغديبورغ شرقي ألمانيا، طبيب سعودي مناهض للمسلمين ومؤيد لإسرائيل والصهيونية وسبق أن شارك ما يسمى "خريطة إسرائيل الكبرى".
من المولد إلى اللجوء
ووفقا للتقارير الإعلامية، يعتقد أن المدعو "طالب عبد المحسن" ولد في عام 1974 في مدينة الهفوف السعودية، ويحمل الجنسية السعودية، وفقًا لمعلومات نشرتها صحيفة "شبيغل" الألمانية. ووصل إلى ألمانيا في مارس 2006، وتم الاعتراف به كلاجئ بعد تقديمه طلب اللجوء السياسي، حيث برر ذلك بتخليه عن الإسلام وتحوله إلى الإلحاد.
وقد عمل مؤخرًا في ولاية "ساكسونيا أنهالت" الواقعة وسط البلاد، كطبيب متخصص في الطب والعلاج النفسي. ولم يكن معروفا لدى السلطات الألمانية، كما لم تظهر أي مؤشرات على نيته ارتكاب جريمة.
وقال موقع "كلاش ريبورت" الإخباري، استنادًا إلى معلومات أمنية، إن المشتبه به في تنفيذ "هجوم ماغديبورغ"، ناشط سعودي سابق مناهض للمسلمين ويبلغ من العمر 50 عامًا.
وتشير المعلومات إلى أنه كان يعتبر من أبرز المعارضين للنظام السعودي في مجتمع المنفى، وكان يلعب دورًا في مساعدة طالبي اللجوء، خاصة النساء.
وكان قد جاء إلى ألمانيا خوفًا من الاضطهاد في بلاده باعتباره منتقدًا للإسلام وكافرًا، حيث وصف نفسه في مقابلة سابقة بأنه “أكثر منتقدي الإسلام عدوانية في التاريخ”.
في ملفه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك حسابه على “إكس” (Twitter سابقًا)، أشار العبد المحسن إلى معارضته الشديدة لما وصفه بـ “أسلمة أوروبا”، واعتبر الحكومة الألمانية “مجرمة”. كما حمل المواطنين الألمان مسئولية الاضطهاد الذي يشعر به في البلاد
كما اتضح، وفق الموقع، أن المشتبه به "مؤيد لـ "إسرائيل" ويدعم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف".
وأشاد المشتبه به بالإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في غزة وهجماتها الأخرى، وأنه رغم أن المملكة العربية السعودية طلبت تسليمه، فإنه لم تتم إعادته إلى هذا البلد. وذكر الموقع أنه "فر من المملكة العربية السعودية عام 2006 بسبب نشاطه الإلحادي".
تهديد بالانتقام
وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن صورة الغلاف لحساب المشتبه به على مواقع التواصل الاجتماعي كان فيها سلاح، وفي معلومات البروفايل يتهم ألمانيا بـ"مطاردة اللاجئين السعوديين" و"الرغبة في أسلمة أوروبا"، قائلًا: "أؤكد لكم أن الانتقام سيأتي 100%، حتى لو كلفني ذلك حياتي، يتعين على ألمانيا أن تدفع ثمن ذلك، إنه ثمن باهظ".
وفي منشور آخر في مايو الماضي قال : "أتوقع جديًا أن أموت هذا العام. السبب: سأضمن العدالة بأي ثمن.. السلطات الألمانية تمنع جميع الطرق السلمية للوصول إلى العدالة".
وفي الفترة نفسها، قال في منشور باللغة العربية: "أؤكد لكم أنه إذا أرادت ألمانيا الحرب فسنفعلها.. وإذا أرادت ألمانيا قتلنا فسنقتلهم، نموت أو ندخل السجن بفخر.. وبما أننا استنفدنا كل الوسائل السلمية، واجهنا جرائم جديدة من الشرطة والأمن والنيابة العامة والقضاء ووزارة الداخلية ولا ينفعهم السلام".
من جهته، قال رئيس وزراء ولاية ساكسونيا أنهالت بألمانيا، راينر هاسيلوف، إن المشتبه به طبيب سعودي وصل إلى ألمانيا عام 2006 وحصل على وضع لاجئ، ويعمل في القطاع الصحي بالولاية.
كما أوردت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن المشتبه به طبيب متخصص في الطب والعلاج النفسي، ومتعاطف مع أفكار حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.
ونقلت المجلة عن مصادر أمنية أن سيارة سوداء من طراز BMW اصطدمت بحشد بسرعة عالية بُعيد الساعة السابعة مساء بتوقيت جرينتش عندما كانت السوق بمدينة ماغديبورغ مليئة بالزوار.
وارتفع عدد قتلى الهجوم الذي استهدف مساء أمس الجمعة، سوقًا لعيد الميلاد بمدينة ماغديبورغ شرقي ألمانيا إلى 5، إلى جانب إصابة أكثر من 200، وفق ما أوردت مصادر رسمية.

