في وقت يزداد فيه التوتر الإقليمي في الشرق الأوسط، ومع تصاعد التساؤلات حول مستقبل النظام السوري بعد الأحداث الأخيرة في سوريا، توجّه صفحة "الموقف المصري" التي تهتم بالشأن المصري، رسالة مباشرة إلى عبد الفتاح السيسي، محذرة من أن "الأمن والاستقرار لا يتحققان إلا من خلال الإصلاح السياسي الجاد".

الموقف المصري، سلط الضوء على تصاريح السيسي التي أثارت جدلاً واسعاً بعد حديثه الأخير خلال جولته التفقدية في العاصمة الإدارية الجديدة.
ورغم محاولات السيسي طمأنة الشعب المصري بعد الأوضاع السياسية المضطربة في المنطقة، إلا أن الرسالة الواضحة التي بعث بها العديد من المتابعين هي أن "القلق السياسي" الذي يعيشه السيسي يحتاج إلى إجابة حقيقية بعيداً عن التصريحات العامة.

واوضح منذ توليه منصب الرئاسة في 2013، عُرفت تصريحات السيسي بالعديد من المناورات السياسية، التي تكررت في مناسبات مختلفة مثل الرد على استفسارات حول تمويل العاصمة الإدارية الجديدة.
وفي حديثه الأخير، أشار السيسي إلى "الثقة المتبادلة" مع الإدارة الأمريكية الجديدة وعبّر عن تطلعه لحل المشكلات الإقليمية، خاصة في سوريا.

إلا أن تصريحات السيسي لم تقتصر على الشأن الإقليمي، حيث ركز السيسي أيضاً على "الطمأنينة" التي يسعى لتوفيرها لنفسه والشعب، عبر تأكيده بأنه لم "يتورط في دماء أو فساد".
ومع ذلك يشير  إلى أن هذه التصريحات قد تكون محاولة للتخفيف من القلق الداخلي الناتج عن مشهد الإطاحة العنيفة بنظام بشار الأسد، والذي بعث برسالة قوية إلى الأنظمة الاستبدادية في المنطقة بأن الثورات لا تنتهي أبداً.

وتُظهر تجارب السنوات الماضية، من أزمات سياسية وانتخابية، أن السيسي يتأثر بشدة بالضغوط ويتفاعل مع الأحداث بمزيج من الانفعال والرغبة في طمأنة الشعب، حتى لو كانت هذه الطمأنة تبدو في كثير من الأحيان غير كافية.
فالتصريحات الأخيرة قد تكون بمثابة تعبير عن قلقه الشخصي في مواجهة التحديات السياسية الداخلية والخارجية.

ومن هنا، يوجه الموقف المصري رسالة واضحة إلى  السيسي: "الإصلاح السياسي الحقيقي هو الطريق الوحيد لتحقيق الأمان والاستقرار في مصر"ويعني الإصلاح السياسي الحقيقي -بحسب البيان،-الانتقال من نظام حكم مطلق إلى نظام يسمح بمشاركة القوى السياسية والشعبية في اتخاذ القرارات من خلال مؤسسات مثل البرلمان والأحزاب السياسية.

كما يشير البيان إلى ضرورة إلغاء القمع السياسي ووقف الانتهاكات ضد الحقوقيين والنشطاء والصحفيين، وفتح المجال لحرية التنظيم السياسي والإعلامي.

ومن بين مطالب الموقف المصري، تنظيم انتخابات برلمانية حرة ونزيهة، وتأسيس أحزاب سياسية مدنية سلمية، بالإضافة إلى ضمان إجراء الانتخابات المحلية التي يطالب بها الدستور.

وأوضح البيان، إذا كان السيسي يسعى فعلاً للأمان والاستقرار، فإن الإصلاح السياسي هو الطريق الذي يجب أن يسلكه.
وحده الإصلاح السياسي سيضمن شرعية النظام ويقي مصر من الوقوع في دوامة الصراع الأهلي الذي عانت منه بعض الدول العربية في السنوات الأخيرة.