الهدنة الإنسانية في غزة مستمرة، وعملية تبادل الرهائن والأسرى مستمرة أيضًا، بعد أن أعلنت وزارة الخارجية القطرية، وحركة "حماس"، مساء اليوم الاثنين، التوصل لاتفاق مع الجانب الإسرائيلي بشأن تمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة ليومين إضافيين.
وقال متحدث وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، على منصة "إكس"، إن دولة قطر "تعلن أنه في إطار الوساطة المستمرة (بين حركة حماس وإسرائيل)، تم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية ليومين إضافيين في قطاع غزة".
بدورها، أعلنت حماس في بيان مقتضب على "تليجرام" أنه "تم الاتفاق مع الأشقاء في قطر ومصر، على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة لمدة يومين إضافيين بنفس شروط الهدنة السابقة".
وعلى الرغم من ذلك فإن المعارضة اليمينية الإسرائيلية تصف هذه الصفقة بأنها رضوخ لشروط حماس، بينما وصفتها صحيفة "ميكو ريشون" الإسرائيلية بأنها "خيانة وطنية عظمى".
بسبب السبت الأسود

يكتب ديفيد بيتر في الصحيفة: "القلب ممزق. يؤلمني أن أكتب ما يأتي، لكن لا أستطيع أن أبقى صامتًا. فهذه الحرب تجبرنا على اتخاذ قرارات صعبة وقاسية، لم يكن علينا اتخاذها. إنها قرارات تدنس الروح، وتدنس أمننا". يضيف: "كل هذا حدث بسبب الفشل الذريع في ذاك السبت الأسود"، مفندًا 10 أسباب تجعله يرى في الصفقة خيانة لإسرائيل.
أولًا - إن التوصل إلى صفقة تشمل بعض الرهائن لا كلهم يعني استمرار الأزمة، بل تفاقمها، وزيادة نفوذ العدو. يقول بيتر: "سيكون هذا إحباطًا معنويًا يدق إسفينًا في قلب المجتمع الإسرائيلي بين من يؤيدون المزيد من هذه الصفقات مقابل وقف إطلاق النار، ومن لا يؤيدون ذلك. سيتم إخضاع المجتمع الإسرائيلي بأكمله لحرب نفسية يشنها العدو".
ثانيًا - حماس متمسكة بثلاث قيم أساسية: الله، والأرض، والسجناء. يقول بيتر: "صعب أن نحارب الله، خصوصًا أنه ربنا، وهذه الحكومة ليست مؤهلة عقليًا (أو دوليًا) للاستيلاء على الأراضي. ولذلك، ما يبقى لنا هو تدمير العدو والإبقاء على السجناء، لأن إطلاقهم مكافأة للعدو، تحول ما يفعله إلى جهاد مقدس ومبرر"، مضيفًا: "بعد ألف عام، سيحفظ الأطفال المسلمون اسم يحيى السنوار، وسوف يغنون "خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود".
ثالثًا - ستفقد إسرائيل كل الشرعية الدولية لرسائلها. يسأل بيتر: "هل هؤلاء نازيون؟ مضحك كيف تتفاوض معهم وتوقف الحملة العسكرية، وهذا هو الدليل على أنه يمكنك التعاون معهم، وأن هذا صراع إسرائيلي فلسطيني عادي، لا أكثر".
رابعًا - الحكومة الإسرائيلية حكمت على نفسها بالهزيمة. يقول بيتر: "لأنها حددت أهداف الحرب بتدمير العدو وعودة الرهائن. لن يتم تدمير العدو وبهذه الطريقة لن يعود جميع الرهائن أبدًا. ويجب أن يكون مفهومًا أن معنى مثل هذه الصفقة هو تمديد الهدنة".
غرض عسكري

خامسًا - هذه الصفقة إشارة إلى حماس بأن إسرائيل تعبت.
سادسًا - ليس صدفة أن تطلب حماس إيقاف الطلعات الجوية الاستخباراتية ست ساعات يوميًا. يقول بيتر: "الغرض من ذلك عسكري. وسيتمكن العدو من نقل قواته المنهكة خارج الأنفاق، وإعادة تشكيل قواته لتصبح جاهزة للهجوم من جديد، ويعد إدخال الوقود جزءًا أساسيًا من هذه الخطة".
سابعًا - يفهم الجميع أننا ندفع الثمن بحياة الجنود. يسأل بيتر: "هل الحكومة الإسرائيلية مستعدة للنظر في عيون الآباء في إسرائيل وللشرح لهم هذه الحقيقة البسيطة؟ وماذا عن الذين سيقتلهم هؤلاء الذين سنطلقهم من السجون؟".
المشروع الصهيوني مهدد

ثامنًا - حكومة إسرائيل مثل مدمن المخدرات الذي يعد نفسه كل ليلة بأن الغد سيكون مختلفًا. يقول بيتر: "إنه الإدمان على الراحة اللحظية بدلًا من التعامل مع الألم من أجل المستقبل، من أجل الحياة، من أجل ما يمكن أن نكون عليه. إن إسرائيل تستسلم مرة أخرى".
تاسعًا - المشروع الصهيوني برمته على المحك. يقول بيتر: "إذا لم ترتق القيادة إلى مستوى التحديات، فسنرى التفكك الاجتماعي والاغتراب واليأس. القضية ليست يحيى السنوار، وليست حسن نصر الله، وليست إيران. القصة تكمن في إذا كنا فعليًا دولة اليهود".
عاشرًا - أفسد السياسيون الحياة العامة في دولة إسرائيل. يقول بيتر: "ثمة أشياء كثيرة كان اليسار فيها على حق، مثل مسألة التعرف على شخصية العدو ومخاطر الدبلوماسية الساذجة والمستوى المهني المتدني للعديد من المسؤولين المنتخبين اليمينيين".

