من آلاف الصواريخ التي أطلقتها القوات الإسرائيلية في حربها على قطاع غزة، لم ينفجر منها عشرات الصواريخ التي حملت "موتًا صامتًا" وخطرًا محدقًا لسكان القطاع، واستقر بعضها أمام البيوت، بينما استقر البعض الآخر في داخلها.

وفي حي بني سهيلة شرقي مدينة خان يونس، أفاد مراسل قناة التلفزيون العربي في تقرير مصور، باختراق صاروخ لجدار أحد البيوت واستقراره على إحدى الأرائك لكنه لم ينفجر، مما يشكل خطرًا كبيرًا على سكان المنازل وسكان الأحياء في مدينة خان يونس.

ويشير المراسل إلى أن انفجار الصاروخ كان يمكن أن يُحدث مجزرة في المنزل وفي المنطقة بأسرها، ويؤكد أن هناك عشرات الصواريخ التي لم تنفجر وتقلق السكان والسلطات المحلية، وتتطلب عملية التخلص من مثل هذه الصواريخ تحديًا وعبئًا كبيرين على المختصين.

شاهد الصاروخ في غرفة البيت بخان يونس (من هنا)

https://www.youtube.com/watch?v=5vTiptJBWIs

صاروخ كبير الحجم

وقال المواطن محمد البرعي من شمال قطاع غزة: "لقد سقط أمام بيتنا قبل نحو أسبوعين صاروخ اسرائيلي لم ينفجر، كان المنظر بشعًا وكانت هي المرة الأولى التي أرى فيها صاروخًا إسرائيليًا حيث كان كبير الحجم".

وأضاف البرعي "حاولنا إبعاد الأطفال والمواطنين خوفًا من الانفجار فجأة واضطررنا لإخلاء البيت ريثما تأتي طواقم هندسة المتفجرات لتفكيك الصاروخ".

وتابع: "انتظرنا طواقم هندسة المتفجرات لمدة يومين إلى أن جاؤوا وقاموا بمحاولة تفكيك الصاروخ وإزالة المواد المتفجرة ثم قاموا بأخذه عبر شاحنة لهم إلى الموقع"، وفقًا لـ"إرم نيوز".

قذيفة لم تنفجر في شمال غزة

تفكيك صاروخ في خان يونس

من جهته، قال المواطن محمود الأسطل من محافظة خانيونس: "شيء لا يوصف أن يسقط على منزلك صاروخ أمام عينك وبفضل الله لا ينفجر، كان المشهد في البيت كارثي تحطيم للجدران وإصابتي وإصابة أخي وأختي إصابات خفيفة.

وأضاف الأسطل في حديثه: "فورًا قمنا بإخلاء البيت من العائلة وأبلغنا الشرطة التي بدورها أبلغت طواقم هندسة المتفجرات وجاؤوا بعد حوالي 6 ساعات إلى البيت ثم طلبوا منا الابتعاد عن محيط المنزل وقاموا بتجهيز المعدات والدخول والبدء في عملية تفكيك الصاروخ التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة وتكللت بالنجاح".

mainThumb

قذيفة مدفعية في النصيرات

وفي مخيم النصيرات قالت السيدة منال شحادة: "كانت الساعة تقريبًا العاشرة ليلًا وكنت أجلس في غرفتي وسط الظلام الدامس جرّاء انقطاع الكهرباء وعدم وجود بدائل أخرى، إلى أن سمعت ارتطام شيء ما بجدار الغرفة المقابلة".

وأضافت: "لم أتخيل أن تكون قذيفة مدفعية، قمت مسرعة لتفقد الغرفة حيث قمت بإضاءة الهاتف الخلوي الخاص بي وبدأت أتحسس المكان، وإذ بها تخترق جدار الغرفة واستقرت وسطها دون أن تنفجر".

وتابعت: "بدأت بالصراخ على أبنائي النيام وزوجي لتفقدهم وأخبرتهم بما حدث، وطلب زوجي منّا إخلاء المنزل بشكل عاجل واضطررنا للذهاب عند الجيران، وبدأت عملية التواصل مع الجهات المختصة لإيجاد حل لهذه القذيفة التي حولت البيت لمكان مرعب".

وأردفت: "قام زوجي بالاتصال بالشرطة بغزة بصعوبة لسوء وضع شبكة الاتصالات والتي طلبت منا إخلاء المنزل حتى الصباح حتى تقوم بإرسال طواقم هندسة المتفجرات وتفكيك القذيفة".

وأشارت إلى أنه "بالفعل، في صباح اليوم التالي جاءت طواقم هندسة المتفجرات للمنزل وأخبرناهم بمكان وجود القذيفة في الطابق العلوي ودخلوا هناك ثم خرجوا وقد قاموا بتفكيك المادة المتفجرة حسبما أخبرنا المهندس ومعه مساعدون يحملونها إلى مركبتهم الخاصة".

خطير للغاية

وحول هذه المشكلة اعتبر الخبير العسكري، رائد موسى أن "ظاهرة عدم انفجار الصواريخ الذكية خطيرة للغاية حيث يمكن لهذه الصواريخ أن تنفجر بشكل مفاجئ مؤدية إلى كوارث وانفجار ضخم ومدمر وإلى وقوع قتلى وجرحى".

وقال موسى، إنه "يجب فور الإبلاغ عن وقوع صاروخ لم ينفجر أن تتحرك طواقم هندسة المتفجرات بشكل عاجل إلى مكان وقوع الصاروخ لتفكيكه تمهيدًا لإبطال مفعوله".

وأضاف: "يجب على الصليب الأحمر الدولي باعتباره مؤسسة أممية تنشط في النزاعات والحروب أن توفر الغطاء الميداني لطواقم الهندسة من أجل القيام بعملها وتحييدها عن القصف والاستهداف المباشر كونها تقوم بمهام إنسانية وتجنب المدنيين المزيد من الضحايا طبقًا للاتفاقيات والمعاهدات الدولية".

شاهد من هنا (إزالة مخلفات الحرب في غزة)

https://twitter.com/RassdNewsN/status/1728373519094804652