تبنت كتائب القسام عمليات نوعية نفذتها المقاومة في الضفة في الأيام الأخيرة، بينها عملية بيت ليد أو (عملية النفق) النوعية التي أسفرت عن مقتل عدد من جنود الاحتلال (4 : 5 جنود) ونفذها 3 من أبناء مدينة خليل الرحمن بالضفة الغربية المحتلة.

عملية الأنفاق، 16 نوفمبر، جاءت مع استمرار جرائم قوات الاحتلال في غزة والضفة المحتلة، لتؤكد "القسام" أن المقاومة في الضفة كما هي المقاومة في غزة وأن معركة طوفان الأقصى المقدسة وحدت فلسطين.

ومنفذو العملية الذين استشهدوا هم سليل الشهداء وورثة الأسرى، فالشهيد عبد القادر القواسمي، هو نجل الشهيد القائد عبد الله القواسمي، أحد أبرز قادة كتائب القسام اثناء الانتفاضة الثانية، والشهيد نصر الله القواسمة، هو شقيق الاستشهادي القسامي، أحمد عبد العفو القواسمة والذي استشهد بعد تفجيره حافلة مستوطنين في بئر السبع عام 2004، (أسفرت عن مقتل 17 مستوطنا وإصابة العشرات) أما الشهيد الثالث هو حسن قفيشة، نجل الأسير المحرر المبعد مأمون قفيشة.

وأصغر الشهداء؛ نصر الله عبد العفو القواسمي (18 عاما)، وهو شقيق الشهيد أحمد عبدالعفو القواسمي الذي سبقه بـ19 عاما، والذي اقتحم جيش الاحتلال وقتئذ منزله وخربت محتوياته وفجرته كعقاب جماعي للعائلة، وتكرر المشهد اليوم في مسكنه الذي انتقل إليه في حي رأس الجورة بالخليل، حيث اقتحمه جيش الاحتلال فور استشهاد ابنه نصر الله، الذي لم يكن مولودا وقت استشهاد أحمد، وأخذوا قياساته تمهيدا لهدمه.

فيديو ورد الرابطة بصوت نصر الله

https://www.facebook.com/samir.abidelli/videos/1371900180082084


أما ابن عمه، عبد القادر عبد الله القواسمي (26 عاما) فهو الاستشهادي الثاني في عملية النفق، وهو من سكان الخليل، وتزوج مطلع العام الجاري، وزوجته بتول من عائلة الهور حامل في شهرها الثامن، وسبق أن تعرض للاعتقال عدة أيام فقط من قبل جيش الاحتلال وسلطة محمود عباس.

وعبد القادر هو أكبر أبناء الشهيد عبد الله القواسمي الذي اغتالته قوة خاصة لجيش الاحتلال في 21 يونيو 2003 أمام مسجد الأنصار في المدينة، كما خاض أعمامه وأبناؤهم تجربة الاعتقال، واستشهد اثنان من أبناء عمومته، وأكثر من 25 من عشيرته.

وكان القواسمي الأب أحد مبعدي مرج الزهور إلى جنوب لبنان عام 1991، وتعرض للملاحقة والاعتقال عدة مرات من قبل الاحتلال والسلطة الفلسطينية، ونشر مذكرات عن التعذيب الذي تعرض له خلال اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

واتهم الاحتلال القواسمي الأب، بالعضوية في كتائب القسام، والتخطيط والإعداد لعمليات تفجير استهدفت حافلات تقل صهاينة في مدينتي القدس وبئر السبع، وعمليات استهدفت مستوطنات بالضفة خلال انتفاضة الأقصى، وتحديدا بين عامي 2002 و2003، والتي أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى من المستوطنين والجنود الصهاينة.

وداهم قوات من جيش الاحتلال منزل عائلة عبد القادر القواسمي في حي رأس الجورة بالخليل، فور وقوع العملية، وتعرضت والدته المسنة (فتحية ميتاني) للاعتقال والتحقيق، قبل أن يفرج عنها مساءً.

فيديو للشهيد القسامي عبد القادر القواسمي "أحد منفذي عملية حاجز الأنفاق"، وهو يواجه عناصر سلطة الجواسيس بعد قمعهم لمسيرة في الخليل خرجت نصرة لشهداء جنين قبل فترة.
https://www.facebook.com/100001286748934/videos/1079973319670161


وعائلة القواسمة واحة للشهداء والاستشهاديين وقدمت العديد منهم خلال انتفاضة الأقصى من أبرزهم الشهيد محمود القواسمي منفذ عملية شارع موريا في حيفا والتي قتل فيها 17 صهيونيا.

وحمزة القواسمي منفذ عملية مستوطنة خارصينا والتي قتل فيه أحد أقطاب الإرهاب الصهيوني في الخليل والاستشهاديان منفذا عملية كريات أربع التي قتل فيها أربعة صهاينة وهما حمزة القواسمي ومحسن القواسمي.

هذا بالإضافة إلى الشهيد القائد عبد الله القواسمة الذي استطاع تجنيد أكثر من 20 استشهاديا جلهم من مدينة الخليل، ونفذوا عمليات استشهادية ناجحة وقتلوا أكثر من 100 صهيوني، وإصابة المئات بجروح في أقل من عام ونصف من عمر انتفاضة الأقصى، بدءاً من عملية أدورة التي نفذها الاستشهادي طارق دوفش وانتهاء بعملية شارع حاييم بارليف التي نفذها الاستشهادي رائد مسك.

وفي العام 2014 استشهد القساميين مروان القواسمي وعامر أبو عيشة، أثناء خوضهم اشتباكٍ مسلح مع قوات الاحتلال، بعد محاصرة منزل تحصنا به وتم قصفه بالقنابل الحارقة بالخليل وجاء استشهادهما بعد أكثر من ثلاثة شهور على تنفيذهما عملية أسر 3 مستوطنين بتاريخ 12/06/2014، والذين عثر عليهم مقتولين بعد 18 يوم من البحث، وقد تمت مطاردة الشهيدين منذ تاريخ العملية، إلى أن ارتقيا بالاشتباك المسلح مع قوات الاحتلال.

عائلة القواسمي والتي تسكن في البلدة القديمة بالخليل، لطالما ارتبط اسمها بالمقاومة والشهداء، فحينما تذكر عملية للمقاومة سرعان ما تذكر معها اسم عائلة القواسمي، حتى أصبحت العائلة كابوساً وهاجساً للاحتلال.

فيديو للحظة تنفيذ عملية النفق ببيت لحم.

https://twitter.com/i/status/1725079651242938410


الأسلحة التي كانت بحوزة أبطال عملية النفق. 


https://twitter.com/i/status/1725092421812342807


اعتقال الاحتلال والدة الشهيد عبدالقادر القواسمة

https://twitter.com/i/status/1725144292753121544

 

الشهيد ابن المبعد
وشهيد عملية النفق الثالث، حسن مأمون قفيشة (28 عاما)، هو ابن المبعد مأمون قفيشة (60 عاما)، والذي سبق وتعرض للاعتقال، لكنه غادر فلسطين عام 2009، ويقيم في تركيا، ولم تسمح له قوات الاحتلال بالعودة.

وحسن متزوج ولديه طفل عمره 5 شهور، والعائلة فوجئت بخبر استشهاده، خاصة أنه متزوج منذ فترة قريبة ولم يسبق أن تعرض للاعتقال.

واقتحمت قوات الاحتلال المنزل فور الإعلان عن استشهاد شقيقها، وفتشته وحققت مع جميع سكانه، وأخذت قياساته تمهيدا لهدمه في أي لحظة.