في سابقة، وتطور لافت ومفاجئ، خرجت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، مساء أول أمس السبت، بتسجيل مصوّر يوثّق تنفيذ عملية فدائية قرب مفترق بيت ليد بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.
وبالرغم من حملات الاعتقالات المتصاعدة التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، والتي تضاعفت منذ السابع من أكتوبر الماضي، في محاولة محمومة لضرب المقاومة واجتثاثها من الضفة، خرجت كتائب القسام بالفيديو الذي يوثّق تنفيذ عملية إطلاق نار وتفجير عبوات ناسفة بجنود الاحتلال الأسبوع الماضي.
ومنذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى"، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 2470 مواطنًا من مختلف مناطق الضفة الغربية، غالبيتهم من حركة حماس.
مقتل جندين صهيونيين
تبنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء السبت، عملية إطلاق النار التي وقعت في الثاني من نوفمبر الجاري قرب بلدة بيت ليد شرق طولكرم، مؤكدة أنها أدت لمقتل جنديين صهيونيين، ونشرت فيديو توثيقي لها، بخلاف إعلان الاحتلال الذي أقر بمقتل جندي واحد.
وبكاميرا مثبتة على رأس أحد منفذي العملية، في محاكاة لمقاتلي القسام في غزة، وثق مقاتلو كتائب القسام بالضفة تفاصيل استهداف مركبة خاصة كان يقودها أحد جنود الاحتلال على طريق طولكرم –نابلس، وإصابة السائق مباشرة.
وكان الاحتلال قد أعلن عن مقتل جندي بعملية بيت ليد، عقب استهداف مركبته بالرصاص وانقلابها بجانب الطريق، في حين ذكرت كتائب القسام في توثيقها أن العملية أسفرت عن مقتل اثنين من جنود الاحتلال.
كمين محكم
وبثت الكتائب تصوير للعملية، بعد دقائق من بث كلمة صوتية للناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، والتي أعلن من خلالها تمكن المجاهدين من تدمير 160 دبابة صهيونية خلال التوغل البري الهمجي في عدة بمحاور بمدينة غزة (شاهد من هنا).
https://twitter.com/PalinfoAr/status/1723446494819237921
وتم استدراج قوة أخرى من جيش الاحتلال عبر سيارة محروقة وضعها المجاهدون قرب بلدة بلعا، حث كانت السيارة مفخخة بعدد من العبوات الناسفة التي انفجرت بالجنود وهم يمشطون المكان بحثًا عن خيوط عملية إطلاق النار التي نفذت على مقربة من المكان.
وجاء إعلان كتائب القسام عن هذه العملية عبر فيديو ممنتج على غرار الفيديوهات التي تبثها كتائب القسام لعمليات التحام مقاتليها مع قوات الاحتلال في غزة.
وبدا لافتًا، بدء فيديو عملية بيت ليد بشعار "طوفان الأقصى"، مضافا إلية كلمة "طوفان الضفة"، في إشارة إلى تعدد جبهات القتال مع وحدة الهدف. وبطبيعة الحال لم يعترف جيش الاحتلال بتفاصيل هذه العملية أو خسائره فيها.
وتأتي عملية القسّام، امتدادًا لسلسلة من عمليات المقاومة في الضفة الغربية، والتي لم تتوقف طيلة السنوات الماضية، رغم عمليات الملاحقة واجتثاث خلايا المقاومين في مهدها، ومحاولات القضاء على المجموعات المسلحة في مختلف مناطق الضفة.
وبات توثيق عمليات المقاومة بالصوت والصورة، عنوانا بارزًا ومهما من عناوين المعركة مع الاحتلال، الذي يسعى بكل وسائله للتعتيم على حجم خسائره بمعاركه الدائرة مع المقاومة في قطاع غزة والضفة على حد سواء.
ويؤكد مراقبون، أن الخسائر التي يعلن عنها الاحتلال بعد كل عملية، أقل بكثير من خسائره الحقيقية التي يخشى الكشف عنها لاعتبارات يراها ضرورية؛ خوفًا على معنويات جنوده واحتراسًا من غضبة جبهته الداخلية.
ولاقى فيديو عملية بيت ليد انتشارًا واحتفاءً واسعًا بين أبناء الضفة الغربية، الذين لم يعتادوا منذ سنوات طويلة جدًا على مثل هذه المشاهد على أرضهم.

