شهدت الأيام الاخيرة تحركات دبلوماسية بين عدد من الدول وإسرائيل، في ظل الحرب الدائرة بين الأخيرة وحركة حماس في قطاع غزة، حيث قطعت بوليفيا علاقاتها الدبلوماسية، فيما قررت دول أخرى اتخاذ خطوة أقل حدة باستدعاء السفراء.
وفي 7 من أكتوبر، شنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، معركة طوفان الأقصى، حيث أطلقت آلاف الصواريخ وتسلل مجاهدو القسام إلى بلدات ومناطق غلاف غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1538 إسرائيليًا وإصابة 5431، وفقًا لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليًا ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
بينما يواصل الجيش الصهيوني "حربًا مدمرة" منذ 7 من أكتوبر الماضي على غزة، مع استمرار محاولات التوغل البري كل يوم، مما تسبب باستشهاد أكثر من 9770 فلسطينيًا، منهم 4800 طفل 2550 سيدات، وأصاب 24.808، كما قتل 151 فلسطينيًا واعتقل نحو 2080 في الضفة الغربية.
وبلغ عدد المجاز التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني منذ 7 من أكتوبر وحتى اليوم 1031 مجزرة بحق العوائل الفلسطينية، وأن 70% من الضحايا هم من النساء والأطفال، وتلقت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة 2660 بلاغًا عن مفقودين منهم 1260 طفلًا ما زالوا تحت الأنقاض.
ونستعرض فيما يلي، قائمة الدول التي اتخذت قرارات بشأن علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل:
بوليفيا
اتخذت الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، الخطوة الأقوى حتى الآن، حيث قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بالكامل.
وأعلنت وزارة الخارجية في بوليفيا، الثلاثاء الماضي، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، واتهمتها بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" خلال عملياتها في قطاع غزة.
كانت بوليفيا قد قطعت من قبل علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل عام 2009 بسبب حرب غزة آنذاك، وتم استئناف العلاقات مجددًا عام 2020، بحسب وكالة "رويترز".
ردت إسرائيل على قرار بوليفيا، واعتبرت أنه "استسلام للإرهاب والنظام في إيران". وأضافت في بيان عبر وزارة الخارجية أن بقطع العلاقات مع إسرائيل "تضع الحكومة البوليفية نفسها في صف منظمة حماس الإرهابية".
وأشارت في بيان لوزارة الخارجية إلى أنه "منذ تغيير الحكومة في بوليفيا، العلاقات بين البلدين أصبحت خالية من المضمون على أي حال".
كولومبيا
كانت المعركة الدبلوماسية بين كولومبيا وإسرائيل قوية جدًا، ووصلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وبالفعل أعلن الرئيس الكولومبي، جوستابو بيترو، الثلاثاء الماضي، استدعاء سفير بلاده لدى إسرائيل بسبب الأوضاع في غزة.
وقال بيترو عبر منصة "إكس": "قررت استدعاء سفيرنا لدى إسرائيل. إذا لم تُوقف إسرائيل المذبحة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني فلن نتمكن من البقاء هناك".
بدأت الأزمة في الأيام الأولى من الحرب، حينما اتهمت إسرائيل رئيس الدولة اللاتينية بـ"تعريض حياة اليهود للخطر، وتشجيع الأفعال المروعة لحركة حماس الإرهابية"، بعدما شبّه ممارسات إسرائيل بـ"النازية".
في الثامن من أكتوبر، علق بيترو عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، على تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بشأن قطع الماء والكهرباء والوقود عن غزة وفرض حصار كامل على القطاع، في معركة قال إنها ضد "حيوانات بشرية".
وكتب بيترو، أن تصريحات الوزير الإسرائيلي "هي نفس ما كان يقوله النازيون عن اليهود"، مضيفًا أن "الشعوب الديمقراطية لا يمكنها السماح للنازية بإعادة ترسيخ نفسها في السياسة الدولية".
وتابع أنه "في حال استمرار خطابات كراهية بهذا الشكل، سنصل إلى هولوكست جديدة".
وعلّق السفير الإسرائيلي، داغان، على تلك التصريحات لصحيفة محلية في كولومبيا، قائلات إنه "لم ير مطلقًا من العالم الديمقراطي الإنساني، مقارنة للإسرائيليين بالنازية"، حسب ما نقلته صحيفة "جارديان" البريطانية.
هندوراس
قررت هندوراس، الجمعة، استدعاء سفيرها لدى إسرائيل للتشاور بسبب الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
وكتب وزير الخارجية، إنريكي رينا على منصة "إكس": "في ظل الوضع الإنساني الخطير الذي يعاني منه السكان المدنيون الفلسطينيون في قطاع غزة، قررت حكومة الرئيسة زيومارا كاسترو استدعاء سفير جمهورية هندوراس في إسرائيل، السيد روبرتو مارتينيز، على الفور لإجراء مشاورات".
وردت الخارجية الإسرائيلية، على القرار، معتبرة أنه "يتغاضى عن ارتكاب حماس أعمالًا إرهابية قتل فيها 1400 شخص واختطف خلالها 242 وهذا يشمل النساء والشيوخ والأطفال"، مضيفة "نتوقع من هندوراس أن تدين حماس".
تشيلي
اتخذت تشيلي نفس الخطوة، واستدعت، الثلاثاء، سفيرها في إسرائيل للتشاور، بسبب ما وصفتها بـ"انتهاكات للقانون الإنساني الدولي" في قطاع غزة.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية، نقلته رويترز: "تدين تشيلي بشدة وتراقب بقلق بالغ.. هذه العمليات العسكرية"، معتبرة أن العمليات الإسرائيلية بمثابة "عقاب جماعي" للسكان المدنيين في غزة.
دعت الوزارة أيضًا إلى "وقف فوري للأعمال القتالية، وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، بجانب السماح بعبور المساعدات الإنسانية لسكان القطاع".
ولفتت تشيلي أيضًا في بيان منفصل إلى "دعمها لحل الدولتين من أجل إنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
الأردن
أعلن الأردن، الأربعاء، استدعاء سفيره "بشكل فوري" من إسرائيل، وأبلغ الأخيرة بـ"عدم إعادة سفيرها إلى عمّان"، وذلك في ظل استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة.
وفي بيان لوزارة الخارجية الأردنية، جاء أن القرار يأتي "تعبيرًا عن موقف الأردن الرافض والمدين للحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة، والتي تقتل الأبرياء، وتسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة، وتحمل احتمالات خطرة لتوسعها، مما سيهدد أمن المنطقة كلها والأمن والسلم الدوليين".
وأشار البيان إلى أن "عودة السفراء ستكون مرتبطة بوقف إسرائيل حربها على غزة ووقف الكارثة الإنسانية التي تسببها، وكل إجراءاتها التي تحرم الفلسطينيين حقهم في الغذاء والماء والدواء وحقهم في العيش الآمن والمستقر على ترابهم الوطني".
وشدد الصفدي على أن "الأردن سيستمر في العمل من أجل وقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين وحماية المنطقة من تبعاتها ومن أثرها الكارثي على مستقبل المنطقة، وحقها في السلام العادل الشامل على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من يونيو للعام 1967، الذي يمثل السبيل الوحيد لضمان أمن كل شعوب المنطقة ودولها".
يذكر أن سفير إسرائيل لم يكن في الأردن بالفعل بعد إخراج إسرائيل دبلوماسيين من دول عربية، في ظل المظاهرات الحاشدة في العديد من الدول العربية دعمًا للفلسطينيين.
البحرين
قال مجلس النواب البحريني، الخميس، إن السفير الإسرائيلي "غادر المملكة، مقابل عودة سفيرها من إسرائيل"، إضافة إلى "وقف العلاقات الاقتصادية معها".
وأشار بيان للمجلس إلى أن هذه الخطوات تأتي "تأكيدًا للموقف البحريني التاريخي الراسخ في دعم القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، الذي أعلنه الملك في جميع المؤتمرات والمناسبات".
وأكد مجلس النواب البحريني أن "استمرار الحرب والعمليات العسكرية، والتصعيد الإسرائيلي المتواصل في ظل عدم احترام القانون الإنساني الدولي، يدفعان المجلس إلى المطالبة بالمزيد من القرارات والإجراءات التي تحفظ حياة وأرواح الأبرياء والمدنيين في غزة وكافة المناطق الفلسطينية".
لكن في وقت من المفترض فيه صدور مثل هذه القرارات عبر وزارة الخارجية، وهو ما لم يحدث، أوضحت الخارجية الإسرائيلية، في وقت لاحق الخميس، أنه "لم يصلها أي إخطار أو قرار من حكومة البحرين وحكومة إسرائيل بإعادة سفيري البلدين".
وفي بيان أعقب إعلان مجلس النواب البحريني عن مغادرة سفير إسرائيل ووقف العلاقات الاقتصادية، قالت إسرائيل إن العلاقات بين البلدين "مستقرة".
تركيا
أعلنت تركيا، السبت، استدعاء سفيرها في إسرائيل للتشاور على خلفية رفض إسرائيل الموافقة على وقف لإطلاق النار في غزة، لكنها لن تقطع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إنها بصدد استدعاء السفير شاكر أوزكان تورونلار "في ضوء المأساة الإنسانية التي تتكشف في غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة ضد المدنيين ورفض إسرائيل وقف إطلاق النار".
من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية قرار تركيا "خطوة أخرى للانحياز إلى منظمة حماس الإرهابية".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن في وقت سابق، السبت، أنه سيقطع اتصالاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على خليفة ما ترتكبه القوات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، وقال إن "نتنياهو لم يعد شخصًا يمكننا التحدث معه".
وكانت إسرائيل قد سحبت في وقت سابق كلّ دبلوماسييها من تركيا ودول أخرى في المنطقة كإجراء أمني.
وأكّد أردوغان السبت أن تركيا لن تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، موضحًا "قطع العلاقات بشكل تامّ غير ممكن، خصوصًا في الدبلوماسية الدولية".
ولفت إلى أن رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية ابراهيم كالين يشرف على الجهود التركية لمحاولة التوسّط لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وحمّل الرئيس التركي نتنياهو المسؤولية الأساسية عن أعمال العنف في غزّة وقال إنه "فقد دعم مواطنيه".

