كانت الضفة الغربية متوترة حتى قبل الحرب بين حماس وإسرائيل. ومع مقتل ما لا يقل عن 81 فلسطينيًا على يد جيش الاحتلال أو المستوطنين في الضفة الغربية منذ اندلاع الصراع في غزة في 7 أكتوبر، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، يشبر موقع "المونيتور" إلى أن الضفة الغربية على وشك الانفجار.

وقال الموقع في تحليل كتبه "أحمد ملحم": "يشعر الفلسطينيون في الضفة الغربية بالغضب الشديد بسبب قصف غزة، فضلاً عن صمت الدول العربية والمجتمع الدولي الذي يعتبرونه متواطئاً في تصرفات إسرائيل. ويتوجه غضبهم أيضًا إلى السلطة الفلسطينية وموقفها الذي يرون أنه لا يتناسب مع ما تفعله إسرائيل بغزة".

مساء الثلاثاء، تدفق المئات إلى شوارع المدن والبلدات الكبرى في الضفة الغربية بعد غارة جوية إسرائيلية قاتلة أصابت المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل مئات الفلسطينيين.

واندلعت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن الفلسطينية في عدة مناطق، حيث حاول المتظاهرون المناهضون للعلاقات السياسية والأمنية للسلطة الفلسطينية مع إسرائيل والولايات المتحدة الاقتراب من المقرات الأمنية والحكومية. كما توجه عدد كبير من المتظاهرين نحو الحواجز العسكرية الإسرائيلية في أنحاء الضفة الغربية، واشتبكوا مع جنود إسرائيليين لساعات.

ونظمت مظاهرات مماثلة يوم الأربعاء، تزامنًا مع إضراب عام في أنحاء الضفة الغربية تنديدًا بالهجوم على المستشفى. ونظم الفلسطينيون في رام الله أيضًا مسيرة حاشدة احتجاجًا على الزيارة المقررة للرئيس الأمريكي "جو بايدن" لإسرائيل والهجوم الجوي الإسرائيلي على غزة.

وقال بلال بشارات، أحد المتظاهرين، لـ"المونيتور": "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد سكان غزة بالتواطؤ مع واشنطن".

وأضاف: "السلطة الفلسطينية مطالبة بمقاطعة الولايات المتحدة ووقف تنسيقها الأمني ​​وقطع العلاقات مع إسرائيل، كما أن لم تعد الأنظمة العربية تشعر بأي خجل؛ ففي الماضي كانت تغلق السفارات الإسرائيلية وتطرد السفراء، لكنها اليوم لم تكلف نفسها عناء اتخاذ أي موقف داعم للفلسطينيين".

 

مداهمات واعتقالات

منذ 7 أكتوبر، تعرض سكان المدن ومخيمات اللاجئين في المنطقة لاعتقالات ومداهمات يومية من قبل إسرائيل، مما أدى في كثير من الأحيان إلى اشتباكات مميتة. وأقام الجيش الإسرائيلي نقاط تفتيش إضافية في أنحاء الضفة الغربية، مما أدى إلى عزل المناطق الفلسطينية عن بعضها البعض. وفي هذه الأثناء، يهاجم المستوطنون الفلسطينيين بالأسلحة النارية بشكل شبه يومي.

وخوفًا من أن يخرج الوضع عن السيطرة، شجع المسؤولون الأمريكيون، بمن فيهم وزير الخارجية "أنتوني بلينكن"، رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" على الحفاظ على الهدوء والاستقرار.

وبدأ يوم الخميس بسلسلة من الغارات شنتها القوات الإسرائيلية. وفي مخيم نور الشمس للاجئين القرب من طولكرم، اندلعت مواجهات عنيفة واستمرت لأكثر من 27 ساعة. وبحلول الليل، قُتل 13 فلسطينيًا من المخيم، من بينهم خمسة أطفال، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.

لكن يوم الخميس وحده، اعتقل الجيش الإسرائيلي 150 فلسطينيًا، نصفهم من مدينة الخليل ومعظمهم من قادة حماس والسجناء السابقين، بما في ذلك "حسن يوسف" و"نايف الرجوب"، وكلاهما بارز في الحركة وتم اعتقالهما عدة مرات.

 

ظهور الجماعات المسلحة

وذكر "المونيتور" أن الوضع في الضفة الغربية متوترًا قبل وقت طويل من اندلاع الحرب في غزة. وفي العامين الماضيين، ظهرت عدة جماعات مسلحة في جميع أنحاء المنطقة ونفذت سلسلة من الهجمات ضد القوات الإسرائيلية والمستوطنين. وكانت إسرائيل تعتقل المقاتلين الفلسطينيين يوميًا، في حين سعت السلطة الفلسطينية إلى تهدئة الوضع من خلال القيام باعتقالات أيضًا.

وزاد الفلسطينيون في الضفة الغربية من وتيرة أعمالهم العسكرية بعد التصعيد في غزة، حيث أطلقوا النار على مواقع عسكرية واستخدموا عبوات ناسفة للتصدي للغارات الإسرائيلية.

ووثق المركز الفلسطيني للإعلام 1089 حادثًا منذ بدء الحرب على غزة. وشملت هذه الإجراءات 312 عملية إطلاق نار و739 اشتباكات مباشرة، أدت إلى مقتل إسرائيلي وإصابة 23 آخرين، كما جرت 167 مسيرة ومظاهرة.

وأعلنت الجماعات المسلحة في الضفة الغربية حالة التأهب القصوى بين مقاتليها ردًا على الأحداث في غزة، وزعمت أنها نفذت عشرات من عمليات إطلاق النار على نقاط التفتيش العسكرية.

وقال "سليمان بشارات"، مدير مركز يابوس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، لـ"المونيتور"، إن "الوضع الحالي هو صراع عام ولا يقتصر على قطاع غزة. والضفة الغربية كانت في قلب الأحداث والمواجهات مع إسرائيل منذ عام 2022".

ويعتقد "بشارات"، أن الهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة والأعمال الأخرى ضد الفلسطينيين ستؤدي إلى انهيار داخلي في الضفة الغربية.

وأضاف: "إذا لم يتم تحقيق انفراج إنساني أو سياسي في الأيام المقبلة، فسنشهد نشاط مقاومًا بشكل أكبر. وشهدت الضفة الغربية خلال العامين الماضيين، تزايدًا في العمل المسلح وسط تنامي قدرات الجماعات المسلحة، على حساب الحراك الشعبي. لكن منذ الحرب، يبدو أن العمل الشعبي قد تعافى إلى حد ما".

https://www.al-monitor.com/originals/2023/10/west-bank-verge-explosion-israel-hamas-war-rages-week-3