بعيون ذاهلة ووجوه شاحبة يقف أهالي شهداء العدوان الإسرائيلي الذي قصف منازلهم فجر اليوم الاثنين دون سابق إنذار في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وقد ارتكب الاحتلال مجازر جديدة في حق عائلات “أبو نجا” و”أبو عيادة” والخطيب والحمايدة في مدينة رفح جنوبي غزة، أسفرت عن استشهاد نحو 50 مواطنا وإصابة العشرات، وما زال البحث جاريا عن مفقودين جدد.
ودّع بهاء الكحلوت، طفله الرضيع محمد (15 شهرًا)، بشكل مؤثر، وقال “ما حدش يقول لي عظم الله أجرك، قولوا ألف مبروك على العريس الشهيد”، ثم احتضنه باكيًا حامدًا لله على مصابه الجلل.
وأصبح الصراخ والعويل هو سيد المشهد في مستشفى “أبو يوسف النجار”، دون فارق بين رجل وامرأة، فبينما تبدو عيون بعض الحاضرين شاخصة، ترى آخرين وقد أفقدتهم الصدمة صوابهم.
وداع الشهداء هو المشهد المسيطر داخل ساحات مستشفى “أبو يوسف النجار”. الجدة نيفين سرحان تجلس أمام جثامين ابنتها وزوجها وحفيدها باكية مودعة لهم.
أما أبناء الشهيدة وفاء الخطيب فقد ماتت أمهم وهي تصلي مما ألهمهم بعض السلوى لفراقها “الله يرحمك ياما، ماتت وهي تصلي”.
وكثف الاحتلال الإسرائيلي غاراته على أنحاء قطاع غزة الليلة الماضية، مستهدفًا أكثر من 18 منزلًا وبناية سكنية مأهولة بالمواطنين؛ مما أسفر عن عشرات الشهداء ومئات الإصابات، أبرزها ارتقاء 17 شهيدًا باستهداف منزل في شمال القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة، أن 70% من ضحايا القصف الإسرائيلي الغاشم، هم من الأطفال والنساء والمسنين، 40% منهم من الأطفال، إضافة إلى 800 طفل لا يزالون تحت الأنقاض.

