أكثر من أسبوعين وإسرائيل تهدد بشن حرب برية واسعة النطاق على كتائب القسام وفصائل المقاومة في قطاع غزة، ومنذ ذلك الحين تواصل إسرائيل حشد قواتها العسكرية على حدود قطاع غزة انتظارًا لبدء الحرب البرية من الجو والأرض وتحت الأرض.
وفي تقرير لها، تناولت صحيفة "تليجراف" البريطانية، أكبر التحديات التي قد تواجه الغزو الإسرائيلي لغزة، ونقلت عن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قوله للقوات المحتشدة على حدود غزة إنهم سَيرون "داخلها" قريبًا، واعدًا بأن أمر الغزو سيصدر قريبًا، إذ أن التوقيت الدقيق وحجم التوغل الإسرائيلي لا يزالان غير واضحين.
أنفاق غزة
وبحسب الصحيفة، أنشأت "حماس"، التي تسيطر على المنطقة بأكملها، منطقة من الأنفاق التي من شأنها أن تسمح لمسلحيها بتخزين الذخيرة وشن هجمات مفاجئة على القوات الغازية، مشيرة إلى أنه يمكن للأنفاق، التي يطلق عليها اسم "مترو غزة"، أن تسمح أيضًا لمسلحي حماس بتجنب اكتشافهم والفرار من القوات الإسرائيلية العازمة على القضاء على كل عضو في المجموعة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المرجح أن تنشر القوات الإسرائيلية دبابات "ميركافا" وجرافات مدرعة أثناء انتقالها من منزل إلى آخر، مما سيؤدي إلى استئصال ما يصل إلى 50 ألفًا من مسلحي "حماس" الذين يعيشون جنبًا إلى جنب مع المدنيين الفلسطينيين.
الفخاخ المتفجرة
وأضافت أنه من المرجح أن تتم إعاقة تقدمهم بسبب الفخاخ المتفجرة، بما في ذلك الأجهزة المتفجرة المرتجلة المتطورة والكمائن والقناصين، الأمر الذي يهدد بسقوط عدد كبير من القتلى، بالإضافة إلى مواجهة تهديد الهجمات بالطائرات دون طيار، وقذائف الهاون، والصواريخ.

ملف الأسرى
اعتبر تقرير نشره موقع "أوروبا 1"، أمس السبت، أنّ الجيش الإسرائيلي يواجه تحديًا رئيسًا في تنفيذ الاجتياح البري لقطاع غزة، يتعلق بملف الأسرى الذي يعطّل هذا الهجوم.
وقال التقرير إنّه "في اليوم الخامس عشر من الحرب، يمكن القول إنّ إحدى الصعوبات هي هؤلاء الأسرى، حوالي 200 شخص لدى حركة حماس".
وأضاف: "عندما تدخل قوات الجيش الإسرائيلي الأراضي الفلسطينية، فإنها ستواجه العديد من الفخاخ، في متاهة الأزقة في غزة، بممراتها وأنفاقها تحت الأرض، حيث يتم إخفاء الأسرى بالتأكيد".
واعتبر التقرير أنّه "لهذا السبب تتسارع المفاوضات، خاصة فيما يتعلق بإطلاق سراح الأجانب بفضل وساطة الدول المجاورة مثل قطر، ويجري إعادة تجميع المدنيين الفلسطينيين بمنطقة في الجنوب، بالقرب من خان يونس، لتمهيد الطريق لهذا الهجوم البري".
ونقل عن ممثل للجنة الدولية للصليب الأحمر قوله: "بعد أسبوعين من بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، ظهر أخيرًا بصيص أمل للمئتي شخص الموجودين حاليًا في غزة، حيث أطلقت الحركة الفلسطينية سراح امرأتين أمريكيتين، أم وابنتها، مساء الجمعة، بفضل وساطة قطرية".
واستنتج التقرير أنه "إذا بدأ إطلاق سراح الرهائن، فهذا يعني أن الهجوم البري للجيش الإسرائيلي على شمال غزة من المرجح أن يكون وشيكًا".
إنشاء منطقة عازلة
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي مجددًا، الجمعة، أن "تل أبيب تستعد لهجوم على 3 مراحل: الضربات الجوية الأولى، وهذا ما يحدث الآن. ومن ثم الهجوم البري، قبل إنشاء منطقة عازلة بين إسرائيل وغزة لإنشاء نظام أمني جديد"، بحسب ما نقله التقرير.
وتُجمع التقارير الإخبارية على أنّ إسرائيل تتهيأ لشن حرب برية جديدة على حركة حماس في غزة عنوانها في هذه المرة "القضاء" على الحركة الفلسطينية بشكل نهائي، عبر تنفيذ هجوم طويل الأمد؛ فهل ستفلح في ذلك، أم أنها ستحشر نفسها في خندق لا مخرج منه أعدته كتائب القسام؟

