ذكر موقع "ميدل إيست آي" أنه على مر السنين، وضع مهندسو الاحتلال الإسرائيلي بلا هوادة سياسات تسعى إلى زيادة تفكك الشعب الفلسطيني، ليس فقط جسديًا ولكن نفسيًا.
وقال في تحليل كتبته "دانيا أبو الحاج": "ويمكن أن يكون من السهل على الناس قراءة السياسة وفصلها عن التجارب الحية لأولئك الذين تؤثر عليهم. لكن تكتيكات "فرق تسد" الإسرائيلية أدت إلى خلق حقائق مختلفة للشعب الفلسطيني".
وتابع: : "تباعد المقدسيون والفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة والفلسطينيون في غزة والمواطنون الفلسطينيون في إسرائيل واللاجئون والفلسطينيون المشتتين بشكل أكبر في فهم الحقائق المعيشية لبعضهم البعض، في ظل احتلال وحشي ومسيطر ومجرد من الإنسانية".
 ومن الأمثلة على ذلك هو الإجراء الأخير لوحدة تنسيق أعمال حكومة الاحتلال الاسرائيلي في المناطق المحتلة (Cogat)، والمعروف باسم إجراء 2022، والذي دخل حيز التنفيذ في أواخر العام الماضي. 
 تم تصميم إجراء 2022 لتعزيز السيطرة العسكرية الإسرائيلية وجعل من الصعب على فلسطيني الشتات التدريس أو الدراسة أو التطوع أو العمل أو العيش في الضفة الغربية المحتلة.

 ترسيخ الفصل العنصري
 يدور إجراء 2022 حول تعميق إسرائيل وترسيخ الاحتلال والضم والفصل العنصري. ومن خلال تشتيت العائلات الفلسطينية، التي يكون أحد أفرادها على الأقل مواطنًا أجنبيًا، تخلق إسرائيل بيئة قسرية مصممة لإحداث "نقل صامت" لعائلات بأكملها من الضفة الغربية المحتلة.
وتعزز القواعد أيضًا بيئة الأخ الأكبر للمراقبة والسيطرة التي يحتفظ بها نظام الاحتلال العسكري، والتي تهدف إلى جعل الحياة اليومية في الضفة الغربية المحتلة لا تطاق.
وأشار الموقع إلى أن التأثير الكامل للوائح لا يزال مجهولًا، لأنها لا تزال جديدة جدًا - لكننا الآن في الصيف الأول منذ تنفيذها. إنه الوقت الذي يزور فيه فلسطينيو الشتات من جميع أنحاء العالم عائلاتهم ومنازلهم في الضفة الغربية المحتلة.
 قد يؤدي إجراء وحدة تنسيق أعمال حكومة الاحتلال الاسرائيلي في المناطق المحتلة الجديد إلى رفض دخول تعسفي إلى الضفة الغربية المحتلة عبر معبر الكرامة. يجب مراقبة هذه الحالات وتوثيقها، ويجب على الحكومات اتخاذ إجراءات نيابة عن مواطنيها الذين يُمنعون من الدخول.
هناك أيضًا تأثير غير مرئي لإجراء الوحدة لن نتمكن من رؤيته أو قياسه: كثير من الناس سيشعرون بالارتباك والترهيب بسبب هذه اللوائح لدرجة أنهم لن يشعروا بالثقة الكافية للسفر في المقام الأول.
هذا حاجز آخر سيمنع الناس من رؤية الحقائق اليومية للاحتلال الإسرائيلي وقمع الفلسطينيين.

 اللامبالاة المروعة
بعد مجموعة من تحديات الرأي العام وعدد من المنظمات الحقوقية، تم تعديل أو إلغاء بعض الأحكام في نهاية المطاف، لكن هذه التغييرات كانت مجرد قطرة في ماء محيط مقارنة بمجموعات الإجراءات القاسية. 
وإذا تم تطبيق إجراء 2022 كما هو متوقع في الأشهر المقبلة، فإنه سيعمق واقع التشرذم للشعب الفلسطيني المنفصل عن كل الوعود والقيم التي تشكل ركائز إجماع المجتمع الدولي بعد الحرب.
وختم الموقع: "لم يعد صمت المجتمع الدولي والدول الثالثة ينقل ببساطة ازدراء الفلسطينيين وحقوقهم، بل أيضًا لامبالاة مروعة تجاه دولة تواصل ارتكاب جرائم الفصل العنصري والاضطهاد ضد الإنسانية. هذا تذكير بأن السجن لا يعني دائمًا زنزانة ذات جدران وحارس، بل في بعض الأحيان قد يعني دولة بأكملها موضوعة تحت رحمة وغطرسة الاحتلال العسكري".

https://www.middleeasteye.net/opinion/israel-codifies-system-exclusion-oppression