حذَّرت مؤسسة القدس الدولية وشخصيات مقدسية من خطورة أهداف المستوطنين في تنظيم ما تسمَّى "مسيرة الأعلام" المقرّرة مساء اليوم في مدينة القدس المحتلة.
ودعت مؤسسة القدس الدولية في فلسطين المقدسيين من مختلف مناطقهم لتكثيف تواجدهم في المسجد الأقصى والبلدة القديمة من القدس لإفشال فعاليات ما تسمى بـ"منظمات الهيكل" بتنظيم مسيرات ترفع فيها الأعلام في ما تسمى عندهم بـ"ذكرى خراب الهيكل".
وشدَّد هؤلاء على ضرورة التمسّك بمدينة القدس ومقدَّساتها وأحيائها والرباط الدائم في المسجد الأقصى المبارك. وأعلنت جماعات "الهيكل" المزعوم وعدد من منظمات اليمين الاستيطانية عن تنظيم "مسيرة أعلام" تهويدية تستهدف أبواب المسجد الأقصى المبارك، (الجديد والزاهرة والعمود والأسباط) لتنتهي بالدخول إلى البلدة القديمة من باب المغاربة ثم إلى ساحة البراق.
ومن جهته دعا النائب الدكتور أحمد أبو حلبية رئيس مؤسسة القدس الدولية كل من يستطيع الوصول إلى الأقصى والبلدة القديمة من القدس لنصرة القدس والتصدي لهجمات المستوطنين على المقدسيين ومحالهم التجارية وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومنع السياسة العدوانية المستمرة التي يقوم بها الاحتلال تجاه المدينة المقدسة ومسجدها الأقصى المبارك، ومواجهة إجراءاته العدوانية التي تشتد يوماً بعد يوم بحق الفلسطينيين ومنعهم المستمر من الدخول للأقصى والصلاة فيه بحرية، ولمنع استفزازات المستوطنين على المصلين الوافدين للأقصى، وخاصة عند بابي القطانين والأسباط.
ولفت أبو حلبية أن عدد الاقتحامات يرتفع عامًا بعد عام، واعتبر أن الزيادة في الاقتحامات كانت ملحوظة في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، في السابق، حيث بلغت عام 2019 إلى أكثر من 1800 مقتحمًا، وبلغت عام 2021 أكثر من 2000 مقتحم، وعام 2022 بلغت أكثر من 2200 مقتحم.
ومن جانبه أوضح رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، أن "مسيرة الأعلام" عبارة عن استعراض للمستوطنين ونوع من الاستفزاز للفلسطينيين والتهويد للمدينة المقدَّسة.
وبيَّن الهدمي لصحيفة "فلسطين" أن هذا التهويد هدفه السيطرة على الأحياء المقدسية والوصول إلى مرحلة يهدم فيها المسجد الأقصى ومن ثم بناء "الهيكل" المزعوم.
وأشار إلى أن "مسيرة الأعلام" عبارة عن مسيرة تقليدية دأب الاحتلال على تنفيذها كل عام، لكنها تحوَّلت إلى مرتين كل عام حتى وصلت إلى مرة كل شهر من أجل استخدامها لمنافع سياسية. ولفت إلى أن مؤسسة الاحتلال الأمنية تشرف على تنظيم المسيرة بقرار من المؤسسة السياسية.
وشدَّد على ضرورة وضع رؤية فلسطينية لمواجهة الخطر الذي يواجه مدينة القدس وإفشال محاولات السيطرة على المدينة ومقدَّساتها.
وأكد الهدمي أن شعبنا يمتلك القوة الجماهيرية التي من شأنها مواجهة مخطَّطات الاحتلال وإفشالها.
من جانبه، قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري لـ"فلسطين": إنه بالرغم من الانتقادات الدولية تصر حكومة اليمين العنصرية على استفزاز الفلسطينيين عامة والمقدسيين خاصة.
وأشار صبري إلى أن الاحتلال يحاول إظهار سيطرته على المدينة عبر "مسيرة الأعلام" واستهداف البلدة القديمة ومرافقة ذلك بفعاليات يهودية وتهديد بالقتل للمقدسيين ودعوات لهدم الأقصى.
وكما قال الباحث المقدسي فخري أبو دياب: إن حكومة الاحتلال تسعى دومًا لتنظيم فعاليات ذات بعد سياسي وديني، لافتًا إلى أن خطورة "مسيرة الأعلام" تكمن بأنها أصبحت مسيرة مركزية تجوب مدينة القدس.
وحذَّر من خطورة أهداف المستوطنين عبر إرسال رسائل تضليلية لكل يهود العالم بأن "القدس مدينة يهودية" مزعومة.
وأكد أبو دياب لـ"فلسطين" ضرورة إفشال أهداف المستوطنين الرامية إلى شطب التاريخ الإسلامي عن مدينة القدس.
يذكر أن جماعة ما يسمى "الهيكل المزعوم" دعت أنصارها لمسيرة أعلام ليلية مساء الأربعاء 26/07/2023 تمر من باب العامود والأسباط، وفي محيط الأقصى، على أن يتم الشروع باقتحام الأقصى على شكل جماعات خلال ساعات صباح يوم الخميس 27/07/2023 في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، وتسعى الجماعات المتطرفة من خلال هذه المساعي لتحويل "ذكرى خراب الهيكل" إلى محطة سنوية عدوان مستمر على الأقصى والتأسيس لبناء الهيكل مكانه.

