في مقال لميدل إيست مونيتور، سلطت الصحفية "رامونا وادي" الضوء على رواية إسرائيل الأمنية المزعومة بأنها "دولة" وتحترم القانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان تجاه الفلسطينيين الذين تصورهم على أنهم "مرتكبي أعمال عنف" وينبغي ردعهم.
وقالت في مستهل مقالها: "تحارب إسرائيل المقاومة الفلسطينية. كما أوقفت السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني مرة أخرى. في غضون ذلك، دعا الاتحاد الأوروبي "الطرفين إلى بذل كل ما في وسعهما لتهدئة الوضع وإعادة التنسيق الأمني".
وتابعت: "وفي حين أن "الطرفين" يؤطران كلمات رئيس السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل" الذي دعا إلى حل الدولتين وطالب إسرائيل يعدم استخدام العنف إلا "كملاذ أخير"، فمن الواضح أن الكتلة الأوروبية تتوقع من الفلسطينيين التكيف مع إسرائيل؛ حيث إن اعتراف الاتحاد الأوروبي بالرواية الأمنية الإسرائيلية المزعومة يقر بالمشروع الاستعماري الإسرائيلي والعنف ضد الفلسطينيين".
ومع هذا الإفلات من العقاب الذي تتمتع به إسرائيل، فلا عجب أن تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي "يوآف غالانت" الأخير لم يثر أي انتقاد.
وصرح "غالانت" في مؤتمر صحفي: "كل من يساعد الإرهابيين سيتعرض للأذى. وإذا لزم الأمر، فسندمر منازلهم. وسنحرمهم من حقوقهم، وسنطردهم من الضفة الغربية".
وأشارت "وادي" إلى أنه من بين جميع الإجراءات الوحشية التي ذكرها "غالانت"، لا يوجد شيء لم يعشه الفلسطينيون. ومع ذلك، تحاول إسرائيل تصوير نفسها على أنها كيان يتصرف وفقًا لمعايير حقوق الإنسان ولم يقرر التصرف بطريقة أخرى إلا مؤخرًا.
وسألت "وادي" مستنكرة: "ما الذي يجعل تهديد "غالانت" جديدًا؟".
لاتزال اتفاقيات أبراهام تقدم للولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلهاءًا كافيًا عن القضايا المطروحة، ولا سيما التعدي الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية والذي يتعارض مع القانون الدولي. وهذا ما تم تطبيعه من الأمم المتحدة عندما قبلت إسرائيل كدولة عضو في عام 1949.
كما أن اعتراف الأمم المتحدة بإسرائيل حسم مصير الشعب الفلسطيني وأدى إلى القضاء على السياق الاستعماري على المستوى الدولي. ولكن عندما يتحدث الفلسطينيون عن النكبة باستمرار؛ فيجب على المجتمع الدولي أن ينتبه.
مرور عقود منذ عام 1948 وتوقف إسرائيل عن تطهير "فلسطين" عرقيًا من "الفلسطينيين" بالطرد الجماعي لا يعني أن مشروع الفصل العنصري الاستيطاني قد توقف عن تكتيكاته.
يسعى بيان "غالانت" إلى إبعاد أفعال إسرائيل الحالية عن أعمال الجماعات الصهيونية شبه العسكرية قبل قيام إسرائيل. وهذا أيضًا ما يفعله المجتمع الدولي، لكنه أكثر تحيزًا للنموذج الإنساني الذي أنشأه للفلسطينيين.
وقالت "وادي" في ختام مقالها: "بدون إسرائيل، لا توجد عواقب إنسانية ليعيشها الفلسطينيين، ولن يطالب المجتمع الدولي باحترام حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية".

