سلطت صحيفة" الجارديان" الضوء على ما تعيشه دولة فلسطين المحتلة في سلسلة من ردود الفعل لعمليات القتل تجعل البلاد على شفا جولة جديدة من إراقة الدماء.
وبدأت الجارديان مقالها برسم صورة لحياة الفلسطينيين بالقدس في ليالي الجمعة: الهدوء يسود المدينة وتُغلق المتاجر المملوكة لليهود قبل غروب الشمس مباشرة، وتتوقف الحافلات عن العمل.
وتابعت: "ما بدأ مساء الجمعة بشكل طبيعي وسلمي انتهى بمأساة عائلة "مزراحي" التي تعيش في مستوطنة نيفي يعقوب بالقدس الشرقية المحتلة. في حوالي الساعة الثامنة مساءً، فتح مسلح فلسطيني النار على أشخاص خارج كنيس يهودي، مما أسفر عن مقتل سبعة وإصابة ثلاثة - اثنين منهم من أسرة "مزراحي".
وترى الصحيفة أن هجوم "نيفي يعقوب" هو أسوأ هجوم فلسطيني ضد إسرائيليين منذ 15 عامًا، وقد جعل البلاد تترنح.
وجاء إطلاق النار بعد يوم من مقتل تسعة فلسطينيين في غارة إسرائيلية كبيرة على مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية، وهي أعلى حصيلة قتلى في عملية واحدة للجيش منذ أكثر من عقدين. في أعقاب ذلك، أعلنت السلطة الفلسطينية، التي تحكم أجزاء من الضفة الغربية، أنها ستعلق التعاون الأمني مع إسرائيل.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الأحداث في جنين أدت إلى سلسلة من ردود الفعل العنيفة، مما جعل إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة على شفا ما يمكن أن يكون جولة جديدة مدمرة من إراقة الدماء.
وأشارت إلى أن البلاد شهدت ثلاثة أيام من حوادث العنف المتصاعدة. وفي الوقت نفسه، تفقد السلطة الفلسطينية شرعيتها وسيطرتها بثبات؛ فبالنسبة للعديد من الشباب الفلسطينيين، الذين نشؤوا في ظل قادة غير مهتمين بتغيير الوضع الراهن، يُنظر إليهم على أنهم مجرد مقاول أمني للاحتلال من الباطن.
على الجانب الآخر من الخط الأخضر، فإن انتخاب أكثر حكومة يمينية في إسرائيل في التاريخ زاد من احتمالية العودة إلى القتال الشامل. وتعتقد "الجارديان" أن رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" رهينة مطالب شركائه المتطرفين مقابل مساعدتهم في إلغاء محاكمته بالفساد.
في ليلة الجمعة، حث "نتنياهو" الناس على عدم التصرف بعنف. لكن وزير الأمن القومي اليميني المتطرف "إيتمار بن غفير"؛ حيث قال للمدنيين في مكان إطلاق النار أن "الحكومة يجب أن تتصرف"، وأنه سيعمل على تخفيف قوانين مراقبة الأسلحة.
ولفتت الصحيفة في ختام مقالها إلى أنه في استطلاع فلسطيني-إسرائيلي مشترك صدر مؤخرًا، قال 61٪ من الفلسطينيين و 65٪ من اليهود الإسرائيليين إنهم يعتقدون الآن أن هناك انتفاضة ثالثة تلوح في الأفق.
ووجد الاستطلاع، الذي تم إجراؤه في ديسمبر، أن الدعم لعملية السلام في أدنى مستوياته على الإطلاق، وأن الدعم الفلسطيني للكفاح المسلح آخذ في الارتفاع، ويعتقد عدد متزايد من الإسرائيليين أنه يجب على بلادهم خوض الحرب لتدمير قدرات الفلسطينيين العسكرية.

