في مقال لمجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية، أشار الخبير بشؤون الشرق الأوسط "ألكسندر لونجاروف" إلى أن هناك درسًا من زيارة "بن غفير" إلى الحرم القدسي (المسجد الأقصى)، وعلى الفلسطينيين والإسرائيليين اتخاذه على محمل الجد. 


بعد أقل من أسبوع من أداء الحكومة الإسرائيلية الجديدة اليمين، قام وزير الأمن القومي "إيتمار بن غفير" بزيارة مثيرة للجدل إلى الحرم القدسي.


وأوضح "لونجاروف" أن تلك الزيارة، التي كانت في ٣ يناير، أثارت الجدل داخل إسرائيل، كما أثارت إدانات صريحة وتحذيرات واضحة من جميع أنحاء العالم. 


وبينما تعتبر إسرائيل نفسها صاحبة السيادة على القدس بأكملها، فإن الحرم يديره الوقف الإسلامي في القدس والممول من الأردن. 


يتمتع المسلمون بدخول غير مقيد - على الرغم من أن الفلسطينيين من الضفة الغربية أو غزة يحتاجون إلى تصريح إسرائيلي - بينما يُسمح لغير المسلمين الدخول في أوقات معينة دون الصلاة في الموقع. 


وأضاف "لونجاروف": "ومن المثير للاهتمام، أن "بن غفير" يدافع عن زيارته - التي كانت قصيرة ولم تتضمن أي صلاة عامة - كإجراء لمواجهة "التمييز ضد اليهود في الحرم القدسي". كما سارع سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، "جلعاد أردان"، إلى التأكيد على أن الزيارات اليهودية للموقع لا تشكل انتهاكًا للوضع الحالي".


وتابع الكاتب: "في حين أن كلا التصريحين لا يبدوان مشينان في ظاهرهما، إلا أنه لا يمكن النظر إلى مسألة الحرم الشريف على أنها منفصلة عن حقيقة أنه لا يوجد حل مستقر ومتفق عليه في الأراضي التي خضعت للاحتلال الإسرائيلي  في عام ١٩٦٧". 


عدم وجود حل يعني أن الفلسطينيين لا يستطيعون بناء رؤية لمستقبل سياسي. أما بالنسبة لإسرائيل، فإن غياب الحل يعني استمرار الاضطرابات الأمنية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها ومع جهات خارجية - مثل لبنان، وسوريا، وإيران-، بالإضافة إلى تقييد الوصول إلى المواقع التي تعتبر مقدسة في اليهودية. 


في هذا السياق، ليس غريبًا أن تثير ثلاث عشرة دقيقة لـ "بن غفير" في الحرم القدسي هذا الغضب. وبالنسبة له ولأتباعه، فإن "الوضع الراهن" في المكان الذي يعتقد اليهود أنه قائم على معبدين يهوديين، يوضح أن "السيادة اليهودية" التي يطمح اليهود إليها لم تكتمل بعد. وبالنسبة للفلسطينيين، فإن "الوضع الراهن" هو آخر طوق نجاة تمسكوا به بعد أن شعروا بأنهم فقدوا وطنهم. 


وفي ختام مقاله، أكد الكاتب أن أي مسار نحو حل القضية الإسرائيلية الفلسطينية يجب أن يشمل الترتيبات المتعلقة بالقدس، بما في ذلك أماكن العبادة فيها. 


وألمح إلى أنه إذا تمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من إحراز تقدم في قضاياهم الأمنية والاقتصادية والسياسية المتعارضة، فسيكون من الممكن التوصل إلى حل وسطي فيما يتعلق بالموقع ذي القيمة الرمزية العالية.