في مقال رأي نُشر في صحيفة الجارديان البريطانية، أوضح الكاتب "آرشي بلانت" مخاطر زيارة وزير الأمن القومي الصهيوني الجديد "إيتمار بن غفير" إلى القدس، مستشيرًا مراسل الجارديانالسابق بالقدس "أوليفر هولمز".
وقال في بداية مقاله: "لم تستغرق زيارة "بن غفير" إلى القدس، يوم الثلاثاء، الماضي ١٥ دقيقة، وربما زار "بن غفير" القدس من قبل، ولكنه لم يدخل المسجد ولم يصلي. ولكن الزيارة أثارت موجة منالانتقادات الدولية، وتحذيرات انتقام عنيف من حماس". 


ويقول مقال لـ "يائير والاش" نُشر في الجارديان عام ٢٠١٧: "يبدو الوجود الفلسطيني المستمر فيالمسجد الأقصى هو آخر عقبة أمام الهيمنة الإسرائيلية".


لسنوات، تلاشت القاعدة التي تمنع الحجاج اليهود من الصلاة تدريجيًا، وغالبًا ما تغض الشرطةالإسرائيلية الطرف عنها. ولطالما جادل السياسيون الإسرائيليون اليمينيون بأن الترتيبات الحاليةتمييزية، وقد زار "بن غفير" من قبل - ولكن بصفته وزير الأمن القومي الجديد، فإن وجوده له أهميةأكبر بكثير".


وعن زيارة الأمس، وهي الأولى لوزير رفيع المستوى منذ فترة طويلة، قال محرر الأخبار لدى الجارديانومراسلها السابق بالقدس "أوليفر هولمز": "كانت زيارة أرييل شارون (زعيم الليكود المعارض آنذاك) في عام ٢٠٠٠ حافزًا رئيسيًا للانتفاضة الفلسطينية الثانية".


وتابع: "إذا ذهب وزير إسرائيلي إلى هناك، فإنهم يعلمون جيدًا أنه استفزاز".


كانت هناك تقارير متضاربة حول زيارة "بن غفير" للموقع قبل حدوثها، مع ادعاءات بأنه تم تأجيلهابعد أن التقى بـ "نتنياهو"، والتي تلاها بيان من مكتب "نتنياهو" قال فيه إنه لم يستخدم حق النقضضد الفكرة لأنه "إذا استسلم في مواجهة التهديدات ستكون مكافأة للإرهاب وشرعنة للأعمال ضدإسرائيل".


وأضاف أوليفر: "تعمد "بن غفير" فعل ذلك فور دخوله الحكومة".


في حديثه خلال زيارته، قال "بن غفير": "لن يكون هناك تمييز عنصري في حكومة أنا عضو فيها. سيصعد اليهود إلى جبل الهيكل".


وأضاف أن التهديدات بالانتقام "يجب التعامل معها بقبضة من حديد".


وعن علاقة "نتنياهو" و "بن غفير"، أوضح "أوليفر": "إنها علاقة متوترة. من الواضح أن "نتنياهو" لايحب "بن غفير". إنه لا يحب أي شخص ليس في حزبه، وليس تحت سيطرته، ولن يحب "بن غفير" أنيتخذ القرارات بشأن شيء كهذا. لكن "نتنياهو" في موقف سياسي ضعيف، بسبب عدة قضايا فسادضده، وكان عليه أن يعقد صفقة".


ولكن هناك فرق حاسم: كلاهما يريد سيطرة كاملة على إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وبالطبعالقدس. ولكن نتنياهو يحب أن يقدم نفسه للجمهور على أنه شخص يمكنه ضمان أمنهم، ولا يبدو أنالمشاغبين المتطرفين مثل "بن غفير" يسيرون على هذا المنوال - ولكن في الأمور الأيديولوجية واسعةالنطاق، فهم متحالفون".


سعى "بن غفير" إلى وزارة الأمن العام منذ بداية المفاوضات، وحصل عليها في نهاية المطاف بلقبجديد (وزير الأمن القومي) وتفويض معزز بالإشراف على الشرطة.


أما بالنسبة للسياسة؛ فعلى الرغم من أن أفعال "بن غفير" مثيرة للفتن، إلا أنها لا تقوض أساسالتحالف الجديد باعتباره أكثر تماسكًا أيديولوجيًا من سابقيه، وبالتالي فهو أكثر استقرارًا. أحدالجوانب الحاسمة لهذا الطرح هو تحرك الجمهور الإسرائيلي نحو اليمين.


وأكد أوليفر، أنه "على مدى سنوات عديدة، تم القضاء على اليسار، ولا سيما اليسار الذي شكك فيالاحتلال أو طريقة معاملة الفلسطينيين. ويعتقد غالبية الإسرائيليين أن القدس ملك لهم بالكامل. مهماكانت درجة تطرف "بن غفير"، فإن "إسرائيل كانت على هذا الطريق لفترة طويلة، هذه هي النهايةالمنطقية لتطور مستمر منذ سنوات".