ما بين حقد وكره للتنظيم العربي والخوف من نجاحه أخذت الآلة الإعلامية الغربية طريقها نحو الدعوة لمقاطعة مونديال كأس العالم 2022، وما بين حقوق العمال، ومحاربة المثلية وجدت تلك الآلة ضالتها، في المجتمع الذي ينحاز للانحلال حتى وإن كان يخالف معتقده الديني، سواء كان مسلما أو مسيحيا وذلك ما بدي جليا عندما وضع المنتخب الألماني أيديهم على أفواههم، حيث تواجد لاعبين مسلمين ضمن اللاعبين الألمان الذين رفعوا أيديهم.
وبجانب دعوات المقاطعة بسبب المثلية لاحت في الأفق أزمة التضخم الاقتصادي التي تضرب العالم، والذي تجلى في ارتفاع أسعار تذاكر الطيران في العالم جراء الحرب الروسية الأوكرانية ما أدى إلى عدم حضور عدد كبير من جماهير الكرة أصحاب الدخل البسيط إلى هذا المونديال.
دعاية معادية لقطر
مع انطلاق كأس العالم 2022، تناول الإعلام الغربي هذا الحدث بعدم مصداقية، ومعاداة واضحة للعرب والمسلمين متمثلة في تضخيم بعض السلبيات الغير ملحوظة كنشر صور لبعض المقاعد الخاوية، في مقابل عدم نشر صور المدرجات الممتلئة وفرحة الجماهير بالشوارع.
ومع ذلك لم يكتفي الإعلام الغربي بعكس الحقائق بل نشرت إذاعة الـ "بي بي سي" الإنجليزية تقريرا مزيفا كان سقطة كبيرة، يفيد بأن قطر تدفع أمولا لمشجعين بارزين بالإضافة لحجز تذاكر طيران وإقامة مجانية، مقابل أن ينشروا على صفحاتهم أشياء مميزة عن قطر.
الرد على الادعاءات الكاذبة
انتقدت اللجنة القطرية المنظمة لمونديال 2022 ما وصفته بالتقارير "المخيبة للآمال وغير المفاجئة" في ردها على اتهامات بوجود "مشجعين مزيفين" من الهند ودول آسيوية أخرى هدفهم الترويج للبطولة التي انطلقت الأحد، خصوصا خلال مسيرة الجمعة الماضية التي ارتدوا خلالها قمصان منتخب الأرجنتين، فيما قال بعض الهنود إن جاليتهم التي تحصي حوالي 750 ألف شخص قد "غضبت" من تلك التقارير و"الأخبار الكاذبة".
أثارت تلك الاتهامات غضب مشجعين هنود قالوا إن لهم شغفا بكرة القدم لا غير. كما دخلت اللجنة المنظمة القطرية على خط الجدل بإصدار بيان شديد اللهجة يساند المشجعين.
وجاء في البيان بأن "العديد من الصحفيين والمعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي تساءلوا عما إذا كان هؤلاء معجبين حقيقيين". وأضافت: "نحن نرفض بشدة هذه التأكيدات التي تعتبر مخيبة للآمال وغير مفاجئة.. تتكوّن قطر وبقية العالم، من مجموعة متنوعة من مشجعي كرة القدم، وكثير منهم يتشاركون علاقات عاطفية مع دول متعددة".
التضخم الاقتصادي
تسبب التضخم الاقتصادي وبعد المسافات بين الشرق الأوسط وقارتي أميركا الجنوبية والشمالية خصوصاً الأولى، وبالتالي فإن أسعار التذاكر مرتفعة للغاية وهو ما عرقل مجيء الآلاف من هذه الجماهير باستثناء الميسورين منهم.
وأوضح صحيفة "لاريبابليكا الكوستاريكية" أن ارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض قيمة العملات أدى إلى إجبار مئات من الجماهير لإلغاء خطط سفرهم لقطر، بسبب معدل التضخم بالإضافة إلى أن الأجور لا تواكب هذا التضخم، ورأت الصحيفة أن قطع مسافات الأميال ستكلف المسافرين مبلغاً مالياً كبيراً لا يتحمله الكثيرون حالياً بجانب تكلفة الإقامة والمعيشة اليومية في قطر.
موقع " ذا أتلتيك" الأميركي الرياضي التقى بعض الجماهير الفرنسية التي أعربت عن أسفها لعدم السفر بسبب عدم وجود ما يكفي من المال للسفر، أحدهم ذكر أن مجموعته من الأصدقاء في رحلة السفر إلى روسيا بلغت 650 مشجعاً وهذا العام لا يكاد عددهم يصل إلى 100 شخص بسبب الأزمة المالية.
الأمل في الأدوار الإقصائية
مع وجود أزمة اقتصادية طاحنة، ومع أن جميع تذاكر مونديال قطر تعتبر مباعة بنسبة 100%، إلا أن بعض المشجعين قرروا أن تبدأ مشاركتهم الفعلية من الأدوار الإقصائية، حيث إن مدة 30 يوما ستكون عبئا ثقيلا عليهم لذلك قرروا اختصار مدة تواجدهم في كأس العالم وتوفير نفقات السكن والمعيشة، والبدء في الذهاب لقطر مع بلوغ دور الـ 16 ليقضوا 14 يوما فقط.
المشجعين الخليجيين والمغتربين تسد الفجوة
في مقابل ما سبق، تنعقد الآمال على الجماهير العربية وتحديداً الخليجية في سد هذه الفجوة، حيث يتوقع أن تكون النسبة الأكبر للجماهير السعودية، والمغتربين الذين يعيشون في قطر والتي ستزيد أعدادها بكل تأكيد في حال حققت المنتخبات العربية إنجازا وعبورها للدور القادم.

