نافذة مصر


اعتدت صباح اليوم الخميس، قوات الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز على المرابطين بالمسجد الأقصى المبارك مما خلف عشرات الإصابات بينهم، بالتزامن مع اقتحام عصابات المستوطنين لباحات المسجد من جهة باب المغاربة.


بدأت الاعتداءات عند الساعة السابعة من صباح اليوم، عبر باب المغاربة، الذي تسيطر دولة الاحتلال على مفاتيحه منذ عام 1967، وقامت بـ"تأمين" باحات المسجد لإدخال مجموعات المستوطنين للقيام بجولات صباحية.


واستبقت قوات الاحتلال الإسرائيلي هذه الاقتحامات التي توقفت لنحو أسبوعين، بفرض إجراءات أمنية مشددة في القدس، خصوصاً البلدة القديمة منها.


وكان منسق حكومة الاحتلال أعلن أمس الأربعاء، أنه سيتم استئناف الاقتحامات صباح اليوم الخميس على فترتين، الأولى بين السابعة والحادية عشرة والثانية عند الساعة الثانية بعد الظهر.


وأكد شهود أن قوات شرطة الاحتلال بدأت منذ ما قبل السابعة بالتضييق على حركة الفلسطينيين في البلدة القديمة في القدس، ومنع توافدهم إلى المسجد الأقصى، لا سيما من باب المجلس، كما نشرت عراقيل في مختلف أزقة البلدة القديمة. ومنعت قوات الاحتلال الشبان من الدخول إلى المسجد الأقصى.


بسالة المرابطين


كانت أعداد كبيرة من المرابطين قد استبقت اقتحامات شرطة الاحتلال والمستوطنين بالوجود المكثف في المسجد تلبية لدعوات مقدسية لحماية الحرم القدسي الشريف من التدنيس والاعتداءات.


واحتشد الفلسطينيون صباحًا في باحات الحرم القدسي وأدوا صلاة الضحى بعدما دعت الفصائل الفلسطينية إلى الاحتشاد والاستنفار وشد الرحال والرباط في الأقصى ردًا على اعتداءات الاحتلال.


وتمكن عشرات الشبان الفلسطينيين من الدخول إلى المسجد الأقصى والرباط فيه رغم الإجراءات والتشديدات التي فرضتها شرطة الاحتلال منذ أمس وحتى فجر اليوم الخميس.


وواجه المرابطون المحتشدون الاقتحامات بالتكبيرات وحاولت قوات الاحتلال منعهم من الوجود في باحات المسجد واعتدت عليهم، وحاصرت المرابطين في المسجد القبلي، وأطلقت عليهم قنابل الصوت والغاز والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، واعتدت على المرابطات في صحن مسجد قبة الصخرة.


كما حطمت قوات الاحتلال زجاج منبر صلاح الدين التاريخي داخل المصلى القبلي في المسجد الاقصى، وأغلقت أبوابه بالسلاسل الحديدية وحاولت إفراغ ساحات المسجد من المصلين بعد أن أغلقت البوابات الرئيسية للمسجد الأقصى بالسلاسل الحديدية ومنعت المصلين من دخوله.


وأصيب العشرات من المرابطين، بالاختناق والرصاص المعدني، على إثر تصديهم لهذه الاعتداءات الوحشية واقتحامات المستوطنين.

 
واعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 50 فلسطينيا قرب باب المطهرة في الأقصى بينهم مسعفة،في ما قالت جمعية الهلال الأحمر أن طواقمها تعاملت مع إصابتين في المسجد الأقصى،بعد أن تم الاعتداء عليهما بالضرب.


التوتر يتصاعد


وأكد مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، أن "التوتر يتصاعد داخل المسجد الأقصى المبارك عقب اقتحام مجموعات متطرفة للمسجد صباح اليوم". 


وأوضح، أن "هذه المجموعات اقتحمت المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال الخاصة، وسط تكبيرات المصلين احتجاجا على هذه الاقتحامات". 


ونبه الكسواني إلى أن "هناك تواجد كبير للقوات الخاصة الإسرائيلية وقوات الشرطة، من أجل حماية هؤلاء المتطرفين في اقتحاماتهم"، منوها إلى أن "قسم من المصلين كان يؤدي صلاة الضحى والقسم الآخر يهتف فداء للمسجد الأقصى ويصدحون بالتكبير والتهليل خلال اقتحام المتطرفين". 


نفتالي يعطي الضوء الأخضر للاعتداءات


كان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أصدر أمس الأربعاء، تعليمات بالسماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى اليوم، احتفالًا بإعلان دولة الاحتلال. وتحتفل إسرائيل في الخامس من مايو/أيار كل عام بذكرى تأسيسها عام 1948 التي تمثلت في نكبة الشعب الفلسطيني.


وأكدت الشرطة الإسرائيلية أن المسجد الأقصى سُيفتح اليوم أمام اقتحام المستوطنين من الساعة 7:00 إلى 11:00 صباحًا ومن 1:30 إلى 2:30 مساءً، في قرار يهدف إلى التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك.


الفصائل تدعو للاستنفار


وقد حذرت الفصائل الفلسطينية من محاولة اقتحام المسجد الأقصى ورفع العلم الإسرائيلي في باحاته، وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان إن سماح الاحتلال للمستوطنين باقتحام الأقصى “لعِبٌ بالنار وجرٌ للمنطقة إلى أتون التصعيد”، مؤكدة أن محاولات التقسيم الزماني والمكاني للأقصى ومشاريع تهويد المقدسات “لن تمر”.


ودعت حركة الجهاد الإسلامي الجماهير الفلسطينية في القدس وداخل الخط الأخضر إلى شدّ الرحال والرباط في الأقصى للتصدي لاعتداءت وتهديدات الاحتلال والمستوطنين، وأكدت جهوزيتها للدفاع عن المقدسات والشعب الفلسطيني بكل الطرق والوسائل.


كما دعت حركة فتح في بيان إلى النفير العام وشدّ الرحال إلى الأقصى والاعتكاف به ورفع علم فلسطين في باحاته رفضا لاقتحامات المستوطنين المتكررة، وشددت على وحدة الدم والمصير الفلسطيني ورفض كل محاولات الاحتلال من أجل تفتيت الوحدة الفلسطينية وقالت إن “القدس قلب فلسطين، والضفة وغزة ساعديها الضاربين”. وحمّلت  الاحتلال  مسؤولية إشعال فتيل الحرب الدينية.


وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان إن اقتحام الأقصى سيواجه بتفجير الغضب الفلسطيني والعربي في وجه الاحتلال ودعت لتصعيد المواجهة مع الاحتلال، كما أكدت لجان المقاومة الشعبية أن اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه “تجاوز خطير سيدفع العدو ثمنه مهما كانت التضحيات”.


انتهاء اقتحامات اليوم وفشل خطط الصهاينة


وانتهت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى التي تمت على فترتين صباحية ومسائية بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، بفشل كبير رغم الإصابات والاعتقالات التي وقعت في صفوف المرابطين


وقدرت أعداد المستوطنين المقتحمين 792 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى اليوم، على شكل مجموعات، بينهم 599 مستوطناً اقتحموا المسجد في الفترة الصباحية، و193 مستوطناً اقتحموا المسجد خلال فترة ما بعد الظهيرة.

 

بدورها، قالت إحدى المرابطات بالمسجد: "حاولت الدخول للأقصى منذ صباح اليوم، لكنهم منعوني، إلى أن دخلت من باب حطة، ورأيت جنود الاحتلال يلاحقون الشبان حتى في حمامات المسجد، واعتقلوا 74 شاباً لم يفعلوا شيئاً، واعتدوا على المرابطين والنساء وكبار السن". وشددت "نحن مرابطون في الأقصى ولن نتركه مهما فعلوا".