تحت وطأة الخوف من تهديد المقاومة، أنهت قوات الاحتلال الصهيوني مسيرة المستوطنين قبل وصولها منطقة باب العامود في القدس المحتلة التي شهدت مواجهات مع الفلسطينيين الذين تجمعوا للتصدي لقطعان المستوطنين.
وأعلنت شرطة الاحتلال انتهاء مسيرة الأعلام وطلبت من المستوطنين العودة لمنازلهم بعد منعهم من دخول باب العامود.
ووفق مصادر متطابقة؛ أفشلت قوة الردع التي حققتها المقاومة الفلسطينية في معركة سيف القدس مسيرة الأعلام التي خطط المستوطنون لوصولها إلى الحي الإسلامي وباب العامود في المدينة المحتلة.
وخوفاً من أي تصعيد كما حدث العام الماضي، دفعت قوات الاحتلال -مساء اليوم الأربعاء- بالمئات من عناصرها لقطع الطريق على المسيرة ومنعها من الوصول إلى باب العامود.
تزامن ذلك مع احتشاد مئات الشبان المقدسيين في منطقة باب العامود استعداداً لحمايته من محاولة للمستوطنين بالوصول إليه.
واعتقلت قوات الاحتلال شاباً من منطقة باب العامود، كما حاولت تفريق الشبان الذين واصلوا رباطهم في المكان.
وشارك في الرباط بباب العامود العشرات من أهالي الداخل المحتل الذين لبوا دعوة الدفاع عن المسجد الأقصى والتصدي للمستوطنين.
ووفق القناة 12 العبرية؛ فإن صدامات اندلعت بين المستوطنين المشاركين في "مسيرة الأعلام" وشرطة الاحتلال في محاولة لاختراق الحواجز نحو باب العامود.
وبدأ المستوطنون بالتجمع مساء اليوم في ميدان "صفرا" بالقدس المحتلة تمهيدا للمشاركة في المسيرة.
وفي تطور لاحق، أعلن عضو "الكنيست" المتطرف ايتمار بن غفير أنه سيفتتح مكتبًا له على بعد 100 متر من باب العامود، في خطوة استفزازية مماثلة لما فعله في شهر شباط/فبراير الماضي عندما افتتح مكتبًا له في حي الشيخ جرّاح، قبل أن يجبره أهالي الحي على إزالته.
وتحسبًا لرد المقاومة؛ قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي "عومر بارليف": إن وصول بن غفير إلى باب العامود يعرض أمن الاحتلال للخطر.
ومنذ ساعات الصباح وجهت العديد من القوى والجهات دعوات بالاحتشاد في منطقة باب العامود لإفشال مخطط المستوطنين، في وقت كانت هناك تحذيرات ساخنة بأن المقاومة سيكون لها كلمتها إن سمح الاحتلال بوصول المسيرة لمنطقة باب العامود.
وبعد منع شرطة الاحتلال لمسيرة المستوطنين من الوصول إلى باب العامود، قال محرر الشؤون الفلسطينية في صحيفة "يديعوت أحرونوت": "كم سيفرحون في غزة لأنهم ركّعوا إسرائيل على ركبتيها، وكم من الضرر سيلحق بصورة الردع"؛ وفق قوله.
وعدّ الصحفي الإسرائيلي "يائير ليفي" ما يجري في القدس انتصار ساحق لحماس والجهاد.
من جانبه قال الصحفي الإسرائيلي "جال بيرجر" إن حماس تسجل نصراً اسمه (ممنوع مسيرات الأعلام في القدس) بعد عام من "عملية حارس الأسوار" معركة سيف القدس.
وأشارت الصحفية "دانا بن شمعون" إلى أن حماس ما زالت مستمرة في تحقيق إنجازات، منها تعزيز مكانة الحركة في مدينة القدس، وإثبات وجودها من خلال التحركات مع الوسطاء، والآن منع اقتراب مسيرة الأعلام من باب العامود.
و"سيف القدس" معركة خاضتها المقاومة الفلسطينية في شهر رمضان من العام الماضي لمدة 11 يوما، وافتتحتها كتائب القسام بضربة صاروخية على مدينة القدس المحتلة، لتفرق جموع المستوطنين الذين خرجوا "بمسيرة أعلام" كان مخططاً لها اقتحام المسجد الأقصى.
وقد بدأت ما تسمى "بمسيرة الأعلام" في عام 1974 لكنها توقفت خلال الفترة ما بين عامي 2010 و2016 بسبب المواجهات مع الفلسطينيين.
وعادت المسيرة بعد ذلك إلى أن وضعت المقاومة الفلسطينية حدا لها في معركة سيف القدس العام الماضي.

