أصيب عدد من المواطنين -ظهر الجمعة- خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، عقب مسيرة لإحياء لذكرى مجزرة المسجد الإبراهيمي، في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر محلية أن مسيرة انطلقت من مسجد علي بكاء، باتجاه المسجد الإبراهيمي، ومناطق التماس وباب الزاوية وسط الخليل.
وأوضحت المصادر أن جنود الاحتلال أطلقوا وابلا من قنابل الصوت والغاز السام صوب المشاركين في المسيرة؛ ما أدى لإصابة العشرات بالاختناق.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال قمعت الطواقم الصحفية في المنطقة، ومنعتها من التصوير ونقل المواجهات.
ولبى عشرات آلاف المواطنين، فجر اليوم، نداء الفجر العظيم "فجر الشهداء" بأداء الصلاة في كل مساجد فلسطين وخاصة في المسجدين الأقصى المبارك بالقدس، والإبراهيمي في الخليل، تزامناً مع ذكرى مجزرة المسجد الإبراهيمي قبل 28 عاما.
واحتشد آلاف المواطنين في المسجد الإبراهيمي بالخليل، واستذكر خطيب المسجد أحداث المجزرة، وقدمت عائلات من الخليل الضيافة للمصلين بعد انتهاء صلاة الفجر.
ويقع ميدان باب الزاوية في منطقة سهلة في حضن الوادي، ويشكل مركزا رئيسا لمدينة الخليل، ويحيط به العديد من المواقع العسكرية والتجمعات الاستيطانية التي أقيمت بعد عملية الدبويا البطولية التي جرت في قلب شارع الشهداء عام 1980 وقتل فيها ستة مستوطنين.
ويطبّق الاحتلال منذ 25 عامًا في منطقة مركز مدينة الخليل سياسة فصل معلنة تهدف إلى تمكين المستوطنين من العيش في قلب مدينة فلسطينيّة مكتظّة.
يذكر أن رواد البلدة القديمة في الخليل وسكانها يعانون من تضييق الاحتلال وحواجزه الدائمة على مداخل البلدة وإخضاعهم للتفتيش والتدقيق في هوياتهم.
كما يتعرض المواطنون في منطقة شارع الشهداء لاعتداءات متواصلة من قبل المستوطنين الذين يسعون إلى تهجير السكان من منازلهم وأراضيهم وتحويلها لبؤر استيطانية.
ووفق اتفاقية "أوسلو" فإن أجزاء من الخليل ومن بينها البلدة القديمة وأحياء تل الرميدة والسلايمة وغيرها تقع تحت سيطرة الاحتلال.
وأتاح ذلك للاحتلال فرض قيود صارمة ومشدّدة على تحرّكات المواطنين، وأقام 21 حاجزا عسكرياً دائما يخضع المواطنين حين عبورها إلى التفتيش المهين.
وفي ذكرى مجزرة المسجد الإبراهيمي، حذرت حركة المقاومة الإسلامية " حماس " قادة الاحتلال من مغبَّة الاستمرار في استهداف مقدساتنا، وحملته مسؤولية وتداعيات هذه الجرائم.
وقالت حركة حماس إنَّ جرائم الاحتلال، منذ وطئت أقدامه أرض فلسطين التاريخية، لن تسقط بالتقادم، مؤكدةً أن ذاكرته حيّة، لن ينسى ولن يغفر، ولن يفلت قادة الاحتلال ومجرموه من العقاب.

