قالت "هيومن رايتس ووتش"، أمس الإثنين، إن قوات أمن الانقلاب أخفت قسراً الشاب حسام منوفي سلّام (29 سنة)، بعد هبوط غير مُجَدوَل لرحلته الجوية في مطار مدينة الأقصر، مشددة على أنه على السلطات أن تكشف فوراً عن مكانه، وعن الأساس القانوني لاعتقاله.
وفي 12 يناير، كان منوفي، وهو مصري الجنسية، مسافراً في رحلة مباشرة من العاصمة السودانية الخرطوم إلى مدينة إسطنبول التركية، عندما هبطت طائرته بشكل مفاجئ في مطار الأقصر الدولي، وبعد وصول جميع الركاب إلى صالة العبور، استدعى عناصر الأمن منوفي، ودققوا في وثائق سفره، وتم بعدها اعتقاله.
وقال نائب مدير منطقة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، جو ستورك: "على الحكومة المصرية الكشف فوراً عن مكان حسام منوفي، والسماح لمحاميه وأسرته برؤيته. إخفاؤه قسراً جريمة خطيرة. يتفشى الإخفاء القسري والتعذيب في ظل هذه الحكومة. إخفاء حسام منوفي سبب آخر، إن كان يجب أن يكون هنا سبب، ليوقف حلفاء مصر في واشنطن والعواصم الأوروبية جميع المساعدات العسكرية والأمنية لمصر".
وأعلنت وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب في 15 يناير، في بيان: "حبس الإخواني حسام منوفي في القضية المتهم فيها على ذمة التحقيقات".
وأخفت قوات أمن الانقلاب خلال السنوات الأخيرة مئات الأشخاص، والذين عاد بعضهم للظهور بعد أسابيع أو شهور، أو سنوات، قبل توجيه التهم إليهم، أو إطلاق سراحهم، وتكرر أجهزة الانقلاب الاعتقال التعسفي، والإخفاء القسري، والتعذيب بحق معارضين مزعومين، منهم العديد من الأعضاء أو المتعاطفين مع جماعة الإخوان المسلمين.
انتقل منوفي من مصر إلى السودان في عام 2016، وقال أحد أصدقائه لـ"هيومن رايتس ووتش"، إنه كان من أنصار جماعة الإخوان، والتي صنّفتها حكومة الانقلاب منظمة إرهابية في 2013.
وقالت شركة "بدر للطيران" في بيان، إن هبوط طائرتها غير المُجَدوَل في الأقصر نتج عن خلل في جهاز إنذار الدخان، وإنه بعد نزول الركاب، استدعى أمن الانقلاب ثلاثة ركاب مصريين، من بينهم سلام، للتدقيق في وثائق سفرهم.
وقال شهود عيان لعائلة منوفي إن الأخير لم يعد إلى منطقة العبور مع المصريَّين الآخرَيْن، وقال صديقه إن مسؤولي الأمن جعلوا حسام يوقع على وثيقة تفيد بأنه دخل إلى الأراضي المصرية بمحض إرادته، وقال إن منوفي اتصل به قبل اعتقاله، وعندما غادرت طائرة بديلة متوجهة إلى إسطنبول، بعد ساعات قليلة، لم يكن منوفي على متنها.
وقال محاميه لـ"هيومن رايتس ووتش: "حتى الآن، لم نسمع أي شيء عن حسام، ولم يفصحوا عن أي معلومات حول القضية".
وقال أصدقاؤه وعائلته إنه قبل السماح له بالصعود على متن رحلة بدر للطيران، أوقفه عناصر شرطة الجوازات السودانيون، واستجوبوه لساعة تقريباً في مطار الخرطوم الدولي، وقال اثنان من أصدقائه إنه سمع من معارف سودانيين قبل نحو خمسة أشهر، أن حكومة الانقلاب طلبت من الحكومة السودانية إعادته إلى مصر.
وزعمت وسائل إعلام مصرية موالية للانقلاب أن منوفي عضو بارز في "حركة حسم" المسلحة، وأن الأجهزة الأمنية تتهمه بالتورط في تفجيرات واغتيالات.
وفي مارس 2020، حُكم على منوفي غيابياً بالسجن لمدة 25 عاماً في محاكمة عسكرية جماعية على صلة بقضية محاولة اغتيال النائب العام المساعد، زكريا عبد العزيز، في سبتمبر 2016، ووثّقت "الجبهة المصرية لحقوق الإنسان" انتهاكات واسعة للمحاكمات العادلة، والإجراءات القانونية الواجبة في تلك المحاكمة.
ونفت عائلة وأصدقاء منوفي مزاعم تورطه مع حركة حسم، وقال أحد أصدقائه إنه كان معترضاً على ما تفعله تلك الحركة، ولم يتواصل يوماً مع أعضائها.
وسبق لمنوفي أن سافر إلى إسطنبول قادماً من الخرطوم، في سبتمبر 2020.

