19/12/2009
تقرير / محمد حمدي:
ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) أن فرنسا أطلقت بعد ظهر أمس الجمعة القمر الاصطناعي العسكري "هيليوس 2 بي" من كورو (غويانا الفرنسية) على متن صاروخ اريان حيث وضعه بنجاح في مداره، حسب الصور التي بثها المركز الوطني للدراسات الفضائية في باريس..
ومن المنتظر أن يزيد القمر الاصطناعي التجسسي الفرنسي الذي من المقرر ان يرسل اولى صوره خلال يومين من قدرة التصوير العسكري لفرنسا والدول الاوروبية الخمس المشاركة في المشروع (بلجيكا واسبانيا وايطالبيا واليونان والمانيا) .
وبامكان هذا القمر ان يلتقط من على علو 700 كلم بدقة تامة مع فارق حوالى عشرة سنتيمترات لمدة 365 يوما في السنة وبمعدل 24 ساعة على 24، صور شاحنة صغيرة لرجال مسلحين وسط صحراء التشاد وكذلك منشآت تخصيب اليورانيوم في كوريا الشمالية او المواقع في جبال افغانستان.
وقال مسؤولون دفاعيون ان نظام الاشعة تحت الحمراء في القمر يسمح بتتبع النشاط البشري.
وقالوا انه يمكن أن يحدد اذا ما كانت قافلة من الشاحنات تتحرك أم أنها متوقفة واذا ما كان مفاعل نووي يعمل أم لا.
كما أنه سيكون قادرا على العمل ليلا لكنه لن يستطيع التقاط الصور من خلال السحب.
وسوف يساعد القمر الصناعي الجديد على اعداد مهام وتقدير المخاطر بالاضافة الى رسم الخرائط للمناطق غير المأهولة في أفغانستان والعراق وتشاد واقليم دارفور السوداني.
والقمر (هليوس 2بي) من إنتاج وحدة الفضاء التابعة لشركة (إي. إيه.دي.إس) وهو ثاني أقمار الجيل الثاني من أقمار التجسس التي تنتجها فرنسا. وأطلق القمر الأول عام 2004 .
وكان من المزمع في البداية أن يكون ضمن سلسلة أقمار أوروبية تستهدف مواجهة هيمنة الولايات المتحدة على معلومات الفضاء خلال الحرب الباردة. غير أن شركاء فرنسا الأوروبيين أبدوا عزوفا عن المشاركة المالية في برنامج (هليوس2 ).
وفي التسعينات جذب الجيل الأول من برنامج (هليوس 1) مساهمات نسبتها الإجمالية 21 في المئة من أسبانيا وإيطاليا. لكن فرنسا مولت 90 في المئة من سلسلة (هليوس 2) التي بلغت تكلفتها ملياري يورو (ثلاثة مليارات دولار) بينما أسهمت إيطاليا وبلجيكا وأسبانيا واليونان بعشرة في المئة.
الجدير بالذكر أن اطلاق هذا الصاروخ يعد الأول من نوعه في عهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي عاد بفرنسا الى القيادة العسكرية لحلف شمال الاطلسي بعد أربعة عقود من الخروج من القيادة.
وفي حين تتعاون فرنسا مع الولايات المتحدة بدرجة في مجال التخطيط العسكري فانها تعتبر الوصول باستقلالية لمعلومات التخابر الفضائي أولوية استراتيجية.
وقالت وزارة الدفاع الفرنسية إنه "في ظل أجواء دولية يشوبها عدم اليقين فإنه لزام على فرنسا أن تتمكن من فهم المناخ الإستراتيجي الذي تتحرك فيه وأن تتوقع التهديدات".

