عبر رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح عن رفضه وسخريته من قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بإدانته بتهمة الحض على العنف والحكم عليه بالسجن تسعة أشهر، ودعا الشيخ الفلسطينيين إلى تصعيد الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى.


فقد اعتبر الشيخ صلاح القرار القضائي الإسرائيلي بسجنه ملاحقة سياسية من قبل حكومة الاحتلال التي تعطل دور الإعلام والقضاء.


ونوه بأن القضاة خضعوا لتوجيهات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي دعا الأحد الماضي إلى استعجال سجن رئيس الحركة الإسلامية وقال إنه من "غير المعقول أن يبقى صلاح خارج السجن".


وقد رفضت المحكمة الطعن الذي قدمه محامو الشيخ صلاح بأغلبية قاضيين اثنين ومعارضة قاض عربي، ولكنها خفضت فترة محكومية الشيخ من 11 شهرا إلى تسعة أشهر، وسيبدأ بتنفيذها في الثامن من مايو المقبل.


تمسك بالثوابت

ويضيف صلاح -الذي اعتقل في الماضي ثلاث مرات بتهم مشابهة- أن الحكم "قرار باطل لا يخيفني وكأنه قد انتهى والحمد الله، فثوابتي هي ثوابتي بقضايا القدس والأقصى، ودعوتي تقوى يوما بعد يوم ولن تتغير، وعنوانها بالروح وبالدم نفديك يا أقصى".


وناشد الشيخ -الذي حظر الاحتلال الإسرائيلى الحركة التي يقودها منذ عشرين عاما- جميع الفلسطينيين شد الرحال للقدس، والصمود في ساحات الأقصى، والوقوف في وجه مستوطنين نعتهم بـ"صعاليك الاحتلال" الذين يهددون باقتحام الحرم في عيد الفصح الوشيك.


وحذر الشيخ من مخططات صهيونية "خطيرة ومجنونة" تستهدف الأقصى، ومن "مؤامرات خبيثة" تقودها أذرع الاحتلال ربما تنفذ في عيد الفصح الذي يحل بعد يومين.


من جهته، اتهم الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية المحظورة نتنياهو بالوقوف وراء قرار سجن الشيخ رائد، مشددا على أن مشروع الحركة مستمر.


ويقول خطيب إن دعوة رئيس وزراء الاحتلال إلى سجن رائد فهمت على ما يبدو بشكل واضح من قبل قضاة سبق وبرؤوا قبل شهور حاخاميْن اثنين من مستوطنة "يتسهار" دعَوَا إلى قتل الأطفال الفلسطينيين تطبيقا لكتاب "عقيدة الملك".


عمل شرعي

وكان القاضي العربي الوحيد في المحكمة الإسرائيلية العليا سليم جبران قد اتخذ موقفا مغايرا عن زملائه، وبرأ الشيخ صلاح من تهم التحريض على العنف، ودعا جبران إلى قبول تفسير الشيخ رائد معنى الانتفاضة باعتبارها موقفا أو عملا شرعيا ضد الاحتلال.


وتشيد عضوة الكنيست عن القائمة العربية المشتركة عايدة توما سليمان بموقف القاضي جبران، وشددت على أن الانتفاضة هبة شعبية نضالية شرعية، وتتفق مع الشيخ رائد صلاح في أن ما قاله ليس سوى نداء لحماية مكان مقدس واقع تحت الاحتلال.