أكد الكاتب البريطاني البارز روبرت فيسك، أن الشرطة المِصْرية هي التى أشرفت على مقتل وتعذيب الشاب الإيطالي جوليو ريجيني مطلع العام الجاري، على خلفية التقارير الصحفية التى حرص على إرسالها إلى صحيفة "مانيفستو" الإيطالية، التى كشفت عن الأوضاع المأساوية فى مِصْر وتفاقم الفاشية وانتهاكات حقوق الإنسان.
وأوضح فيسك –فى مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية العريقة- أن أحد تقارير طالب جامعة كامبريدج تفسر السبب وراء تعرضه للتعذيب في مصر، وهي التى كتبها قبل مقتله بأيام قلائل: "تحدي النقابات المصرية لحالة الطوارئ، ومناهضتها لمبررات النظام للحرب على الإرهاب بدعوى الاستقرار والنظام الاجتماعي، يمثل تساؤلات جريئة للخطاب الأساسي الذي تستخدمه الأنظمة لتبرير وجودها وقمعها للمجتمع المدني".
واعترف الكاتب البريطاني أن السبب الآخر هو التقرير الأخير لريجيني -الذي كان يراسل صحيفة المانيفستو الإيطالية- وأعادت نشره مجلة "ريد بيبر" الاشتراكية الإيطالية، وتحدث فيه عن "دار الخدمات النقابية والعمالية"، كما تحدث عن مهاجمة السيسي لحريات النقابات، وكيف تسبب ذلك في إثارة مشاعر السخط بين العمال.
وشدد على أن خطورة هذه التقارير، هو أن ريجيني بالضرورة كان لديه الكثير من جهات الاتصال، بينهم من ينظر إليهم باعتبارهم نقابيين "خونة" يتمنون "تدمير" مصر، مشيرا إلى أنه في دولة ينظر فيها للمنظمات الممولة أجنبيا، وحتى الطلاب بأنهم جواسيس، وجه أحدهم سؤالا لريجيني مفاده "مع من تعمل حقا؟".
وأشار فيسك إلى تورط عناصر من وزارة داخلية السيسي في مقتل ريجيني وبالتحديد اللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة والتي عثر فيها على جثة الشاب الإيطالي وعليها أثار تعذيب واضحة، مشددا على أن "شلبي" هو أول من ذكر أن الطالب الإيطالي قتل في حادث طريق.
واختتم الكاتب البريطاني مقاله بالسخرية من روايات شرطة الانقلاب والتى حاولت نفي التهمة عن نفسها بمجرد العثور على الجثة دون حتى أن يبادر أحد بتوجيه أضابع الاتهام إلى عناصرها، مشيرا إلى أن ريجيني هو الضحية الأولى لحادث مروري يتعرض للتعذيب بالصعق الكهربائي.