بقلم الدكتور/ أحمد عبدالقادر


أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سلمة قال سمعت ربيعة بن كعب الأسلمي يقول: "كنت أبيت مع رسول الله آتيه بوضوئه وبحاجته فقال سلني فقلت مرافقتك في الجنة قال ذلك قلت هو ذلك قال فأعني على نفسك بكثرة السجود".

 

ما وراء النص

 

1/ كان سلفك يعلم جيدا اين يضع قدمه ومع من تكون الصحبة فانظر موضع قدمك الساعة وأحسن اختيار الخل.

2/ الخدمة مناط العطية وساحة لتوزيع الجوائز فلربما نلت بها ما لا تظنه آتيك إلا بشق الأنفس وعلى مثلها فكن مع شيوخك وتدبر.

3/ من الطبيعي جدا أن تدرك محبة النبي في نفوس الصحابة ولكن من الغريب ان النبي ما ترك خدمة له ولا يدا إلا وكافئ عليها وانظر في الآثار توقن بذلك.

4/ إدراك الغايات والاهداف أمر لا يعرفه إلا من تعلق بالنص وأدخل الروح فيه قرآنا وسنة جسد في الأرض ينتظر ان يلتقي بروحه في السماء.

5/ كأني بربيعة ينتظر قول النبي وقد حضر الاجابة مسبقا فبادره بها بل أراه أمنية يسير بها يجمع الاسباب في طلبها ما احلاك يا ربيعة اسما ورسما.

6/ ذلك هو ذلك. وأي ذلك أعظم من ذلك نعمتين في نعمة ومنتهى آمال الصادقين والمحبين اتظن ان يطلب معها شيء يزاحمها او يفتح مجال التخير فيه.

7/ المرافقة تعني الصحبة .الخدمة . النظرة. المداومة. الانس. والاكرام. لفظ يجمع وفهم يحيط.

8/ الغايات لما تعظم يبذل في نيلها السبل وتستدعي طرائق التضحية ومداومة العمل وسلم الصعود لاعلى الدرجات لقد طلبت عزيزا تكثر المزاحمة عليه فادفع الأثمان تقبض المثمن.

9/ كأني برجل لا ينام فقط ينتظر الطلب فيطير إليه ملبيا سعيدا بنصيب الأسد وعدم المزاحمة من الأصحاب في خدمة الحبيب حاذق يفهم ويعرف العواقب سرعة التفيذ أمر متطلب في التعامل مع السنة.

10/ تلخيص الصلاة في السجود وكثرته لحظة خشوع الأركان واستسلامها وخضوع الجنان وتسليمها لحظة القرب التي لا تنازع ومنتهى العبودية التي لا تنافس عندها فقط تصبح جاهزا للعطية.


اللهم لا تحرمنا كثرة السجود بين يديك للوصول إلى صحبة حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم